عبارة أصبحت لها سيرورة على ألسنة الناس، ولو سألت عنها لما وجدت لها إجابة شافية محددة، لأن كل إنسان يعرفها ولكن، ربما لا يستطيع صياغة معناها بالشكل الدقيق.
هذا النمط من التفكير أصبح علمًا يُدرس..ولو سألت نفسك ما الداعي إليه وما الغرض من تهافت الناس على الدورات التدريبية حول هذا الشأن، لأدركت كم نحن بحاجة إلى أن نفكر خارج الصندوق..لكثرة مشكلاتنا التي تحتاج إلى شيء من الصبر والبصيرة.
في التعريف اللغوي للحكمة كما في القاموس؛ "الحكمة بالكسر: العدل، والعلم، والحِلم، والنبوَّة، والقرآن، والإنجيل. وأحكمه: أتقنه فاستحكم، ومنعه عن الفساد، كحكمه حكما"[1].
وبالنصب "(الحَكَمَة) وزَانُ قَصَبَة للدابة سُمِّيت بذلك لأنها تذلِّلها لراكبها حتى تمنعها الجِماح ونحوَه، ومنه اشتقاق (الحِكمة) لأنها تمنع صاحبها من أخلاق الأرذال"[2]. وكذلك "الحكمة: العدل. ورجل حكيم: عدل حكيم. وأحكم الأمر أتقنه... والحكيم: المتقن للأمور"[3]. وأيضا "الحكمة: وضع الشيء في موضعه"[4]، و"الحكمة من العلم، والحكيم العالم وصاحب الحكمة. والحكيم أيضا المتقن للأمور"[5]. و"الحكمة: علم يُبحث فيه عن حقائق الأشياء على ما هي عليه في الوجود بقَدْر الطاقة البشرية، فهي علم نظري غير آليّ"[6].
ليس جديداً أن يضع الأدباء السلاح جانباً، وتتطور المعركة على أيديهم لمناوشات باللسان والقلم في آنٍ معاً، وهذا الأمر تمتد جذوره إلى الجاهلية، إلا أنه كان أشرس وأعنف، فكان بالسنان لا باللسان، وبالسيف لا بالقلم.. حيث تنافس الشعراء والأمراء والملوك والفرسان، وربما وصل الأمر إلى حرب ضروسٍ اشتعلت جراء قافية، أو بيت من الشعر، أو سباق تافه بين الحصان (داحس) والفرس(الغبراء) فعمرو بن كلثوم حينما غضب على عمرو بن هند لأن أمه أرادت إهانة أم عمرو بن كلثوم حينما طلبت منها أن تناولها طبقاً أو كأساً، فأجابت أم عمرو:(وا ذلّاه..يا لتغلب) وكان الأمر لا يحتمل هذه الضجة الكبيرة، ولكن كما تقول سعاد الصباح في رائعتها "كن صديقي".
"..غير أن العربي لا يرضى بدور غير أدوار البطولة.."
المقدمة
قد يتساءل الكثيرون:
هل بإمكان المرء أن يعيش على الأمل؟ وعلى الأمل فقط؟
لاشكّ أن الإيمان بالله يأتي في المرتبة الأولى بالنسبة لكل ما يجعل المرء يستمر في الحياة، على الرغم من كل ما قد يتعرَض إليه من معاناة وما قد يمرّ به من مصاعب ومن نوائب ومن خيبات... وعلى الرغم مما في الحياة من مدّ وجذر يتقاذف المرء وينقله من فرح إلى حزن ومن سعادة إلى شقاء ومن طموح إلى خيبة وتخاذل إلخ... فنادرًا ما تستمر حياتنا على وتيرة واحدة سواء أكان ذلك بما يُحقّق لنا السعادة أو بما يتسبب لنا بالشقاء والتعاسة.
لذا كانت حكمة الله –تعالى- أن يكون الأمل منذ بدء الخليقة وعلى مر العصور ما جعل بني البشر يستمرون في الحياة مهما كانت معاناتهم وقد أثبتت التجارب الإنسانية بأن الأمل الذي يزرعه الإيمان في نفوسنا، هو الحافز على استمرارية المرء في مواجهة كل ما يتعرّض إليه.
تلقيت رسالة من أحد أصدقائي الجهابذة في اللغة العربية، مقولة منسوبة إلى داعية إسلامي معروف وهو إلى ذلك أستاذ بإحدى الجامعات، ومفاد هذه المقولة أنه من الخطأ الشائع أن نقول (نِعم الله لا تُعد ولا تُحصى) وأضاف قائلا - أي الداعية - إن الصواب أن نقول إن (نِعم الله تُعد ولا تُحصى) ودليله على ذلك، قول الله تعالى في محكم كتابه الكريم: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) [إبراهيم، 18]، وأضاف الداعية قائلا: (فقد أثبت الله العد ونفى الإحصاء). انتهى الكلام المنسوب للداعية، وقد سألني صديقي عن رأيي في هذا الكلام ومدى موافقتي له.
فقلت : بداية ينبغي التأكد من نسبة هذا الكلام إلى الداعية المعروف الذي هو أستاذ جامعي متخصص في مجال الشريعة ولاشك أنه أعلم مني بالتفسير. وأضفت: ولكن رأيي الشخصي على هذا الكلام أنه غير دقيق لعدة أسباب؛ منها: أن العد والإحصاء في اللغة هما بمعنى واحد. قال تعالى (لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا) [مريم، 94]. وبهذا جاءت المعاجم، إذ يقول ابن منظور في (لسان العرب) مادة (عدد): (العَدُّ: إِحْصاءُ الشيءِ، عَدَّه يَعُدُّه عَدّاً وتَعْداداً وعَدَّةً وعَدَّدَه). وقال في مادة (حصي): (والإحْصاءُ العَدُّ والحِفْظ). وقال الألوسي في (روح المعاني) في تفسير الآية السابقة [مريم، 94]: (وأصل الإحصاء العد بالحصى فإن العرب كانوا يعتمدونه في العد ثم استعمل لمطلق العد).
أشعل ابن مدينة الحديد الشاعر الجزائري ياسين عرعار الفضاء الإلكتروني والورقي بحواراته القيمة والعميقة، والزاخرة بأسئلتها الراقية الرشيقة؛ مع عدد من قامات الأدب والثقافة والفكر العربي، والحوارات التاريخية حول ثورة التحرير الجزائرية التي لفتت الأنظار إليه، وقد عكف على القصيدة الخليلية إبداعًا، فأصدر ديوانه الأول والثاني أوشك على الصدور حتى ذاع اسمه، فشارك في الملتقيات والمهرجانات الوطنية والعالمية، وغامر بدخول المسابقات الكثيرة المحلية التي حصد فيها الجوائز المتقدمة، فقد اختيرت قصيدته: "اللحن الأخير" من أجمل القصائد المهداة للمعلم، وقام الشاعر الجزائري عادل سلطاني بترجمة قصيدته: "أنا العربي"، وعانقت الموسيقى كلمات مقطوعته الشعرية: "ماذا سأجني؟" التي صدح بها المطرب الجزائري جمال الدين درباسي، كما ضمت اسمه الموسوعة الكبرى للشعراء العرب التي أعدتها الباحثة المغربية فاطمة بوهراكة، ثم حصل على الدكتوراه الفخرية من المجلس الأعلى للإعلام الفلسطيني تقديرًا لنشاطه الإبداعي والإعلامي الصحفي وكتاباته التي تخدم القضايا العربية.
الصفحة 32 من 432