من وظائف النكتة أنها تعتبر أسلوباً من أساليب التنفيس عن المشاكل التي يفرضها الواقع اليومي، لا سيما إذا كان مرّاً. وقد أدت النكتة بمجتمعنا المغربي دوراً مهماُ في الحقل السياسي والنضالي. ومنذ ثلاثينات القرن الماضي التجأ الوطنيون إلى إخراج التمثيليات الفكاهية والهزلية لتمرير جملة من المواقف والأفكار كان من المستحيل تمريرها عن طريق الكتابة أو عبر الصحف أو بواسطة المحاضرات العلنية.
عندما تمّ خطف صحفيين فرنسيين في العراق – والذي أدنّاه وشجبناه جميعا كإعلاميين عرب – قامت الدنيا ولم تقعد , و تحركّت كل العواصم العربية و الإسلامية و طالبت الخاطفين بإطلاق سراحهما بإسم الإسلام و الإنسانية و القيّم العليا .
ولقد أصبحت قضيّة الصحفيين الفرنسيين هي القضيّة المركزية للجمعيات الإسلامية في فرنسا و معظم العواصم الغربية , وخرجت تظاهرات في كل الجغرافيا الغربية تطالب بضرورة إطلاق سراح الصحفيين الفرنسيين , بل إنّ بعض الرؤساء العرب تبنوا قضية الصحفيين الفرنسيين وحركوا كل القنوات السياسية والديبلوماسية والأمنية لأجل إيجاد حلّ عاجل لقضيتهما .
خلال عملي في مجلة الدوحة في مطلع الثمانييات لم أكُ أعجب لأن نصف الكمية المطبوعة منها كانت توزع في السودان، وفي ذلك الزمان كانت مجلة روز اليوسف توزع في السودان 65 ألف نسخة، وهو في تقديري ما يعادل مجموع التوزيع اليومي لسبع صحف سودانية مجتمعة في الوقت الراهن، وكنا نحرص على شراء الأهرام خاصة في اليوم الذي كان فيه محمد حسنين هيكل يكتب فيه عموده الأشهر "بصراحة"، ويوم الثلاثاء كنا نشتري "أخبار الأسبوع" المصرية، ومن سبق لبق، يعني ما لم تكن موجودا حول الكشك لحظة وصول الصحيفة فلن تحصل على نسخة منها
هذا المسطح الازرق الهادئ كان منذ القدم مبعث الجمال في نفوس المتأملين ومصدر الإلهام لقرائح الشعراء، ولطالما كانت اشعة الشمس الذهبية المتكسرة على صفحاته المترقرقة المنظر الخلاب المفضل في لوحات الرسامين وتصاوير المصورين، فعلى امواجه كتبت الخواطر، وفي رحابه نظمت القصائد، حتى غدا معلم الرومانسية الاول وقبلة الحالمين الوالهين الذين يجدون في الوقوف على شطآنه ورماله الذهبية سلوة همومهم وبلسم جروحهم! لكنه في ذاك الاحد الدامي لم يكن كذلك ألبتة! فقد كان اشبه بالغول المتوحش المتعطش للخراب والدمار، لا تأخذه في الانام رحمة ولا تدركه في الديار شفقة، فاجأ الغافلين النائمين على فرشهم واصطاد طلاب الراحة والاستجمام فحان على يديه حينهم، وحين انحسرت موجاته وعاد ادراجه تكشفت (رغوة) اليم عن هلاك (صريح)، فالضحايا قارب عددهم المئتي ألف، وغابت عن الخارطة قرى وأقاليم امست اثرا بعد عين، واما الخسائر المادية فبمئات الملايين!
إنّ الليبيراليين الجدد قد أتقنوا بإحكام وبدقةّ في جلب المستعمر إلى بلادنا وأجازوا له أن يمارس الفساد السياسي و الثقافي و الإقتصادي و الأمني في بلادنا العربية و الإسلامية , وهم عاجزون عن تقديم أي مشروع ثقافي وفكري ينهض بهذه الأمة , بل هم في الوقت الذي يتبجحون فيه بالمشروع الديموقراطي يقبضون أموالا بالجملة والمفرّق من أعتى الدول الملكية و الديكتاتورية في العالم العربي والإسلامي .
قبل أن تظهر في الأفق جدية التوجه الأمريكي لتغيير النظام العراقي عبر عملية عسكرية وضع الخبراء الاستراتيجيون الصهاينة تصورا لمستقبل الجيش الصهيوني حتى العام 2010 تضمنت الخطوط العريضة لتغيرات في الرؤية الاستراتيجية والتدريب والتسليح لتصبح دليلا لبحوث التطوير التي ينفق عليها سنويا في المتوسط 500 مليون دولار. وتمثلت مرتكزات هذه الرؤية في: التوافق بين تطوير الأسلحة والمعدات وتطوير العقائد القتالية بربط المصمم والمستخدم حتى أدنى المستويات, وصولا إلى ديناميكية التأثير المتبادل بين تطوير الأسلحة وتطوير أساليب استخدامها. وتحقيق التوافق بين الفرد والمعدة برفع مستوى الفرد المقاتل، وتقديم الدعم الفني برفع مستوى الخدمة الفنية الصيانة والإصلاح لزيادة نسبة صلاحية الأسلحة والمعدات لأقصى قدر ممكن.