حساسة هذا الموضوع – الزواج المختلط – و إرباكاته المتعددّة تملي على الباحث أن يغوص في كافة الأسباب التي جعلت مثل هذا الزواج ينتهي بشكل درامي في بعض الأحيان و كأنّه الوجه الأخر لصراع الحضارات ولكن بشكل مصغّر و النماذج التي عاينّاها هنا وهناك إنتهت بشكل درامي للأسف الشديد , وحدث أن أصبح الأولاد عرضة للضياع والتذبذب النفسي والحضاري أيضا , وهنا لا بدّ أنّ أشير إلى أنّ الزواج في حد ذاته هو ظاهرة اجتماعيّة حضاريّة نصّت عليه كل الشرائع السماويّة والفلسفات الباحثة عن سعادة الفرد والمجموع
كان موضوع العدد الأخير من مجلة تايم الأمريكية عن المعمرين، بالتحديد عن أولئك الذين تجاوزوا المئة، واستند تقرير المجلة على دراسات علمية رصينة، وأفاد بأن جزيرتي ساردينيا في إيطاليا وأوكيناوا في اليابان تضمان أكبر عدد من المعمرين في العالم، وأن الأمر لا يتعلق بالجينات أو المورثات إلا بدرجة ضئيلة، وإن "الرّك والكلام" على التغذية وأسلوب الحياة، وكان عدد كبير من المئويين الذين تناولت المجلة سيرهم ما زالوا نشطين ويأكلون من عرق الجبين،... وبالطبع لم يكن بينهم من يأكل أي نوع من الوجبات السريعة، وكان القاسم المشترك بين عواجيز سردينيا وأوكيناوا أنهم يعيشون في بيئات ريفية ولا يشربون الخمر ولا يدخنون
" في البدء لم يكن على الأرض طرقات
ولكن حين يسير الناس في اتجاه واحد
يصنع الطريق "
لوشين
منذ منتصف السبعينات كنت مهتماً بقضايا الحركة العمالية والنقابات العمالية واكتسبت والحمد لله الكثير من الخبرات على يد جيل العمالقة النقابيين من أمثال عطية الصيرفي وطه سعد عثمان وفكري الخولي محمد عبد العزيز شعبان وفتح الله محروس وسيد عبد الوهاب ندا ورشاد الجبالي ،وكنت معايشاً للجيل الثاني مثل الزملاء صابر بركات ومحمد عبد السلام وأحمد الصياد ومصطفى عبد الغفار ورأيت نماذج المحاميين العماليين من عمنا يوسف درويش إلى عمنا احمد شرف الدين وأخونا خالد علي عمر وخلال ربع قرن كنت اعتبر نفسي مهتماً بالقضايا العمالية. وقرب نهاية التسعينات اتيحت لي الفرصة للمشاركة في انتخابات نقابة التجاريين وخضت المعركة الانتخابية لشعبة التنظيم والإدارة وجاء ترتيبي الثاني بين المرشحين على المستوي القومي وحظيت بشرف عضوية مجلس الشعبة منذ عام 1989 وهى آخر انتخابات تمت في نقابة التجاريين وحتى سفري للخليج عام 1994 . وبالتالي فأنا اجمع بين الحسنيين العمل مع الحركة العمالية ،وكذلك التجربة في نقابة مهنية من اكبر النقابات المهنية عدداً وهي نقابة التجاريين.
سأحاول خلال السطور التالية عرض لتجربة نقابة التجاريين كنموذج قبل الوصول إلى وضع النقابات المهنية بشكل عام.
ليس أمامنا إذن سوى أن نرمى بالحلم المرتكز على المعطيات العلمية ..ثم نعدو خلفه حتى نلحق بما فاتنا ونصنع مستقبلنا ولو من خلال خطوات قصيرة ولكنها ثابتة ومتتالية..ولتكن هذه المرة من خلال "كتاب الطفل ".
رؤية نقدية للواقع
إذا كان الطفل الصغير من الأهمية بحيث يجب أن نعتبره مؤسسة كبيرة, فإننا في الحقيقة نحتاج إلى رؤية موضوعية على حال مكتسبات الطفل حاليا في الوطن العربي , خصوصا في جانب "كتاب الطفل"..ويعانى الكتاب الموجه إلى الطفل العربي من عدة محاور, وهى:
صارت "التريفيا" مجالا يتخصص فيه الناس في الغرب ويكسبون به الملايين في المسابقات التلفزيونية، والتريفيا هي المعلومات التي لا تقدم ولا تؤخر من حيث الحصيلة المعرفية، فمثلا لا يخصني ولا يخصك (كعوام) في قليل أو كثير أن طول لسان الزرافة يبلغ 45 سنتيميترا، ولكن تكمن قيمة التريفيا في أنها تلفت انتباهك إلى حقائق قد تحملك على التفكير أو إعادة النظر في بعض شؤون الحياة، فعلى سبيل المثال فان لقاء سعدون بحمدون بعد غيبة طويلة وقيامهما بتبادل البوسات لدقيقة واحدة يجعل كلا منهما يفقد 26 سعرة حرارية، وربما يفسر هذا لماذا يحرص شبابنا على التسكع في الأسواق،.. إنه بغرض الرياضة.
حتى تعرف أن العرب وقفوا عند الصفر الذي اخترعوه قبل مئات السنين، سأعيد اليوم نشر مقال كتبته في أوائل عام 2000م، لتعرف أن أحوالنا راكدة، وأن رقبة الجمل ستظل عوجاء حتى لو لجأ إلى نفس طبيب التجميل الذي جعل نانسي عجرم على ما هي عليه اليوم من فتنة وغنج (رأيت صورا لها قبل أن تجري 14 جراحة تجميل، وكانت في وسامة وملاحة جعفر عباس وهو ينهض من فراشه بعد نومة طويلة).. تقرأ المقال الذي كتبته في عصر ما قبل قريع ودحلان والرجوب أبطال حقبة كلام الليل يمحوه النهار: هادي استقالتي وما بدي سلطة ولا بلطة!!
يقول العلماء إن المرأة تبكي (في المتوسط) 64 مرة في السنة، بينما يبكي الرجل نحو 17 مرة، ولكنني أعرف رجالا يتبجحون بأنهم لا يذكرون متى بكوا آخر مرة، أو بأن دموعهم لا تنزل قط، وكلما قابلت واحدا من هؤلاء تمنيت لو أستطيع تكتيفه وجلب فريق من ذوي العضلات يجلسون أمامه لتقطيع سبعين كيلو متر مربع من البصل الأحمر.. الدموع ليست بالضرورة دليل ضعف، والسيطرة على الدموع ليست في جميع الأوقات دليل رجولة وبطولة.. فلو خطفتني عصابة في العراق وهددت بقتلي لمت من فقدان السوائل (قبل أن يذبحوني) من فرط هطول الدموع الرعدية.. يوم مات صديقي ماهر عبد الله (الذي كان يقدم برنامج الشريعة والحياة في قناة الجزيرة) ظللت أبكي طوال يومين، وعلى مدى أسبوع كامل فشلت في أن أكتب كلمة واحدة في رثائه لأنني كلما كتبت اسمه على شاشة الكمبيوتر أطل منها بوجهه البشوش وابتسامته العذبة التي لم تكن تفارق وجهه أبدا، فغامت الرؤية عندي واستعدت الشريط: