على هامش حديثنا عن اللعبة الإعلامية الاسلامية ، ودور قناة الجزيرة في فسح المجال لأصحابها ولأول مرة في تاريخ الإعلام الناطق بالعربية ، خمسة أسئلة في غاية من الأهمية يجب أن نطرحها عن كل من التيارين القومي والاسلامي : نشأة كل منهما ، والوسائل التي اتبعها في نشر فكره وأهدافه، وعلاقته بالسلطة والسياسة ، وعلاقته بالشعب والإنسان، وواقع وجودهما على الساحة في زمن مابين القرنين، هذه الأسئلة الخمسة ومن خلال الإجابة عليها يمكننا أن نشكل تصورا حقيقيا عن سير الأوضاع السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية في بلادنا ، كما يمكننا فهم كثير من ملابسات الوضع الراهن الذي تعيشه المنطقة ، باعتبارها منطقة جغرافية تجمع كل شعوبها :لغة واحدة رسمية ، وثقافة واحدة ، وتاريخ واحد ، وأهداف متطابقة، وقبل ذلك ومعه هموم وآلام ومشكلات واحدة.
إلى أولئك الذين يمرون على أعمارنا كالنسمات وغيرهم ممن يمرون كالعثرات .. وإلى الذين قضوا أعمارهم فى مشروعات لمحو كل أنواع الأمية .. أمية الكتابة والقراءة وأمية المشاعر والإحساس. إلى كل الناس الذين يحلمون لكل الناس أحلاما ليست حصرية.. أحلاما بجنة على الأرض للإنسانية.. إلى كل من صاحب الصبر وذاق الظلم وقرر أن يهزم أساه ويطرد رثاه.. ويبتسم.. وينطلق.. ويحيا من جديد.. طائراً فى البرية.
إذا شاء بعض السويسريين أن يعترضوا مسيرة التقدم الانساني، فإننا نضيء لهم أنوار البصاصات (الفلاشرز) وننتظرهم قليلاً ليعبروا. نحن نحب سويسرا بما تمثله من جمال طبيعي، ومنتجات فائقة الجودة، وأخلاق تتسم بالذوق والأدب، وريادة في مجالات علمية كثيرة. ونحن لا نعتبر الصليب الأبيض على الخلفية الحمراء والموجود على كثير من المنتجات رمزاً دينياً بل علامة للجودة. ولا نظن أن الحرس السويسري في الفاتيكان دليل على تقديم سويسرا قوات مسلحة للمسيحية بل تقليداً تاريخياً وفولكلوراً ليس إلا.
لكن نتيجة التصويت على منع بناء المآذن في سويسرا قد صدمتنا. هذا خطوة رجعية للخلف، ودليل على التحجر الفكري والانغلاق. منذ زمن طويل كان السويسري يلزم مسكنه اتقاء البرد والثوج لينكب على صناعة الساعات وليجلس أمام النار يذيب الجبن ويصبه على البطاطس، ويدخل الكهوف والانفاق ليصنع الجبن والخمور ويقضي شتاءه كله في ذلك. ولكن تطور وسائل المواصلات وتوفر التدفئة فيها قد قضى على هذا الانغلاق وأصبحت البلد تعجز بالمسافرين والسائحين والوافدين الأجانب. وحيث أنك لا تستطيع إجبار الوافد الأجنبي على لباس ودين وثقافة معينة فلا بد أن تتقبله كما هو.
هل اطمأن أصحاب المبادرة بعد أن زال خطر المآذن الآن؟ ولماذا هذا الخوف من الاسلام وهناك أديان أخرى كثيرة جديدة تنتشر بسرعة في سويسرا كالبوذية والسيخية إضافة للإنجيلية الصهيونية. وهل حظر بناء المآذن سيحد فعلاً من انتشار الاسلام؟ إذا كانت هناك ظروف موضوعية لانتشار عقيدة التوحيد فلن يقف في طريقها منع بناء المساجد. لا أجد لهذا الذي حصل توصيفاً خيراً من وصف وزيرة الخارجية السويسرية ميشال كالمي التي قالت : أن "ما تم هو تعبير عن رعب وتخوف شامل وتعبير عن انكماش على الذات وعبارة عن إشارة إنذار ووسيلة دفاع، في مواجهة عالم مُـعولم وفي إطار أزمة اقتصادية عالمية".
وأنا أتوجه للمسلمين بأن لا يحمّلوا الأمر أكثر مما يحتمل. فطالما كان بناء المساجد مسموحاً، وحرية العبادة والاعتقاد مكفولة، فإن منع بناء المآذن أمر يمكن أن يعالج بالحجة الاقناع والوسائل القانونية باعتباره ماساً بحقوق الانسان والمساواة بين البشر. ولا يجب أن ينسى المسلمون إسهامات سويسرا الانسانية الكثيرة ومواقفها الحيادية والمبدئية والتي كثيراً ما كانت في جانبنا. وكذلك جمعياتها الأهلية الكثيرة التي تطالب بمقاضاة إسرائيل على جرائمها في حرب غزة، وبمقاطعة البضائع الإسرائيلية ووقف تصدير السلاح إليها.
كما أتوجه لعقلاء الغرب ومسؤوليه أن ينتبهوا أن هذا التصويت قد صدم المسلمين وأثار مخاوفهم من أن يكون هذا التصويت مقدمة لحملة ضدهم وبخاصة أنه جاء بعد الحملة على الحجاب في دول أخرى. لذلك عليهم توسيع الحوار مع المسلمين ومواصلة سياسة التسامح والانفتاح معهم ومعرفة ما هو في صلب دينهم لتسهيل أدائه عليهم، كتوفير الوقت والمكان للصلاة، وإجازتهم في أيام أعيادهم السنوية، وتوفير مطاعم تخلو من الخمر والخنزير لهم، والسماح لهم بالأذان للصلاة عبر مكبرات مساجدهم.
إن منظر الناس وهم يعبرون بشكل اعتيادي أمام كنيسة ومسجد متجاورين في بلدي حلب، وكل من المسجد والكنيسة مفتوح الأبواب تعلو منه وقت الصلاة أصوات الأذان والنواقيس، ووجود جالية من المهاجرين العراقيين تقدر بعشرة بالمئة من سكان المدينة طرؤوا عليها فجأة بعد الغزو الأمريكي للعراق ولم يجدوا من أهلها إلا كل ترحيب ومساعدة بغض النظر عن عقيدتهم الدينية، كل هذا يجعلني أشعر بالفخر لأننا نحن المسلميون لنا عطاؤنا وإنجازاتنا الحضارية المستمرة حتى اليوم. ولا نمانع أن ينافسنا السويسريون والعالم أجمع في ذلك
فكرة النقد الذاتي فكرة منهجية منطقية تمارسها الأمم المتحضرة باستمرار، وقد عرفها الناس من قبل أيام أرسطو وأفلاطون. أذكر أنني قرأت تصريحا لأحد الأمريكيين تحدث فيه عن بعض السلبيات التي تهدد المجتمع هناك ولكنه أردف فذكر فيه أن من مزايا المجتمع الأمريكي أننا ننقد أنفسنا باستمرار وهذا ما يؤهلنا للبقاء في القمة.
وفي التاريخ الإسلامي كان عمر يقول رحم الله أهدى إلى عمر عيوبه فقد كان عمر رضي الله عنه يعتبر الدلالة على العيوب هدية،
في احتفال تقليدي أقامته اللجنة الملكية المانحة جائزة نوبل للسلام في مدينة أوسلو على شرف الرئيس الأميركي باراك أوباما بمناسبة منحه جائزة نوبل للسلام ، القى الرئيس أوباما خطابا في هذه المناسبة .
في خطابه الذي كرسه لتبرير حربيه على كل من أفغانستان والعراق ، بدا غير مقنع بأي شكل من الأشكال . وقد بررهما بنزوع الشرق الأوسط إلى التسلح النووي ، وما قد ينجم عن هذا التسلح من أخطار تهدد العالم بعامة ، والعالم الغربي بخاصة ، وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية .
لن يحدث أي تغيير جذري في الكويت، هذا ما أعتقده وبقوة، وذلك حتى يتم تغيير أسلوب التفكير الذي تتبناه الحكومة وطريقة التفكير التي ينتهجها مجلس الأمة، لأن الأصل في التفكير القيادي هو التفكير الاستراتيجي الذي يعمل لخدمة رؤية قيادية واضحة، للوصول إلى نتائج محددة، وذلك لتحقيق فوائد مجتمعية ترتقي بالمجتمع وترفع من قامة الدولة.
الصفحة 138 من 432