خرجت فى الصباح أشم رائحة البحر ورائحة القهوة واتحسس دفء عينين حبيبتى فرحاً أردد أغنية عشق قديمة.. صفعنى المذياع عندما فتحته بالثرثرة حول السياسين الفسدة أغلقته من الثرثرة.. أغلقته هووووووووووووووه مددت الجسد ورحت فى النوم قليلا.. أقوم فى الغروب .. ادور فى كل الدروب.. وعند بيت المحبوب أغنى قصيدة بلا كلمات أكتشفت اننى فى مدينة غريبه والحبيبة فى مدينة بعيدة.
ياه .. مازلت فى الفراش وحيداً.
بعد عناء المحاولة في هذا القيظ .. عَدلتَ عن كتابة القصيدة، وصمّمت على أن تسهر مع أغنية أم كلثوم "أغار من نسمة الجنوبِ"!
الإذاعة مشغولة بمتابعة رحلة الرئيس السادات إلى القدس، وأبوك مضطر إلى أن يسهر الليلة لحراسة حديد البناء بعد أن ذاعت شائعات كثيرة عن وجود عصابات من الشباب العاطل تخصصت في سرقة مؤن البناء!
ماذا تصنع الآن؟ على فوّهة البركان جلست أنت والبنّاء (عبد الرحمن) تحرسان الغيم، وتنسجان الشباك للأحلام ..
دعا حسام الله أن تكون خطيبته هند مع أمها فقط في البيت، وأن يكون أخوها عمر مدرس الفيزياء في مدرسة القرية الثانوية ـ الذي يكبرها بعامين قد ذهب لحصة دروس خصوصية صيفية، وتمنى أن تفتح هي الباب، حتى ينعم بنظرتها التي يُحب أن يراها دائماً.
أما والدها المهندس عثمان فهو متأكد أنه لن يراه، فهو يعمل في شركة بترول بالصحراء الشرقية، ولا يعود إلا كل شهر مرة ليُمضي مع أسرته عشرة أيام، وهو قد سافر منذ عشرة أيام لا غير.
لكن الله لم يستجب دعاءه، فقد فتحت له الحاجة عنايات (أو أم عمر) الموجهة المالية والإدارية بإدارة الزقازيق التعليمية.
***
بشـائر صـيف القاهـرة هذا العـام تنذر بطقس حـار . اشـتدت سـطوة الشـمس على الناس فجعلتهـم يتمنون لـو يقـضون شـهور الصـيف عـند شاطىْ البحر، إلا من ثلاثة أصدقاء : " عارف" و " أسامة " و " هانى " .فـور أن أعلنت النتيجـة , و نجحـوا فى شـهادة الإعدادية قرروا قضاء شهور الصيف فى مغامرة مثيرة.
كثيرا مـا قرؤوا عـن سـيناء على أنها أرض الفـيروز و أرض المعـارك. فـوق أرضـها كانت رحـلة العائـلة المقـدسـة و الفـتح الإسلامي والمعارك التاريخية .. آخرها معارك أكتوبر عـام 73 . و قبل ذلك كله حكايات العم "سـلامة" صديقهم الحميم و صاحب مكتبة الكتب القديمة التي كثيرا ما يشترون كتب التاريخ والروايات الجميلة والكتب العلمية المبسطة التي يحبها عارف.