- مَـدخَـلٌ
لمْ أعتدْ تلوين الأيَّام، إلَّا أنَّ هذا اليوم أبَى إلَّا أنْ يَصطَبِغَ بالحُمرَةِ!
لماذا الأحمر؟
لا أدري، فالسِّرُّ مجهول حتى هذه اللَّحظة!
الأحمر و الحبُّ، علاقة قديمة
الأحمر و الـدَّم، علاقة دائمة
الحـبُّ و الـدَّم، علاقة عُلويَّة نادرة!
لقد أضحت مشاركة جمعيات المجتمع المدني في عملية التنمية البشرية أمرًا من الأهمية بمكان، نظرًا لما أصبحت تلعبه من أدوار أساسية وحاسمة داخل المجتمع كقوة اقتراحية وكمكون فعال على مستوى تفعيل السياسات التنموية، وتنفيذها، ومتابعتها، وتقييمها، وكذلك نظرًا لقربها من شريحة عريضة من المواطنين وقدرتها على الانخراط الإيجابي في تعبئة الموارد المادية والبشرية وتأهيلها.
بيد أنه، ومن أجل تحقيق هذه المؤسسات لأهدافها التنموية، لا بد لها من قدرات وإمكانيات وافرة تجعلها تتجاوز كل المُعيقات التي تقف في طريق وصولها إلى غايتها المنشودة. وهكذا، تلعب مؤسسات المجتمع المدني أدوارًا طلائعية في عملية النمو والتنمية الاجتماعية الشاملة.
إن الأنظمة الحديثة تركت لجمعيات المجتمع المدني الفرص السانحة للبروز، والصعود، والنمو، باعتبارها أداة للمساهمة في التنمية الاجتماعية، كما أن الجمعيات تشكل مقياسًا للدمقرطة والتنمية البشرية في مجتمع معين، وكلما توفر مجتمع على مؤسسات مدنية قادرة على التحرك والمبادرة، دل ذلك على مستوى التنمية البشرية المستدامة وعلى قدرة البشر على الفعل الإيجابي. والأكثر من ذلك أن هذه الجمعيات أضحت تعبيرًا عن الرأسمال الاجتماعي والإنساني (الرأسمال اللامادي) الذي يعد عند الكثير من الباحثين والمفكرين أهم من الرأسمال المادي.
هو أبو سليمان وقيل أبو الوليد خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقَظة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، القرشي المخزومي.
وأمه هي عصماء بنت الحارث ، وسماها آخرون لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن الهلالية، وهي أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأخت لبابة الكبرى زوج العباس بن عبد المطلب، فهو ابن خالة أولاد العباس الذين من لبابة الكبرى.
مكانة قبيلة مخزوم:
وكان لبني مخزوم مكانة كبيرة في المجتمع المكي قبل الإسلام، وكانت لها قيادة جيش قريش وبها سميت إحدى أبواب المسجد الحرام، فعن عطاء قال: " يدخل المحْرمُ من حيث شاء، قال: ودخل النبي صلى الله عليه وسلم من باب بني شيبة وخرج من باب بني مخزوم إلى الصفا" .
وظهر من أبناء هذه القبيلة كثيرون ممن خلدتهم كتب التاريخ سواء بوصفهم مناصرين ومؤيدين للدين الاسلامي كأبي سلمة وأم سلمة والأرقم بن أبي الأرقم وخالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم أم ممن ناصبوا الدعوة الاسلامية العداء إلى آخر يوم من حياتهم كأبي جهل والوليد بن المغيرة وغيرهما.
أصلح ذاتك تصلح دوائرك.
شعار هام يجب أن ننطلق منه في إصلاح ذواتنا؛ لإعداد جيل منتج مبدع يسهم في بناء مجتمعه؛ فكلما أصلحنا ذواتنا صلحت دوائرنا.
إخواني وأخواتي الأفاضل، قال الله -تعالى-: "يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم".
موضوعنا سوء الظن موضوع هام جدًّا، وله أثره السلبي على حياة الأفراد وسلوكياتهم وأخلاقهم، والإنسان اجتماعي بطبعه، ويسعى للتعامل مع الآخرين بالخلق الحسن والتعايش الإيجابي، ولكن أمراض القلوب التي يصــــــــاب فيها الفرد أحيانًا تؤدي إلى دماره النفسي والجسدي، ومن أخطر أمراض القلوب (النفس أمارة بالسوء)، التي يغذّيها سوء الظن بالآخرين.
عندما تراه بلحيته أول مرة تحسبه على التيار المتشدد، وعندما تقرأه في حملته على هذا التيار أو بعضه.. تتحير، وإذا قرأت موافقاته لبعض أهل العلمانية حسبته عليهم، فإذا هو ليس منهم، وتأخذك الحيرة حين تراه يميل مع أهل الطريق والمكاشفة، وتخطيء أيضًا إذا حسبته عليهم أو منهم بالكلية.
إن الشاعر أشرف الجمَّال المصري الجنسية، الجيزي الإقامة والمولد نسبةً لمحافظة الجيزة، لا يمثل إلا نفسه وشخصه ومكنوناته؛ فنزعته إنسانية وجودية يمزج بين المدرسة الفلسفية والتصوف في شعره؛ فمن ملأ كأسه من دنان قصائده المترعة، يعلم مدى سيطرته على الصور البلاغية، وبراعته في تركيب جدلي ومجدول بين الأبيات والآيات في عناقٍ حميم لا افتعال فيه.
وعلى الرغم من درعميته؛ إذ تخرج من كلية دار العلوم جامعة القاهرة بعد أن نال درجة الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية والدراسات العليا بقسم الأدب، تحرر من الخليل وتفاعيله، وتدثر بقصيدتي النثر والشعر الحر، أما على المستوى الإنساني فهو من أنصار الدعوة إلى التسامح وعدم التعصب الديني، ولهذا كانت إنسانيته أسبق في التعرف عليه، فإذا عرفته ولجت إلى شعره لتستزيد من إنسانيته التي صاغت ما يقول، فكأنما صدر منه عن سجية وسليقة لا عن تكلف أو صنعة.
أولا: تعريف التصوف ومصادره
إن الأصل في التصوف كما يقول ابن خلدون هو العكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى، والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها، والزهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه، حتى إذا فشا الإقبال على الدنيا منذ القرن الثاني للهجرة قيل للخواص الذين اشتدت عنايتهم بأمر الدين الزهاد والعباد. ولما ظهرت الفرق الإسلامية وزعم كل منها أن فيهم عبادا وزهادا انفرد أهل السنة المقبلون على العبادة باسم الصوفية والمتصوفة. وقوام التصوف سلوك يقوم على ضبط النفس وكبح جماحها ومجاهدة ميولها وصرفها بالإرادة عن متع الدنيا ومباهجها. وغايته تصفية النفس وتطهيرها من أدران الجسد، مع تأمل الخلوة، وتدبر في آيات الله حتى يفنى الصوفي عن نفسه ويبقى بالله.
وقد مرَّ التصوف بمراحل متعددة، فكثرة مفاهيمه وإن تضمنت جميعها أخلاقيات مستمدة من الإسلام، هي في الحقيقة قوام الشريعة الإسلامية. وقد أدرك الصوفية ذلك فأقاموا تصوفهم على تربية الإرادة لممارسة شاقة لأخلاقيات تقتضي مجاهدة النفس وترويضها على الاستخفاف بلذات الدنيا ومباهجها، والسيطرة على الأهواء والشهوات والميول الفطرية والعواطف المكتسبة، وأنشأوا علما مكملا لعلمي الفقه والكلام. فالفقه يبحث في الأحكام الفرعية العملية، والكلام يبحث في العقائد ويبرهن عليها بمنطق العقل، والعلوم الثلاثة مستمدة من القرآن والسنة. ولكلٍ من الفقهاء والمتكلمين والصوفية والفلاسفة منهج في فهم أمهات العقائد الإسلامية، ويختلف أفراد كل طائفة بعضهم عن بعض، ولكنهم مُتَّفقون في الانتهاء إلى الإسلام والانتماء إلى تعاليمه. وكان التصوف وحدة بين معترك المذاهب تسامحا صرفا وسلاما في كل ما مرَّ به من الأدوار، إلى أن مرَّ بدور انحطاط وانحراف فتصدى له كثيرون من الفقهاء وغيرهم، واشتدّوا في النقد حتى شملوا بالنكير كل ما وقع للمتصوفة في طريقهم. وأكثر ما تناوله الأخذ والرد بين الباحثين العلماء هو موضوع الكرامات للأولياء. وكان الصراع بين الفقهاء والصوفية قد بدأ مبكرا في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري. ودور الانحطاط هذا الذي انتهى إليه التصوف وبالأخص منذ القرن السابع الهجري؛ قد جعل من طريق الإخلاص والزهد والعرفان والخير أداة غش ومطامع وجهل وفساد.
وقد أثار موضوع مصادر التصوف الإسلامي خلافا كبيرا بين الباحثين القدماء والمحدثين. وللمستشرقين فيه جولات تكشف عن وجوه من هذه الخلافات. ولعل أرجح النظريات في هذا الصدد هي التي تجعل التصوف في أصله تعبيرا باطنيا عن الإسلام وحقيقة شريعته، ولكن هناك من المستشرقين من يرد التصوف إلى مصادر أجنبية دخيلة على الإسلام، فمنهم من يرده إلى أصل هندي، ومنهم من يرجعه إلى أصل فارسي، ومنهم من يراه مستمدا من أصل مسيحي أو مستقى من مصادر التراث اليوناني... إلخ.
الصفحة 41 من 432