نشرت مؤخرا جريدة"هآرتس" العبرية مزيدا من التفاصيل حول ما وصفته"المخطط الهيكلي" الأول للقدس الموحدة. وبلغة أدق وأوضح ضم القدس الشرقية إلى القدس الغربية. ويتضمن هذا المخطط توسيع المستوطنات اليهودية جغرافيا وديموغرافيا.
سوف تضفي المصادقة على هذا المخطط "شرعية تنظيمية إسرائيلية" لضم القدس الشرقية من طرف واحد، وإيجاد مساحات واسعة لإقامة مستوطنات، وبناء فندقين كبيرين يتسعان لألف وأربعمائة غرفة في القدس الشرقية.
تسوقنا هذه المقدمة إلى ما تتعرض له القدس من هذه المخططات التهويدية المستمرة. مثالا لا حصرا هدم منازل المواطنين المقدسيين. الإستيلاء بالقوة على الأراضي بعد هدم ما عليها من عقارات. سحب هويات المواطنين المقدسيين. طرد هؤلاء المواطنين خارج أسوار المدينة المقدسة. تغيير معالم المدينة المقدسة، والهدف هو تهويدها، وهذا غيض من فيض.
(المخيّم رقم 1)
الحب شيء جميل؛ الكثير من الزهور الحمراء، والدببة الليّنة المبتسمة، والشوكلاتة المنمّقة. الحب قوس قزح كبير يلف خاصرة الأرض، من أجله يصير لون السماء ورديا، وتبدو الغيوم كـ"شعر البنات"، ويظل القمر بدرا طوال الشهر. الحب رحيق الحياة، الحب يجعل الأرض تدور!
(المخيّم رقم 2)
مهلا، مهلا! ما هذه الأباطيل؟ إليكم حقيقة الحب الحقيقيّة:
الحب ذل وويل، الحب قطعة من العذاب، بل هو العذاب بعينه. أما يكفيكم أن تتدبروا فيما حدث لروميو، وقيس بن الملوّح، وحتى "نرسيسوس" عاشق ذاته، وغيرهم من الضحايا لتعلموا أن الحب شيء يجب أن يكافح كما تكافح القوارض والأوبئة. الحب يحدث حين يتفلَّت القلب من لجام العقل. الغرام، ذلك الزكام الذي يجب اخذ التطعيمات والأمصال الواقية منه. الحب، ذلك الشِرْك الأصغر!
مشاهد عديدة تتجسد أمام ناظرينا ومواقف كثيرة تمر بحياتنا نراها مثالا لثمرة الإصرار رغم العواصف والإعصار، وغيرها لا تحصى من أحداث تضل الطريق وتنصهر بسهولة لانهزامها وعدم صمودها أمام التحديات، فهناك أناس جبلوا على المواجهة وغيرهم اكتسبوا هذه الصفة لتحقيق مرادهم، لكن تبقى الحقيقة ثابتة وهي أن من عظمة قدرة الله في الإنسان أنه عزوجل خلقه ناقصا ليستمر في طلب العلو والكمال، وإن كان التاريخ يشهد لنا بمواقف عديدة لرجالات تحملوا وصبروا حتى نالوا ما أرادوا في مجالات كثيرة ، فكانت في سجل هذا التاريخ صفحات زهرية نقشت سطورا ذهبية لانجازات نسائية قد لا يسعني ذكرها في مقالي هذا، لكنها موجودة بحق وتثبت لنا أن المرأة برغم استغلال العالم لعاطفتها، وجعل مشاعرها (شماعة) يعلق عليها أي تقصير منها، إلا أنها عندما تنوي وتعتزم لا ترضى أن تنهزم.
في صباح الاثنين قبل ٧ اشهر صحوت في قرابة الساعة العاشرة صباحاً، فوضبت نفسي وقبل أن اخرج من المنزل لحقت بي ابنتي لولوة متشبثةً بثوبي وهي تبتسم وعيناها تقول لي: اجلس معي قليلاً، فقبلتها ووعدتها بقصة جديدة كهدية في طريق العودة للمنزل، تركتني وهي تنظر ولسان حالها يقول: تعلم أنني أريدك أنت لا القصة.
خرجت من المنزل وإذ بجيران لنا جُدد في المنزل المجاور، فسلمت على كبيرهم وباركت له، فتبين لي أنهم أجانب من ديانة سماوية، وقد استأجرت لهم شركتهم العالمية المنزل المجاور لنا في منطقة (الشهداء).
ذهبت مسرعاً ركبت سيارتي، انطلقت لقضاء بعض الحاجيات، وأنا في طريق العودة فكرت في شراء هدية لجيراننا الجدد لعلي ارسم على شفاههم ابتسامة أو ينشرح قلبهم للإسلام.
فذهبت واشتريت لهم مجموعة فاخرة من اطقم الأواني المنزلية، وبعدها زرت صديق لي (حمود الابراهيم) يعمل في لجنة التعريف بالإسلام، وطلبت منه تزويدي بكتب منوعه عن الإسلام، وكعادتهم فاضت أياديهم بأفضل ما حوته مكتبة اللجنة.
ابتدع الإنسان أنظمة الحكم وأنواع الحكومات المختلفة، أو فرضت عليه أحياناً، من أجل تنظيم حياته العامة مع الآخرين، حتى لا يكون حكم الغابة وسطوة القوي على الضعيف وغزوات الجاهلية، هو البديل لذلك الحكم أو تلك الحكومة.
ومن الطبيعي، والمؤسف أيضاً، أن الحكّام والحكومات يميلون تلقائياً إلى السيطرة والتسلط، مما يخرجهم من وظيفتهم الأساسية وهي خدمة الشعب وتحقيق رفاهيته، إلى أن يصبح الشعب أجيراً عندهم، أو خادماً لنزواتهم المريضة!
وابتدعت الشعوب العديد من الوسائل على مر العصور، لرفع الظلم عنها وإعادة الحاكم إلى حجمه الحقيقي، أو تذكير الحكومة في دورها الأساسي، أو استبدالها بأخرى قادرة على القيام بذلك، أو لتوضيح كل ما سبق والتأكيد عليه.
ومن تلك الوسائل (الدساتير) التي تمثل العقد الذي يبين حقوق وواجبات الحكّام، وتحدد وظائف وصلاحيات الحكومات، مثل الدستور العثماني عام 1876، ودستور دولة الكويت 1962.
مريم العذراء سفينة تحمل خمسين ناشطة لبنانية وعربية وأوروبية وأميركية. منهن الأكاديمية والمحامية والإعلامية والمربية والراهبة والفنانة وربة البيت، وعلى متنها مواد إغاثة إنسانية، وجهتها غزة المحاصرة، بغية نجدتها، ومحاولة كسر حصارها الظالم الذي فرضه الإحتلال الإسرائيلي عليها.
إسرائيل ترفض، تهدد وتتوعد بحجة أنها طبقت إجراءات جديدة ، خففت بموجبها قيود الحصار المفروض على غزة، ولدواع أمنية على حد زعمها، رغم أن ناشطات هذه السفينة صرحن أكثر من مرة أنهن لا تحمل سفينتهن إلا مواد إغاثة إنسانية، وأنهن لا يفكرن مطلقا باللجوء إلى العنف، فهن أولا وأخيرا سيدات متحضرات على جانب عال من الثقافة والإنضباط.
وحقيقة الأمر إن الإجراءات الجديدة التي تتحدث عنها إسرائيل فيما يخص حصار غزة الذي مضى عليه أربع سنين، ما هي إلا وسائل تجميلية، هدفها امتصاص نقمة العالم، والضغوطات التي تمارس على إسرائيل بغية رفع هذا الحصار الظالم الذي أذاق أهل غزة الأمرين، وجعلهم يعيشون في ظروف غير إنسانية.
في تاريخهم الحديث والمعاصر، عرف الفلسطينيون طوال عقود من تاريخ نكبتهم المستدامة أشكالا وألوانا لا حصر لها ولا عد من الحروب عليهم. وها هو الإحتلال، تحت ظلال الصمت العربي، يضيف على هذه القائمة الطويلة من أساليبه العدوانية إغلاق المعابر، وقطع الغذاء والدواء والوقود والكهرباء عن شعبها شيبا وشبانا، أطفالا ونساء ورجالا، لعله هذه المرة ينال منالا، حاول مرارا وتكرارا أن يناله، وهو على يقين بأنه لن يناله مهما كانت التحديات.
الصفحة 119 من 432