قرأتُ محضر "المشادة" أو السجال بين رئيس الجمهورية إميل لحود ورئيس الـوزراء فؤاد السنيورة في الجلسة المغلقة لقمة الملوك والرؤساء العرب في الخرطوم، فكنت أضحك لمفارقات وأبكي لأخرى تخللتها الجلسة المذكورة.
«ما انفك» قلمي و«ما برح» مدادي يكتب هذا الكلام عشية كل قمة مرتقبة من دون يأس أو ملل، ليس لاعتقادي بأن كلماتي ستسمع من به صمم، ولكنني انفث ما بصدري وبصدور العربان العاجزين أمثالي، فلا بد للمصدر من أن ينفث، وإن كانت نفثاته قد «أضحت» كخبر كان!
أيهما مصدر الشرعية: الشعب الفلسطيني أم منظمة التحرير الفلسطينية ؟الجواب صعب، مع ذلك لا بد من المجازفة بالإجابة.
بحسب القانون الدستوري والأعراف الراسخة، الشعب هو مصدر الشرعية ومصدر السلطات. وعليه يكون الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة الذي أعطى حركة "حماس" الأغلبية الساحقة في المجلس التشريعي هو الحَكَم والفيصل في مسألة قبول أو عدم قبول التشكيلة الحكومية التي قدمها السيد إسماعيل هنية الى الرئيس محمود عباس.
أطلقت دول أوروبا على السلطنة العثمانية، قبل ثلاثة أو أربعة عقود من إنهيارها، لقب "رجل أوروبا المريض". ذلك أن أكبر إمبراطورية إسلامية في التاريخ المعاصر كانت قد ضعفت وترهّلت، وأصاب الوهن أطرافها، وامتد إلى قلبها، فأضحت هدفاً لمطامع الطامعين ومنهبة لهم على كل صعيد.
ربما لا يروق عنوان المقالة لكثيرين ممن يرون في الغرب أنموذج التحضر المنشود ومثال التقدم المأمول، وما ذاك إلا لاختلاف الناس في تحديد المقصود من مصطلح التحضر،
شكلت الحواجز الأمنية بكل أشكالها التي أقامها الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ العام 1967 حتى هذه الأيام أحد أخطر أسلحة هذا الإحتلال وأشدها شراسة وفتكا، أشهَرَها ضد الفلسطينيين على مدار الساعة واليوم والشهر والعام مستهدفا النيل من روحهم المعنوية، غير عابىء بكل إفرازاتها الكارثية عليهم، جاعلا منها رمزًا لوجوده الاحتلالي، وفارضًا إياها بقوة السلاح كعقوبة جماعية مستدامة.
في انتظار ما ستؤول إليه الاوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة غداة العملية الديموقراطية التي مارسها الفلسطينيون، والتي اتصفت بالنزاهة والنظافة واحترام الرأي الآخر، وهي العملية التي يعقدون عليها الآمال العريضة لإنهاء الاحتلال الجاثم على وطنهم التاريخي، مصممين على تحقيق اهدافهم في العودة والدولة السيادية وعاصمتها القدس، في انتظار هذا وذاك، ثمة أامور مغايرة تماما تجري على الطرف الآخر للصراع، والمقصود حكومة الاحتلال الاسرائيلي.