وشوشة قبل البدء:
يقول المُستشرق الشهير"جب" في متن كتابه إلى أين يتجه الإسلام؟ :
(( إنّ الحركات الإسلامية لا ينقصها إلا الزّعامة, لا ينقصها إلا صلاح الدين من جديد )).
"ديشاريا، ديشاريا"*..صيحة ساخنة أطلقتها قوارير حزب الحمائم البيض التركي العلماني, اللواتي سرعان ما تحولن إلى صقورٍ سود, بعد ولوج النائبة التركية " مروة قاوقجي" المُرشحة عن حزب الفضيلة الإسلامي, إلى ساحة البرلمان التركي بثقةٍ فائقة, وذلك بعد فوزها عن إحدى الدوائر الإنتخابية في العاصمة " استانبول", لإعلاء الصوت الإسلامي الحق, وإحياء دولة الإسلام الموؤودة هناك بفعل أحد أبواق بني عُلمان " كمال أتاتورك ", ولجت إلى قبة البرلمان وهي تتزّيا برمزٍ إسلامي, هدهد قوى العلمنة المُستشرية هناك, وزلزل تجمعهم, وبعثر صفوفهم, حتى أن رئيس الوزراء التركي قال حينها بحنقٍ شديد " العلمانية في خطر..فلتخرج هذه النائبة من البرلمان"!
إن الحديث عن علم التسويق يجبر المرء على التواضع والحذر، فهو بحر لا ساحل له، وساحل لا نهاية له، ونهاية لا بداية لها، وهذا لاعتقادي الكبير بأن التسويق يرتبط بالإنسان بصورة وثيقة لا فكاك منها، لذا ارتأيت هنا إسقاط بعضًا من مفاهيمه على الإنسان بدلًا من المنتج والخدمة.
أولاً: محبة الله سبحانه وتعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام:
فلطالما شغلني حديثُ الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((... وَلَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)) [مسند أحمد].
الصفحة 202 من 432