تعزي نظرية الإلهام والوحي ميلاد الإبداع الفني إلى مصدر علوي يلقي فنه وأفكاره وتوجيهاته إلى الفنان المبدع المختار من بين آلاف البشر بوساطة الوحي والإلهام في ظروف تتراوح بين التلقي أثناء النوم أو في برزخ بين اليقظة والنوم أو من خلال صرع الفنان وصعقه وإفقاده وعيه أو تخليصه من عقله وإصابته بالجنون، وذلك من أجل تحرير الإلهام من تدخل وتأثير العقل أو الوعي أو اللاشعور أو النفس أو المجتمع أو البيئة أو التاريخ. ..
وقد لاحت البوادر والطلائع الأولى لهذه النظرية عند شاعر اليونان "العظيم" هوميروس إذ استهل ملحمته الشهيرة "الإلياذة" باستجداء ما يسمّى بربّات الشعر أن تنعم عليه بالإلهام وتتعطّف عليه بمدّه بالعون المادي والمعنوي، كما أقر "هيراقليطس" مسألة الإلهام من خلال تشبيه نفسه بالعرّافات اللواتي يصدرن في كلامهن عن الوحي والإلهام، وفي الاتجاه نفسه يسير أفلاطون من خلال إرجاعه مصدر الفن والإبداع إلى الوحي المستمد من عالم مثالي مستعل عن الطبيعة، ومن ثمة يكون الفنّان انسانا ملهما يستوحي فنه وإبداعه من ربّات الشعر، فيغدو بذلك الفن ضربا من الوحي والمس والجنون الإلهي أو من قبيل الوجد الصوفي، وعليه فإنه لا يحمل رسالة هذا الإلهام إلا أفراد ذوو حس شفاف مرهف مشبوب بالعاطفة والتعلق بالملكوت العلوي.
وقد أكدت الأفلاطونية الجديدة بزعامة أفلوطين النظرية السالفة الذكر حين أعلنت بدورها أن الفنّان المبدع موجود بشري غير عادي اختصته الآلهة بهبة الإبداع الفني، وبالتالي أكدت هذه النظرية أن الفنّان وعمله الإبداعي إنما هو ثمرة ملكة سحرية تنتقي من الخاصة أحسنهم وأكملهم ولا تنحدر إلى مستنقع العامة من الناس لأن أرواحهم غير طاهرة ولا تصلح مكانا لتنزّل "الجوهر الإلهي".
هو البراء بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ( واسمه تيم الله) بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة الأنصاري الخزرجي من بني عدي بن النجار . وهو الأخ الشقيق للصحابي المشهور أنس بن مالك.
وكان يجتمع هو، وأم عبد المطلب جدة النبي عليه الصلاة والسلام، واسمها سلمى بنت عمرو بن زيد بن أسد بن خداش بن عامر، في عامر بن غنم .
وأمه هي أم سليم بنت ملحان بن خالد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصارية الخزرجية النجارية, واختُلف في اسمها فقيل هي: رميلة أو رميثة أو مليكة أو الغميصاء أو الرميصاء .
وكان أبوه في الجاهلية قد غضب من أمه وتركها وذهب إلى الشام وفيها مات، وتزوجت أمه أم سليم أبا طلحة الأنصاري الذي أسلم على يديها وكان إسلامُه مهرَها ، وكانت تجاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي هذا البيت الذي رعته أم سليم الصحابية المجاهدة كانت نشأة البراء، فغذي حب الاسلام وحب الجهاد في سبيل الله. فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها باستثناء بدر وبايع تحت الشجرة .
كان ومازال المجتمع المدني هو السلطة المضادة التي تراقب وبصرامة مطلقة تجاوزات الدولة وشططها، هو المتنـوع والمتعدد، هو الذي يسمح دوما وفي اطار دوره التمكيني، بانبثاق نخب جديدة "صاعدة" و"فاعلة"(خاصة في الدول السائرة في طريق النمو)، هو الذي يراقب المسؤوليات ويقوم الاختلالات ، وهو الذي يخلق النقاش حول المواضيع الراهنة ويحفز المواطنين على المشاركة وبإيجابية في تدبير الشأن العام والمساهمة بالتالي في ترسيخ أسس الديمقراطية.
إن المجتمع المدني بكل هاته الحمولة الابستيمولوجية، لابد وأن يتسم بمجموعة من الخصائص تعتبر بمثابة عناصر مترابطة ومتداخلة تعبر عن حقائق مفهوم المجتمع المدني وجوهره، ويمكن إجمالها فيما يلي: التطوع، الاستقلالية، القدرة على التكيف، التجانس، التعقد، التكوين المؤسسي القائم على معايير الانجاز، الغاية أو الدور.
فالتطوع مثلا، يتجسد في تلك الرغبة العارمة والمنغرسة في نفوس الأفراد في الانضمام الى المؤسسات "المدنية"، بكل ارادة و طواعية، وذلك اقتناعا منهـم بقدراتهم وقدرات هذه المؤسسات على التعبير الفعال عن طموحاتهم والاستجابة الناجعة لمطالبهم . بحيث يكون التطوع هنا هـو المجهود الذي يقوم به الفرد بصفة اختيارية عن طريق المساهمة كيفما كان شكلها (عمل، علم، رأي، تمويل أو غير ذلك مما يخدم المجتمع) ويبقى أبرز شكل يتجسد فيه التطوع هو ما يظهر في المبادرات والمشاريع الجمعوية المنجزة من طرف أفراد متطوعين يجتمعون في هيئة منظمة، رغبة منهم في تنمية المجتمع والعمل على الارتقاء بنهضته عن طريق توظيف مواردهم الخاصة البشرية والمادية منها.
تمرُّ الشهور والثواني، ومعها الفرصُ والأماني، في كل لحظةٍ في الحياة هناك ملايين الحوافز التي تجعل من الشابِّ شخصاً فاعلاً مؤثراً في مجتمعه، فقبل أن تأتيهِ الفرصة ؛ يترقَّبُها ترقُّب القناص للفريسة، ويبادرُ لها ليطلبها، ويهيئ الظروف لتمشي معه بمرونته، ثم هو يصنعُ الحدث ليكونَ محطَّ الأنظار من الآخرين دون أن يناديهم.
فهذا أحمد طالبٌ مُستجد بعد أن أنهى محاضراته الجامعية؛ نوى أن يصليَّ الظهر، فبحث عن مصلى فلم يجد! فلم يكن ذلك مبرراً لتأخير الصلاة.
أود طرح ظاهرة مهمة جداً لوحظ في الآونة الأخيرة انتشارها بشكل كبير جداًفي بعض المجتمعات وهي الشائعات التي شملت جميع جوانب الحياة وأصبحت من العادات المحببة لدى البعض وكأنها أمر طبيعي يفترض على الجميع المشاركة فيه والمساعدة على نشره.، وأصبحت الشائعات من قوة انتشارها تتحول في عقول البعض إلى حقائق وما هو لافتاً للنظر أيضاً أن معظم الشائعات تكون مفبركة يطرحها خبراء متمرسين وبالوقت المناسب لتلائم الحدث .وللأسف الشديد انتشرت بقوة
تفوق قوة الحقائق، وسبب قوتها يعود للأرض الخصبة التي ترعاها. فمثل هذه الظواهر تلحق الضرر في كل أفراد المجتمع بكافة فئاته .
ما استقرّت الحياة على جوديِّها ولا استقامتْ على جادّتها إلا في كنف ميزان ذي كفتين
متوازيتين، وما أصابها الخلل ولا اعتورها الخراب إلا بحيف إحدى تلكما الكفتين
والخسف بالأخرى، بل إن ذلك الميزان الحياتي المقصود هو أقدم الموازين وألزمها
قاطبة...ولم لا؟! وقد سوّاه واهب الحياة الذي هو-سبحانه-أعلم بها وأخبَر بما
يُصلحها ويُقوّمها.
الصفحة 43 من 433