بحثت الرؤية الماضية ركائز الأنظمة الفاسدة والظالمة، وقدمت الركيزة الأولى التي تقوم عليها مثل هذه الأنظمة، وهي قوى الأمن من جيش وشرطة واستخبارات، وبينت تلك الرؤية كيف أن هذه القوى توفر الحماية والمساندة لهذه الأنظمة وتدعم إمعانها في الطغيان واستمرارها في الفساد كما إنها تقف بديلا عنها متى ما قصرت في ظلمها وفسادها وتبعيتها.
وشوشة قبل البدء يا سادتي..لن يعود المسلمون بحاجة الى أم المعارك ولا أب الحروب لاستعراض قدراتهم, بل ستتجلى هذه القدرات عبر الرقّة الإنسانية ووداعة الكرامة..لهذا أترككم سادتي مع " شهرزاد " (( فاطمة المرنيسي وبتصرف)).
من يقرأ تاريخ تركيا يعجب من التغيرات التي تحدث في تلك المنطقة..فمنذ سقوط الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الثانية وظهور حركة قومية يقودها مصطفى أتاتورك الذي ألغى الدولة العثمانية وأعلن الجمهورية التركية ونجح في تبديل المبادئ والقيم الإسلامية إلى أعراف علمانية ومسح اللغة العربية واستبدلها باللغة التركية حتى في.. الأذان! وبدى واضحا حنق مصطفى أتاتورك على المسلمين والعرب في الذكرى العاشرة لتأسيس الجمهورية التركية عندما جمع أتاتورك المصاحف والكتب الدينية ووضعها على ظهور الإبل متوجهة إلى الجزيرة العربية ويقودها شخص بزي عربي وعلى رقاب الإبل لافتة (جاءت من الصحراء، ولتعد إلى الصحراء، وجاءت من العرب، فلتذهب إلى العرب)!
يطل علينا شهر يناير مجددًا معلنًا الحداد على رحيل عام , وقارعًا أجراس اللقاء لمجيء عامٍ جديد . يضطرنا للوقوف , للتأمل والتفكر , يحثنا على الالتفات للوراء لنلقي نظرة ً على الذكريات , كما يدفعنًا دفعًا لنعلي رؤوسنا ونختلس النظر للأيام القادمة .
لا غرو من أنّ الأدب يكسو صانعه جلباباً من سحر البيان, وتاجاً مرصعاً بحلل الجمان, فيغدو ملكاً على عرش الزمان, يعيثُ بحبه كل مستهامٍ مقدام, بجزالة أدبه وشعره ورونق رأيه والمقام. وللتاريخِ كلمةٌٌٌ إن وسع المقام, لكل مرتشفٍ من كأس هذا المدام, تُحدثنا كُتب التاريخ مُستفيضةً بأعراف وتقاليد الفصاحة والبيان, قائلةً: مذ قديم الزمان, وفي سالف العصر والأوان,وعند بزوغ نور الهداية وسطوعِ رسالة المصطفى البهي الفينان,سار هؤلاء الفرسان, في ركبان الفصاحة والبلاغة وسحر البيان, فكانوا ممن تجّمع لهم غفيراً من الناس في الميدان, لاستعذاب أدبهم الفتان, وحلاوة شعرهم الريحان, فهذا هو حسان, يعلن عن شهداء مؤته في رثائه, قائلاً: