.. " الشباب السوري ورائحة العطر .. ولعبة الأرجوحة "
.. أهدتني صديقتي فيما مضى عِطراً صغيراً كعربون صداقةٍ بيننا .. ذو رائحةٍ هادئة ومميزة .. وشكلٍ انسيابي جميل .. مما جعلني أحتفظ به لفترةٍ طويلةٍ
خاصةً أنه من تلك الصديقةِ القريبة التي لازمتني في طفولتي وهاهي الآن تلازمني شبابي .. !!
حدثتها بعد غيابٍ عن ذلك العطر .. وكيف مرَّ وقتٌ طويلٌ وأنا أبحثُ عنه إلى أن وجدته .. لأعيدَ بشرائهِ ذكرياتٍ مضت أستنشق رائحتها مع كل رشةٍ من تلك الزجاجة ..!!
.. في صبيحة يوم السبت 5/7/2008 وقبل أربعة أشهر .. وعلى مقربةٍ من دمشق .. وتحديداً في قرية صيد نايا حيث يتربع “سجنُ صيد نايا العسكري “ على عرش القرية .. هذا المعتقل الذي يضمُّ أكثر من ثلاثة آلاف سجينٍ إسلامي وسياسي .. حيث تلقى هؤلاء المعتقلين تهديداً بارتكاب مجزرة على غرارِ مجزرة تدمر الشهيرة ..
ثار ما ثار مؤخرا حول الفأر"ميكي". وبغض النظر عن تفاصيل ما قيل، وعن سوء النقل والتأجيج الذين وقعت فيهما بعض وسائل الإعلام، استوقفني واستثارني نبرة الاستهزاء والتندر التي وجهها البعض لكلمة "فويسقة"؛ فأخذوا يضحكون ويستنكرون وصف كائن يرونه خفيف الظل بها رغم أنها الكلمة التي أطلقها الصادق المصدوق -صلوات ربي وسلامه عليه- لوصف الفئران. لا أعرف ما سر غضبة واستنفار الكثيرين لـ”ميكي” هذا حتى أنهم على استعداد للاستهزاء بحديث شريف من أجل سواد عيني ميكي، أو بعبارة أدق لسواد أذنيه. هل يؤمنون مثلا بالخزعبلات الصينية التي ترى أن عام 2008 هو عام الفأر فقرروا، الانتصار له؟ على أي حال، هلموا نسبر أغوار التاريخ والتراث واللغة لنتعرف على هذه الكائنات ونحكم حينها على الأمر بعقولنا لا بقلوبنا.
الصفحة 173 من 432