تموج مدينة الإسكندرية ببعض التجارب والإبداعات الشبابية التي تجدِّد شباب الأدب فيها، وتثري الحياة الثقافية بها، وتفتح ذراعيها للحياة بطريقة قد يعترض عليها التقليديون أو المحافظون، أو الأجيال القديمة التي توقفت عن المتابعة والرصد والتحليل.
ولكن في الوقت نفسه لا ينبغي أن يأخذنا التجريب إلى منطقة القطيعة الكاملة مع التراث والمجتمع واللغة، فمهما كان المنطلق التجريبي أو التجديدي أو التحديثي (ولا أقول الحداثي) فهناك ثوابت لابد أن ننطلق منها، وهناك أرضية مشتركة يجب ألا تكون زلقة، حتى لا يغرق الجميع في بحار التجريب المفتوحة على مصراعيها في إطار حرية التعبير، وخاصة إذا كان مَنْ يجرب لا يعرف شيئا عن بعض أساسيات الكتابة، ويدعي التجريب.
لم يحدث طوال حياتي أن اتخذت قرارا أو أصدرت توصية بإنهاء خدمات موظف، ولعل هذا دليل ضعف، فهناك موظفون وجودهم في مكان العمل أكثر ضررا من نفعهم، ومع هذا فإن قلبي لا يطاوعني على حرمان آدمي من مصدر رزقه، خاصة وأنني لست الجهة التي تختار كل الموظفين الذين يعملون تحت إشرافي، وكلما طلبوا مني إنهاء خدمات موظف أقول لهم: ليتخذ القرار من قام بتعيينه، أما إذا فقع موظف مرارتي وكبدي وسبب لي ارتفاعا في ضغط الدم، فإنني أعمل بدبلوماسية لنقله إلى وظيفة هامشية، وما أكثر الوظائف الهامشية في كافة المؤسسات في العالم العربي .. وكم من مدير عام وجوده مثل عدمه، مجرد طرطور يوقع على الأوراق ويزأر ويزمجر وهو يطوف بالمكاتب لإثبات وجوده.. ولكنني على استعداد لتكبد المشاق للسفر إلى أبو ظبي لإقناع الشخص الذي يعمل لديه المدعو فادي، بفصله من العمل وإبعاده إلى وطنه على أول سفينة (وليس طائرة)
الإنترنت تقدم فرصة شديدة الاتساع لأي باحث ليدرس تكوين العقلية العربية وأنماط عملها. قرأت رسالة ليست حديثة جدا استشرت على الشبكة وفي كثير من المنتديات مقدمة تفسيرا شديد الإحباط لمعنى "پنتيوم" المعالج الشهير الذي تصنعه شركة "إنتل" وهو أن Pentium عبارة عن اختصار لجملة Pay every nickel to undermine the Mosque أو ادفع كل نكلة لتقويض المسجد! ومبتدع هذا التفسير الألمعي حكم أن المسجد المقصود هو المسجد الأقصى، والأقسى من ذلك هو أنه أيضا فسّر أرقام أجيال المعالج بأرقام الهيكل المزعوم. فالثلاثة في Pentium3 تدل على الهيكل الثالث. أما الـ 4 وهي الدالة على الجيل الرابع والأخير من المعالج فهي بزعم أخينا نبوءة لهيكل رابع سيقيمه الإسرائيليون بعد أن يجمعوا المال الكافي من بيع المعالج إلى المسلمين!
أحرص على اقتناء الصحف والمجلات التي تصدر في الأسبوع الأخير من ديسمبر من كل عام، لأنها تحوي عادة حصاد عام كامل من الإنجازات والإخفاقات.. ابتكارات واختراعات واكتشافات.. مشاهير رحلوا عن الدنيا مخلفين تركة طيبة أو سيئة، ومغمورون صاروا مشاهير لأنهم عملوا شيئا طيبا أو خبيثا.. وفي نهاية كل سنة، أستعرض إنجازاتي، وأحس بالفخر والرضا.. أهم تلك الإنجازات هو إنني بقيت على قيد الحياة بفضل الله وباجتنابي للمخاطر والموبقات.. الشيء الوحيد الذي أفشل دائما في اجتنابه هو "قرناء السوء"، فيما مضى كان قرين السوء شخصا تتعامل معه وجها لوجه، وقرار "مقاطعته" في يدك، ولكن عصر العولمة يفرض عليك قرناء سوء لا تعرفهم.. بعضهم يقود سيارته من حولك يوميا بل على مدار الساعة، وبعضهم يراسلك رغم أنفك عبر الإنترنت ويزودك بصور مفبركة لبنات وأولاد "الناس" في أوضاع مشينة
يكاد يختلف مراقبان على أن أشياء يجري إعدادها في الكواليس فيما يخص الصراع العربي الصهيوني، ليس فقط في ضوء وفاة عرفات المثيرة للجدل والتجاذبات الظاهرة للعيان داخل المنظمات الفلسطينية لإعادة هيكلة الأوضاع في حقبة ما بعد عرفات، بل لعل الأكثر خطورة ما يجري تسريبه – عمدا – منذ أشهر عن تفاهمات ووثائق ومشاريع تسوية ومواقف تتبدل على الجانبين العربي والإسرائيلي. ولعلها المرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الصهيوني التي تجد فيها أطراف الصراع كافة أن استمرار حالة الصراع مستحيلة وأن التسوية أكثر استحالة. وتلك هي المعضلة الحقيقية.
لا أحد داخل الجزائر وخارجها ينكر بأنّ الفتنة العمياء التي ألمّت بالجزائر قد كلفّتها خسائر مذهلة ليس على الصعيد المادي فحسب بل في كل المستويات .
و ربمّا يحتاج الباحثون إلى كثير من الوقت لإحصاء حجم ما لحق بالجزائر جرّاء الأزمة الأمنية والسياسية التي عصفت بها في العشرية الماضية .
وإذا كانت هذه مسلمّة لا أحد يستطيع أن يقفز عليها , فإنّ هناك مسلمّة أخرى تفيد أنّ جزائر اليوم غير الجزائر البارحة و أنّ هناك تغيّرا ملحوظا بل وجذريّا في التطورات السياسية في الجزائر بإتجاه الحلحلة السياسية الكاملة , و بإتجّاه عودة الميّاه إلى مجاريها في هذا البلد الذي يحوي على مقدرّات رهيبة قد يؤدّي إستغلالها الإستغلال الحسن إلى إحداث المعجزة في بلد المليون و النصف مليون شهيد .