أعترف بأني أدهش كثيرا حينما أصادف من لا يزال يؤمن بالروايات التي طالها التحريف في حوادث تحدّث عنها القرآن صراحة. واللافت أن هذه الحوادث غالبا ما تكون المرأة معنية بها.
وأتذكر أني حينما كنت صغيرة، سمعت من طفلة أخرى تكبرني ببضع سنين حكاية ابني آدم قابيل وهابيل. إذ أخبرتني الطفلة أن الشقيقين تعاركا على فتاة جميلة، إذ لم يكن هناك في العالم إلا فتاة جميلة وأخرى قبيحة. وأتذكر جيدا أن الأمر أقلقني جدا وسألتها "وفي النهاية من تزوج الفتاة الجميلة؟" فطمأنتني أن الأخ الطيّب نالها.
كانت هذه الرواية راسخة في ذهني باعتبارها قصة فكاهية من القصص الخرافية التي يختلقها الأطفال ويتداولونها. ونسيتها بفعل الزمن، وبفعل أنها من بنات الخيال الطفولي الذي نشأ على قصص الجميلات اللائي يتزوجن الأمراء الطيبين، ولكون الرواية القرآنية للحادثة قد حلّت محلها.
كثيرا ما نقول عن إنسان ما يسرح كثيراً بخياله، هذا منفصل عن الواقع، هذا حالم فقط، وستتهشم أحلامه على صخرة الواقع، وهلم جراً لا ندرك جيدا ولا نعي أيضا أن الخيال هو بداية كل فكرة أو نظرية أو اختراع ننعم به اليوم، فاختراع الهاتف المحمول لم يأت من فراغ، سبقه تخيل ودراسة وبحث وتطبيق وهكذا..
الخيال جزء مهم في أي مشروع، تخيل أنك تكتب قصيدة جميلة، وكيف تلقيها ويصفق لك الآخرون بحماس، وأنت لم تكتبها بعد، ستشحن نفسك بالأفكار الإيجابية، وستكون القصيدة لأنها أمر سهل بالنسبة للشاعر طبعاً، والتخيل يجمّل الواقع فيتخيل المرء أشياء إيجابية، ويعيش تفاصيلها في خياله، ثم تتحقق إذا ما دعمها بالأسباب..
وأبسط مثال على ذلك أنك لو أردت سفراً للعمرة مثلاً سيخطر ببالك مباشرة الإحرام، والسيارة، والحجر الأسود، والكعبة، وكيف ستطوف، وتحلق أو تقصر، فتنتقل بجسدك وروحك إلى البيت الحرام وأنت جالس في مكانك.
الفقد؛ هو حالةٌ من الانكسار تصيب القلب متى ما اشتاق شيئًا لم يكن له، وقالوا هو "ارتحال جسد أحدهم وبقاء صورته عالقة تشرع للحنين أبواب قلبك متى ما اشتهى العبث فيه".
كثيرٌ مَن فقدتهم، وظننتَ أنك لن تبقى طويلًا بعدهم؛ أنّ روحك ستخرج بكلّ ما أوتيت من قوةٍ من أثر الألم؛ تريد استعادة أنفاسك فتخنقك الغصة؛ تحاول الكلام فتُكتم العبارات في صدرك، كلّ ما في جسدك يقاوم الانكسار لكنّ قلبك مستسلمًا تمامًا، وما معنى المقاومة أمام انكسار القلب!
أتعلم؛ كنت أظن أن كل من يفقد عزيز لن يعيش بعده عُمرًا، كنت أتعجب: أيعيش فاقد أبيه؟! أوَ يضحك من أمه ليست معه؟! أوَ يحيا من فقد بصره، صُمّت أذنه، بُتِرَت ساقه؟!
وها هم عاشوا وقد عشنا واعتدنا، نسينا أو تناسينا، المهم أننا بقينا على قيد الحياة، وخضنا في خِضمها، كُسرنا وجبرنا مع مرور الوقت، لا شيء يدوم، ألم يقولوا: "دعها للوقت فإن الوقت يحل كلّ شيء".
تصدر اليونسكو منذ عقدين من الزمان تقارير عن العلوم وأحوالها على المستوى العالمي ترسم فيها خرائط العلوم والتكنولوجيا والابتكار في جميع أنحاء العالم ومنها البلاد العربية كل خمس سنوات وبشكل منتظم. ونظراً لأن العلوم والتكنولوجيا والابتكار لا تتطور في فراغ، فإن أحدث تقرير لليونسكو حال العلوم حتى عام 2030م، والذى تم الاحتفال بصدوره فى يونيو 2016م لخص تطور العلوم عالمياً فى الفترة من عام 2010 حتى عام 2030م وذلك على خلفية الاتجاهات الاجتماعية والاقتصادية والجيوسياسية والبيئية والتي ساعدت على تشكيل السياسة والحوكمة المعاصرة الخاصة بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار.
وقد ساهم أكثر من 50 خبيراً في هذا التقرير، حيث قام كل منهم بتغطية الإقليم أو البلد الذي يتنمون إليه. ومن الجدير بالذكر أن التقرير الخامس يتميز بكونه قادراً على التركيز على الاتجاهات طويلة الأمد، بدلاً من التعمق في التقلبات السنوية قصيرة الأمد والتي نادراً ما تضيف قيمة ملموسة للسياسات العلمية أو لمؤشرات العلم والتكنولوجيا.
وقد ضم هذا التقرير إحصائيات محدثة وتحليلات للظروف التي شهدتها كل دولة بالمنطقة بعد ثورات الربيع العربي، رابطًا إياها بالوضع الاقتصادي، مع تحليل مؤشرات النمو أو التراجع في البحث العلمي بكل بلد؛ فرصد التقرير كذلك الاستراتيجيات الجديدة على المستوى الوطني والإقليمي، ومنها الاستراتيجية العربية للبحث العلمي والتقني والابتكار، المصادَق عليها من طرف وزراء التعليم العالي والبحث العلمي العرب في مارس 2014 بالرياض.
ووفقا للتقرير باتت معظم البلدان، بصرف النظر عن مستوى دخلها، تراهن على البحوث والابتكار لتحقيق نمو اقتصادي مستدام والنهوض بالتنمية الوطنية.، ويظهِر تقرير اليونسكو عن العلوم أن البحوث باتت تمثل عاملاً مسرّعاً للتنمية الاقتصادية وأداةً بالغة الأهمية في بناء مجتمعات أكثر استدامةً وأكثر احتراماً لكوكب الأرض، في آن واحد".
الأيتام في الإسلام[1]
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (َأَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا) ]2 [
ما من مجتمع إلا وفيه أيتام، وقد تدخلت الدول والحكومات لحماية هؤلاء الأيتام، وحماية المجتمع منهم، حماية الأيتام من الضياع والتشرد والانحراف، وحماية المجتمع من أفراد بلا مأوى، إذا أُُُُهملوا نشأوا ونفوسهم مفعمة بالأحقاد والضغائن على مجتمعهم الذي شبوا فيه مشردين مهانين، حيث لم تمتد إليهم يد بالرحمة، ولم يجدوا من أفراده العطف والشفقة .
تعمقت أزمة الرأسمالية الليبرالية عندما لوحظ أنه بعد مرور ما يقرب من خمس عشرة سنة على فرض برامج التكيف الهيكلي على دول افريقيا ما تحت الصحراء الكبرى ، لم تنجح هذه البرامج في تحقيق النتائج المنشودة، وهو ما يظهر جليا في الأوضاع الاقتصادية المتردية في هذه الدول. كما جربت الاصلاحات الرامية لإقامة نظم رأسمالية في دول أمريكا اللاتينية منذ الاستقلال عن إسبانيا في عشرينيات القرن التاسع عشر. وفي كل مرة، يرتد أهل أمريكا اللاتينية عن السياسات الرأسمالية وسياسات اقتصاد السوق بعد نوبة الحماس الأولى.
الصفحة 31 من 432