ومن طنجة إلى جاكرتا تحركّت أمة المليار ملتزميها و منحرفيها، المصلين وتاركي الصلاة ، الصائمين و المفطرين، المجاهدين والقاعدين , العلماء و العوام , المثقفين وغير المثقفين، و لم يبق مسلم يمشي على ظهر الأرض إلاّ وتحركّ ضميره و إستيقظ شعوره و إهتزّت كرامته، وشعر أنّه طعن في عقيدته ودينه و شرفه ومروئته وتاريخه و حضارته و ثقافته و جغرافيته.
لعل الغاية الرئيسة من وراء خوض "حماس" الانتخابات التشريعية هي تجديد إرادة المقاومة وتزخيمها وتصليبها. الغاية المتوخاة تحققت وأفرزت مفاعيل إيجابية فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا. من هنا تطالب "حماس" نفسها كما يطالبها جمهورها وأنصارها ومؤيدوها بأن تبقى، كما هي في واقعها ومرتجاها، رأس رمح وقدوة صالحة لمقاومةٍ واعيةٍ ومتواصلة.
لا تستغرب هذا العنوان أيها القارئ الكريم، فسأبينه لك.
لعلك تقول: كيف تدعوني إلى الأنانية، وهي صفة مذمومة عند عامة البشر؟!
وأقول لك: دعنا من المعاني الفلسفية للأنا والأنانية في المذهب الوجودي، وعند علماء النفس وغيرهم، فليس مراداً هنا قطعاً.
انتهى فصل الانتخابات، وانتهت معه حمى الدعايات الانتخابية. ولسنا هنا بصدد من فاز فيها ومن لم يفز، ذلك أن موضوعنا سوف ينصب على ما أفرزته حمى هذه الدعايات من آثار سلبية وغير حضارية على البيئة الفلسطينية،