" كل إنسان تعجزون عن تعليمه الطيران
علموه على الأقل أن يسرع بالسقوط."
فريديريك نيتشه،
هكذا تكلم زرادشت
(الترجمة العربية) ص.239
زحف بكرسيه المتحرك على سطح العمارة صوب الطفل الذي يرقب أسراب العصافير المتزحلقة على زرقة السماء ثم ربت بكفه الباردة على دفء الذراع الصغيرة هامسا :
- تذكرني كثيرا بأخيك عباس...
تنهد الصغير، ثم :
- أكان يعشق العصافير أيضا ؟
- حتى الجنون ...
كان عقلي الصغير يوهمني أن البحر ينتهي عند منتهى النظر، وكنت أظن واهماً أنّ الشمس وقت المغيب تغسل وجهها بماء البحر، وتستريح بعد ذلك من عناء عملها طوال النهار فتنام ليلاً حتى مطلع الفجر.
تعيش ريم في بيت واسع جميل تحيط به أشجار عالية من كل اتجاه.. وحديقة جميلة مزروعة بزهور ونباتات خضراء متنوعة.. وفي زاوية منها مراجيح مسلية.
في بيت ريم ألعاب متعددة الأشكال والأحجام..
- ليحكي كل منا ظروف وأسباب ودوافع إقدامه على الهجرة.
- تذكر أنه ليست معنا سلطة تخيفك أو تسجل أقوالك. فكل المنصتين إليك مهددون بالموت غرقًا خلال هذه الرحلة. فلا تخف فضيحة أو تشهيرا من أحد. وكن، وأنت تحدثنا، كمن يحتضر وهو يرى أمام عينيه الحقيقة التي ظل يؤجل مواجهتها طول حياته...
- شرطكم مقبول، يا رفاقي في الغرق. وهذه قصتي...
كان منظره يثير الرعب في الأوصال، يتمايل كطائر مذبوح و هو يتجه نحو البيت ، بخطى متأرجحة كغصن مكسور تتلاعب به الرياح.
عندما وصلت إليه لاحظت الدم يسيل على صدره، و هو شبه مغمض العينين، تقوده حاسة الحنين وحيدة إلى المنزل.
امرأة ذات جسم ممتليء وعينين خضراوين ، عندما كانت طفلة أخذتها أمها إلى جماعة من النور زرعت لها نقاط من الوشم أسفل الشفة السفلى ، تلك المرآة لها ذاكرة حديدية ،
صدر عن مؤسسة الأمير عبد الرحمن السديري الخيرية في المملكة العربية السعودية - الرياض، وضمن خطتها للنشر قصص للأطفال بعنوان " ريم والصياد" لمؤلفه د.أسد محمد – سوري الجنسية ومقيم في المملكة العربية السعودية.