(ديرة بطيخ) وصف جرت عادة الكويتيين بإطلاقه عند تذمرهم من اخفاق الحكومة المتكرر في تسيير شؤون البلاد، ولعل ازمة (يوم الغرق الثاني) التي حصلت الاربعاء الماضي شاهد صدق على صحة هذا الوصف على الاقل في ذلك الظرف بالذات! ومن الطريف فعلا ان يستعير الشارع الشعبي اسماء الفواكه والخضراوات للتعبير عن مواقف سياسية ذات طبيعة امتعاضية، فالمصريون مثلا يطلقون على الفوضى في تصريف الامور وصف (الكوسا)، وعلى اختلال المعايير وتفشي الواسطة عبارة (خيار وفقوس)! وربما يتصدى بعض الباحثين لدرس ظاهرة توظيف الخضراوات والفواكه توظيفا سياسيا شعبيا، فيكشف عمّا بين الحقلين المتباعدين من وشائج القربى ووجوه التواصل.
مقدمة:
كتب باكثير هذه المسرحية عام 1938م(1 ) وقد كانت في مصر - آنذاك- دعوتان تقفان على طرفي نقيض، الأولى ترى أن المصريين إنما هم من نسل الفراعنة ولذلك يجب أن يهتموا بتاريخهم الفرعوني ويقطعوا كل صلة لهم بالعروبة والإسلام. والثانية ترى أن المصريين وقد أعزهم الله بالإسلام أصبحوا عرباً فيجب على المصريين قطع كل صلة لهم بالفراعنة. فوقف باكثير موقفاً وسطاٌ بين الدعوتين، ورأى أنه لا مانع أن يأخذ المصريون من تاريخهم الفرعوني الجوانب المضيئة دون التفريط في عروبتهم وإسلامهم(2 ). فكتب هذه المسرحية عن إخناتون الذي يعتبر نقطة مضيئة في التاريخ الفرعوني إذ أنه الفرعون الوحيد الذي دعا الى وحدانية الله، وثار على تعدد الآلهة عند قدماء المصريين. وقد قدم باكثير للمسرحية بالآية الكريمة: "ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك" ( النساء: 164) مشيراً بذلك الى أنه من المحتمل أن يكون إخناتون من الرسل الذين لم يقص الله علينا قصصهم.
تقع المسرحية في خمسة مناظر، عبارة عن مقدمة وأربعة فصول. وقد جعل المؤلف لكل من المقدمة والفصول الأربعة عناوين كالتالي: المؤامرة، البعث، الإيمان، في مدينة الأفق، الإحتضار. زمان المسرحية القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ومكانها مدينتي طيبة وأخيتاتون.
متسارعة هي حياتنا اليوم، مما يجعل الكاتب في حيرة فيما يقدم من مواضيعه أو يؤخر، وقد ارتأيت جعل (متفرقات) تمثل محتوى وعنوان مقالتي هذه كمحاولةٍ أولى لملاحقة التغيرات التي لا تنتهي والتحولات التي لا تنقضي:
لا يختلف إثنان كما لا يتناطح عنزان في أن العمل بمقتضى قانون حالة الطوارئ،منذ الانقلاب المشؤوم على الخيار الشعبي الحر في 1992، كرَّس صفة الجمود على العمل السياسي بصفة عامة،إذا لم يكن قد شلَّها شللا نهائيا،وأخَّر على وجه الخصوص الجزائر سنين طويلة عن اللحاق بركب التنمية،ومجابهة التحديات الكبيرة التي فرضتها النمطية الدولية الجديدة،المصطلح عليها بالعولمة
ماذا نعني بالحكامة gouvernance أو governance؟
ما هي علاقتها و أبعادها الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية؟ و ما علاقتها بالتنمية الإنسانية عموما؟
و ما هي معاييرها؟
و كيف يمكن قياس فعالية و نتائج تطبيقها؟
هذه كلها أسئلة تستوجب الجواب اعتبارا لأهميتها الحيوية حاليا أكثر من أي وقت مضى؟
ما زالت " حماس" في ذكرى إنطلاقتها السابعة عشرة ممتلئة حماسة ً. ما زالت تشهر منطقها وسيفها معا وترفض إغمادهما.
سأل صحافي في برنامج حواري في قناة " الجزيرة " رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل عمّا اذا كانت الحركة في صدد تعديل إستراتيجيتها بعد وفاة ياسر عرفات وشيوع مقولة ان فرصةً للسلام قد اتيحت مع ترتيبات حلول محمود عباس ( ابو مازن ) محله في إدارة الدفة ، فكان أن سأله مشعل مستغربا ماذا حدث ليستوجب تعديلا في نهج " حماس " ؟ هل كان عرفات هو العقبة الوحيدة ضد " السلام " بمعناه الأمريكي والإسرائيلي ؟ صحيح ان عرفات مارس ممانعة جدية لمنطق الاستسلام لشروط إيهود براك وارييل شارون ولا سيما لشروط جورج بوش ، لكن منظمات المقاومة وجماهير الانتفاضة ، وفي مقدمها " حماس " وجمهورها ، كانت تمارس بلا هوادة كل ألوان الممانعة والمقاومة طيلة السنوات الأربع الماضية.