كان التلاميذ يلعبون في باحة المدرسة وكان أحمد لا يلعب معهم . فهم يسخرون من شكل جسمه السمين جدا فكر أحمد بنفسه وبالأولاد .. وقال لنفسه : انهم أولاد مجانين ..
قال عقلة : لا بل هم مساكين .. لا يفهمون .
قال أحمد : لماذا ؟ ..
رميته في سلة المهملات، تبعثرت أشلاؤه،رافقني كثيرا،تنزه على صفحات أوراقي،كشر أحيانا،ضحك أحيانا،خضع لي غالبا،تمرد على استبدادي أحيانا، حين حزنت نزف دمه الأزرق على أوراقي، فأصيب بفقر دم مزمن، لم أرحم مرضه،
ثلاث قصص قصيرة جدا من التغريبة اليمانية
بقلم: د. حسين علي محمد
***
1-الرحلة الأولى
هذه هي رحلتي الأولى إلى قرية بني علي من قرى «الوصاب السافل».
السيارة تكاد تغرق في سيول زبيد ما بين "الجراحي" و"الأحد"!
هواء الليل البارد في منتصف سبتمبر يدير رأسي.. إلى كل ذبالة مصباح في القرى التي نمر عليها مُعلقة على قمم الجبال.
أرتدي نظارتي الطبية.
صمود
صباح جديد تكمل فيه الحاجة هادية عاماً ينقضي وهي في أزهى خريف العمر، فهذا الجمال كالسماء لا يعكر زرقتها غبار الرماد، من هنا عبرت عساكر الجيش التركي على الخيل الأصيلة، نفس الدرب عبرته ناقلات جنود الجيوش البريطانية، ووطأت حوافر خيل فرسان الجيوش العربية نفس الدرب، أما الحاجة هادية فلم يهز كيانها زلزلة الأرض بمجنزرات الغزاة تحاصر حلمها.
كلمة ( ألم) مكوّنة من ثلاث حروف أفقي ,
يقابلها كلمة (أمل ) من خمس حروف عامودي !!
اكدحُ ذهني .
اللعنة على هذي الكلمات المتقاطعة !
إنّها تستحوذ على أفكاري , تستنفذ كلّ طاقاتي.
تتزاحم الكلمات في رأسي تتضافر لتتقاطع صورا على صفحة الذاكرة.
أحبسُ أنفاسي. أتنهدّ ...
أنتقلُ لصفحة الاعلانات عن وظائف شاغرة , ربما يحالفني السعدُ اليوم
فأعثر على لقمة تكفيني سدّ عوز عائلة تتعلّق بعنقي كحبل المشنقة.
تطاردني رائحة عفونة .
ألقي بالصحيفة فوق الأرض.
أعود فأتنهدّ .
أبحثُ عن نافذة .
تغتسل المدينة كجميلة على شاطيء مسحور، وقد أحاطت بها هالات ملونة، إنها أقواس قزح التي لا تظهر إلا في مثل هذا اليوم، هذا اليوم ترقب الملائكة أفعال البشر، وتنكشف فيه الأسرار، نعم هذا الجمال الذي تتمتع به المدينة يكاد يأخذ بلباب العقول، زاد تهاطل الأمطار على نحو لم تعتاد عليه على امتداد المواسم، ومعه زاد حيرة حكماء المدينة، ويختلط الأمر على كهنة وسدنة المدن المجاورة، ترى ما الذي حدث اهو الغضب أم زيادة النعم...؟ .