لقد تسلح الاستعمار الهولندي في إندونيسيا Indonesia بنظرية من طراز فريد كان مؤداها أن الحاكم يملك الشعب، تلك النظرية التي لم تجعل للهولنديين أية فرصة يدعون بها أن عليهم أي التزام خُلُقِي نحو سكان جاوة Jawa.
الواقع أن؛ الغرض الصريح المعترف به من وجود الهولنديين بجزر الهند الشرقية هو الحصول على أقصى ما يمكن الحصول عليه من الأرباح بكل وسيلة تتهيأ لهم خُلُقِية كانت أو غير خُلُقِية، فقد كان جمع الهولنديين لأقصى ما يستطيعون سلبه من ثروة الجزيرة في خزائنهم هو أبسط أهدافهم التي يعبرون عنها على الملأ صراحًا جهاراً. ولذلك حرصوا على الحيلولة دون تمتع أهل جاوة Jawa بأي رغد، فحولوا الشعب بأكمله إلى عبيد slaves، كما تحولت الجزيرة كلها إلى ضيعة Manor يحكمها ممثل الدولة الهولندية على طريقة الضياع الكبرى، فضاعت أبسط الحقوق وأرغم الهولنديون الأقيال والفلاحين على زراعة البن وتقديمه إليهم بسعر محدد. وليس هناك في التاريخ نظير لهذا النظام الاستغلالي البشع، فالاستعمار الهولندي وبحق أعنف أنواع الاستعمار الحديث الذي تجرعت منه إندونيسيا الإذلال وتردت فيه حتى أنقذها إلهام الإسلام.
ظلت القدس تنعم بالحكم الاسلامى بعد ان دخل اهلها الدين الاسلامى بعد ان فتحها عمر بن الخطاب رضى الله عنه عام 15هـ الى ان احتلها الصليبيون عام 1099 م وقتلوا يومها 70 الف من المسلمين غدرا وخيانة وحولوا جزء من المسجد الاقصى الى كنيسة والجزء الاخر الى اسطبل للخيول ورفعوا الصليب على قبته .........
فضج المسجد الاقصى وبعث برسالة استغاثة الى البطل صلاح الدين قال له فيها : من بيت المقدس الى صلاح الدين :
المعركة دائبة على الساحة الإعلامية: "لاورا آراوا" ، "دافييد سيغاررا" ، و"مانويل تابيال" ، النشطاء الاسبان الثلاثة ، الذين كانوا ضمن قافلة الحرية ، وصلوا قادمين من تركيا إلى مطار برشلونة بعد ظهر الجمعة ، ليقفوا وقفة شرف وبطولة يفتقر إليها كثير جدا من العرب والمسلمين في أيامنا هذه ، وليُسمعوا العالم كله صوتهم ، حيث وللأسف لم نجد ضمن مئات الكاميرات وناقلات الصوت التي احتشدت في استقبالهم كاميرا عربية واحدة تغطي مثل هذا الحدث الجلل الذي يعتبر شهادة نادرة ليس على الحدث الذي هز العالم فحسب ، بل على العصر الذي نعيشه كذلك!!، لقد تحدث هؤلاء الشبان الثلاثة بصوت الحق والحقيقة إلى عالم اعتاد أن يصم أذنيه عن صوت الحق والحقيقة.
ها هي تمخر عباب البحر الأبيض المتوسط.إنها تسع سفن تركية ويونانية وإيرلندية وسويدية وغيرها.إنها تتحرك بشكل شرعي وفق قوانين الملاحة البحرية،محملة بالمواد الحيوية الأساسية التي يحتاجها الغزيون،وافتقروا إليها طيلة سنوات الحصار الظالم الذي فرضه الإحتلال الإسرائيلي عليها.
إن الشعب الفلسطيني بمجمله على يقين بأن هناك ضمائر إنسانية حية لم تلوثها منظومة الحقد والكراهية والتسلط على الشعوب،تقف إلى جانبه وتؤيد قضيته.والشعب الفلسطيني لا ينسى أيضا الشرفاء من بني جلدته أبناء العروبة الأوفياء وما يقدمونه دعما لقضيته الإنسانية.
لقد كان ولا يزال حصار غزة على مسمع الدنيا ومرآها، حصارا اشتركت فيه الولايات المتحدة الأميركية،والعديد من دول الإتحاد الأوروبي،ودول أخرى من هذا العالم الجاحد الظالم.إلا ان الانكى من ذلك كله ان الأنظمة العربية قد أسهمت به بصورة أو بأخرى،بل كان لها دور في تجسيده على ارض الواقع.وأما الذين لم يفقدوا الرحمة في قلوبهم،ويتحركون لنصرة شعب غزة المحاصر،فانهم يستحقون كل تقدير في المعنى والمبنى.ويستحقون أن تتوج رؤوسهم بأكليل الزهور.
أتخيّل أنه ذات يوم، هناك من جاء وافترض أن ثمة تناقض بين أمرين، وصدّقه الناس. حتى هو صدّق نفسه، تماما كما فعل جحا حين كذب وأخبر الصبية - كي يتخلص من إزعاجهم- أن هناك وليمة في الحي المجاور، وإذا به ينتهي إلى مسابقتهم إلى تلك الوليمة الوهمية!
وهذه الوليمة الوهمية نراها كل يوم بأشكال أخرى؛ نرى رجالا -ونساء أيضا للأسف- افترضوا أن ثمة تناقض بين حياء المرأة وبين أن يكون لها دور في المجتمع. فخروجها من خبائها، يعني -حتما وقدرا- ضرورة خروجها أيضا عن حيائها، وإن هي أرادات أن تكون صاحبة دور مجتمعي، فإن هذا يجب أن يكون على حساب حيائها وعفتها والتزامها بشرع ربها. وما المحصلة من هذه "الوليمة الوهمية" التي صدّقها حتى مختلقوها؟ النتيجة أن المرأة في عالمنا العربي (وأنا هنا أتكلم بشكل عام، ولا أتكلم عن الاستثناءات) ولم تبرز وتتفوق إلا في "صناعة الترفيه" (تمثيل، غناء، رقص ... إلخ) وهي مهن تعتمد على المُقدّرات الجسدية لا على القدرات العقلية. وأنا هنا أتكلم عن التفوق والبروز في مجال معين، وليس مجرد الحضور الاعتيادي في المجال. وإذا كنتم ترون أني أبالغ، افتحوا أية صحيفة واحصروا أسماء الرجال والنساء الواردة في العدد، وقسموها على المجالات التي يبرز فيها الأشخاص وستعرفون أني لا أتجنّى. احصروا عدد النساء الموصومات بالفتنة، وأولئك الموصومات بالفطنة، واحكموا بأنفسكم.
ثلاثة قضايا كبرى تواجه الأمة اليوم : "الهوية" ، و"الأخلاق" ، و " طريقة التفكير" ، وكنت قد تنبهت إلى موضوع الأخلاق مبكرا جدا أثناء حواراتي اليومية في دمشق مع الشيخ الطبيب رفيق السباعي ، والذي كان يكرر على مسامعي أن الشريعة أربعة أعمدة ، عقيدة وعبادة وأخلاق ومعاملات ، وبقيت قضية الأخلاق والمعاملات تلح على ذهني خمسة وثلاثين عاما نتيجة ماأراه وماأسمعه وماأعيشه من أوضاع مزرية تعانيها المرأة والأطفال في المنطقة العربية وفي تلك المجموعات التي نزحت من هذه المنطقة إلى ديار الغرب ، فالمرأة مطلعة بشكل أعمق على الخلل الأخلاقي في المجتمع ، نتيجة احتكاكها بخلاياه من الداخل ، من الأسرة حيث تبدو وبوضوح معضلة الأمة الأخلاقية والتربوية ، اكتشفت مبكرا أن الأزمة التي نعانيها ليست أزمة سياسية ولااقتصادية ولاحتى فكرية ، إنها أزمة أخلاق ومعاملات ، أزمة عميقة خطيرة متشعبة ، لأن "الأمة" اليوم لاتهتم بفلسفة الأخلاق ، وتمارس مجموعة من السلوكيات العقيمة المتوارثة مما تبقى من عادات الأمم التي تشكل عناصرها الإنسانية اليوم لحمة سكان المنطقة العربية ، والتي انتهت إلى الثقافة الاجتماعية العامة التي نعيشها ونورثها للأجيال ونمنحها اسم "الأخلاق" دون مراجعة ولاإعادة صياغة ولامشروعات نقد وتمحيص،محافظين على العقيدة والعبادات مُفرغة من روح الشريعة ، وقد هدمنا نصف أعمدتها في سلوكياتنا اليومية والانسانية والاجتماعية!.
الصفحة 123 من 432