أثر المسرح وأهميته
تتكرر بيننا المقولة الشهيرة "أعطني خبزا ومسرحا أعطيك شعبا مثقفا" والتي تدل دلالة واضحة إلى أثر المسرح التنموي و أهميته منذ القدم للمجتمعات (الشعوب) كأحد منابر الأدب والثقافة ومختلف الفنون، ويؤكد هذا الكلام الدكتور محمد زكي العشماوي حيث يقول: "ما أظننا نغلو في القول إننا اليوم أشد منا في أي يوم آخر حاجة إلى العناية بالمسرح ... ولعلنا كذلك لا نغالي إذا قلنا إن الأدب التمثيلي هو أكثر آدابنا حاجة إلى الرعاية وبذل الجهد والتماس النضج والأصالة، والتطلع إلى النهوض.نهضة تكفل لشعبنا العربي ماهو أهل له, وعلى الأخص في هذا الوقت الذي نخطط فيه لمستقبلنا وندعم فيه البناء لغد آمن مستقر" (العشماوي، د.ت)(1)
ويحتل المسرح في دول العالم المتقدم مرتبة مهمة في الحياة اليومية محققا ما تخططه من الأهداف التربوية أو الأخلاقية أو الأمنية وحتى السياسية وهو أحد أهم الوسائل الإعلامية التي ترقى بالمتلقي (الجمهور) وتساعد على ترسيخ الهوية الوطنية وهو الساعي دوما لتوفير حلول لمشكلات المجتمع وخصوصا ما يندرج تحت التنشئة الاجتماعية صانعا مرآة واضحة لملامح المجتمع بمحاسنه وسيئاته ويحفزه بخطاب مؤثر جدا للتغيير.
إذا ذكر سيد قطب ذكر تفسيره "في ظلال القرآن" وكتابه الأخير "معالم في الطريق"، ولعلّنا لا نجد في العصر الحديث من الكتب ما أثّر في جماعات من الناس وأثار من ردود الأفعال مثل هذين الكتابين، أمّا الظلال في طبعته الأخيرة فهو نوع جديد من التفسير خرج به صاحبه من النمط المعهود ليجعل منه دليلاً للحركة الإسلاميّة والجماعة المؤمنة يقود بهدي الوحي في دروب العقيدة والسّلوك والحركة بخطى حثيثة قويّة ودويّ إيماني شديد الوقع يوقظ النائمين ويزعزع كل من حوّل الإسلام إلى طقوس آليّة وأداء بارد، فكأنّه النذير العريان والمعلم الصارم مع طلبته والمدرّب الّذي لا يقبل بأقلّ من درجة الامتياز.
وعلى هذه الخطى سار كتاب "المعالم"، فهو عصارة فكر المفكّر الملدوغ بجراحات أليمة أصابت الإسلام والمسلمين على يد طائفة منهم قطعت علاقتها بهدي السماء فشوّهت صور الجمال وطغت وظلمت، فهو يدعو إلى هبّة قويّة مدويّة ترفض هذا الانحراف وتعود بالمسلمين إلى صفاء العقيدة وحيويّتها مهما تزيّنت الجاهليّة الحديثة وانتفخت وعتت.
كل عيد وأنت لنا العيد والوطن.ها نحن نقف بين يديك هذا الصباح كما في كل صباح.نمد أيدينا إلى السماء.وبكل إيمان وخشوع نصلي لله في عليائه،سائلين إياه جل جلاله أن يطلق سراحك من بين براثن الإغتصاب.أن تعود لنا كما كنت على مدى الأيام.أن يمن علينا بنعمة الرجوع إلى مغانيك.أن تكتحل عيوننا ببهاء طلعتك الأبية،وشموخ جبينك الوضاء.أن تكبر أجيال أطفالنا في أحضانك،وتكبر بهم.يومها تصبح كل أيامنا وليالينا أعيادا وأعراسا.فأنت أنت وحدك العرس والعيد والحب والوطن.
كل عيد.. وانت لنا العيد والوطن. ها نحن مرة أخرى ولن تكون الأخيرة.. لا يعترينا اليأس رغم الشدائد والصعاب. نأتيك على أجنحة أشواقنا التي لا تبرح قلوبنا، وحبنا الذي لن تخبو له جذوة، وإصرارنا على أن تعود لنا ولأجيالنا من بعدنا. ها نحن جئناك نهتف باسمك، نكحل أعيننا بسنا فضاءاتك القدسي، نجدد عهودنا لك. ها نحن نهتف أن لا عيد إلا يوم خلاصك، ويوم تطل شمس لا تغيب، هي شمس حريتك، أيها الغالي المفدى.
بَـقِـيَ الثُّـلثُ.. والثُّلثُ كَثيرُ!
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
إن الأماني لا تأتي إلى الإنسان بمجرد أن يتمناها، ولكن عليه أن يسعى لها وينتزعها من مكانها ليفوز بها. فكلمة “غلابا” التي وردت في البيت تعني الغلبة أو المنافسة، وهي كما أراها تعني القوة، القوة التي يمكن أن نستخدمها في سعينا لتحقيق أمانينا. ولا أتحدث عن القوة المرتبطة بالعنف أو الغصب أو الظلم، فللقوة معانٍ كثيرة شاملة وهامة.
القوة كما يعرفها بعض الفيزيائيين هي المؤثر الذي يؤثر على الأجسام فيسبب تغيير حالتها أو اتجاهها. وكذلك القوة في حياتنا، فالقوة هي القدرة على التأثير في الحياة وتغييرها. فأي صفة أو مهاراة يمكنها أن تؤثر في الحياة وتغير الأمور يمكن أن نسميها قوة، فيمكننا أن نقول أن هناك ما يمكن تسميته بقوة العضلات، وقوة السلطة، وقوة المال، وقوة الشخصية، وقوة الأخلاق، وقوة العقل، وقوة العلم، وغير ذلك من أنواع القوى الكثيرة التي يمكن أن تفكروا معي فيها.
الصفحة 116 من 433