أجمع علماء القانون الدولي على أن مظاهر السيادة الخارجية للدولة في ممارسة حق التمثيل الدبلوماسي وفي عقد المعاهدات وفي إعلان الحرب وعقد الصلح. والحق الأول هو دون ريب أهم هذه المظاهر وبموجبه تمتد سيادة الدولة إلى خارج حدودها, يقول " كالفو ": " أن حق التمثيل الذي يفيد حق الدولة في تمثيل نفسها بواسطة موظفين دبلوماسيين وقنصليين هو مظهر جوهري من مظاهر استقلال الأمم.
ربما لم يخطر ببال (جوستين هال ) الذي قام بالتدوين أول مرة أن التدوين سوف يصبح ظاهرة تتم متابعتها باهتمام مثير من الجميع ، لقد أصبحت جزءا من الدراسات ومعدلات قياس الرأي ، وعاملا مهما في تقييم الأحداث من منظور المجتمعات والشعوب !
قبل الخوض في غمار حيثيات موضوعنا ، نود ان نستهل حديثنا بمقدمة عن الغناء الذي يمكن تعريفه على انه احد الابداعات الفنية الاكثر التصاقا ومعايشة وملامسة للمشاعر والاحاسيس الانسانية ، وبالتالي تأثيرا بها وتحكما في مساراتها . فالغناء هو الاقدر على تلوينها بالفرح والطرب الى حدود النشوة والتجلي ، والحزن والكآبة حتى البكاء وذرف الدموع ، واستنهاض الهمم والعزائم . وهو قبل كل اعتبار واحد من المخرجات الثقافية لأية جماعة انسانية يعكس روحها وحسها ومزاجها ومدى شفافيتها وتجاوبها مع البيئة التي تعيش في كنفها ، وبالتالي درجة تأثيرها وتأثرها بها .
مُتعة ودهشة استقصاء مواطن الجمال في عالم الورق ودُنيا الثقافة تجربة خلابة, تبتدأ مذ اللحظة الأولى التي تعلو فيها الدهشة وجوهنا عندما نتفرس في وجه أمنا الحنون كل ليلة عندما تحكي لنا { حكاية قبل النوم } , وحتى تقع بين أيدينا مجلة ماجد ونحشر أنوفنا الغضّه فيها بحثاً عن السيد { فضولي } , مروراً بروائع الأدب العالمي التي يأخذنا فيها تشالز ديكنز إلى قصة مدينتيه, ويعيشنا فيها فيكتور هوغو بين بؤساءه, ونتعايش فيها مع متناقضات الحياة المُدهشة بين الأخوة كرومازانوف, وفي لجة الأمواج نمخرُ عباب البحر مع همنغواي وعجوزه , وهكذا حتى نرسو مع الجابري على فلفسات, ومع المسيري نقطفُ نظريات, ومع العقاد والمنفلوطي والرافعي نجني خبرات.
أحسنت مجلة "الأدب الإسلامي" صنعاً، وأجادت حينما خصّصت عددها الستين الأخير للحديث عن الشاعر الراحل عمر بهاء الدين الأميري، وأفسحت فيه المجال للعديد من الدارسين والمهتمين فتناولوا شخصية الأميري وشعره بالعرض والتحليل، وتوقفوا عند جوانب عدّة من حياته وعطائه، فأثروا العدد بحق، وأدّوا بمجموعهم بعضاً من واجب التكريم والتقدير لهذا الشاعر الكبير
كانوا جياعاً بل أكثر، وقد تركوا وثير ودفء الفراش من الصباح الباكر في يوم إجازة، ليلتحقوا بركب تأملوا فيه خيراً كثيراً، فأتوا زرافات وأفراداً لعل وعسى أن يجدوا "خبزاً" يأكلونه بعد أن يصنعوه. فهل وجدوا ما أملوا؟
"الشباب والإبداع" كان العنوان للمؤتمر الذي عقده مركز شباب الوفاق، وكانت ثيمته المميزة "حتى نُلهم الإبداع". فهل كان العنوان ذو قدرة على توفير "خبز الإبداع" للحضور، أم أن "الشح" في توفير الخبز كان سيد الموقف؟