ينتظر (حميدان) و (سارة) رأي هيئة محلفين من 50 شخصاً في الحكم الذي أصدرته محكمة (كولورادو) بالسجن 120 عامًا لكل منهما على تهم مخالفة نظام الإقامة تلك، إذ طالبت المحكمة الفدرالية بسجنهما 60 عاماً فيما تقدمت محكمة المقاطعة بعقوبة 60 عام أخرى!
حزمت القيادة السياسية الإسرائيلية أمرها وقررت ، بالتواطؤ مع إدارة جورج بوش ، رفض وقف النار إلاّ بعد نشر قوة دولية رادعة في جنوب لبنان . قرار إسرائيل هذا يتطلب إحتلال قواتها البرية على إمتداد الحدود بينها وبين لبنان شريطاً بعرض ستة كيلومترات . وقد تستوجب المتطلبات السياسية واللوجستية توسيعها لتصل الى تخوم نهر الليطاني .
شهد العدوان الثنائي الأخير على الأراضي الفلسطينية ولبنان ظاهرة ، قد لا تكون جديدة في بعض مظاهرها وحجمها . الا انها هذه المرة اصبحت تحتل مكانة الصدارة ، وليس لها الا عنوان واحد هو حرب البنى التحتية . وهذا ما يحدث على ارض الواقع في كل من فلسطين ولبنان.
نعى عمرو موسى، بلا أسى، "عملية السلام". حسناً فعل. ما عاد بإمكان احد من العرب والعجم والمسلمين أجمعين أن يرتضي العيش مع هذه الكذبة الكبرى .. غير أن إعلان الوفاة يستتبع طرح بعض الأسئلة:
لم تمض ايام قلائل على آخر فيتو اميركي كان قد احبط الشكوى العربية الى مجلس الأمن حول ما يجري من عدوان عسكري على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية ، حتى اعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية ، في ختام الاجتماع الطارىء لوزراء الخارجية العرب في مبنى جامعة الدول العربية ، تعليقا على العدوان الاسرائيلي على لبنان ، ان العملية السلمية في الشرق الاوسط قد ماتت ، وان الطريقة الوحيدة لاحياء عملية السلام هي الذهاب الى مجلس الأمن.
من الحقائق المسلم بها أن العرب ينتسبون الى أمة واحدة. وإذا كان تاريخهم في الجاهلية قد عكس صورة أخرى عن انقسامهم وتشرذمهم وتعاديهم وتفرق كلمتهم وهيمنة روح الانتماء إلى القبيلة – وهي الكيان الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الأصغر والأضعف والأقل شأنا – فهذا كله لا ينفي عنهم صفة الأمة المتجانسة عرقا ولسانا.
نعى أمين عام جامعة الدول العربيـة، عمرو موسى ”عملية السلام” عقب ارفضاض مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم السبت الماضي. وقال إن الولايات المتحدة سلّمت إسرائيل عملية السلام لتتلاعب بها كما تشاء ما أدى إلى إنهيارها، وأن العرب سيرفعون القضية إلى مجلس الأمن لينظر بها مجدداً. صباح الخير أيتها الأوهام!