من الحقائق المثيرة في علم النفس أن إدراك الناس للأشياء يبدأ بسيطا ثم يتجه إلى التركيب فالطفل إذا أمام مجموعة من الناس لا يستطيع إلا إدراك التفاوت في بعد واحد كأطوالهم، ولكي يستطيع تصنيفهم وفقا لمعيار مركب كالطول والنحافة أو السمنة فإنه يحتاج لتعلم ذلك. وفي السياسة لكل فعل أبعاد عدة ونتائج مباشرة وأخرى غير مباشرة، ومما يكشف درجة وعي النخب السياسية قدرتها على رؤية الأشياء في منظور مركب يتجاوز الطفولية السياسية وهي للأسف منتشرة عربيا.
ها أنا – أخي القارئ – أتابع معك التنقل بين أفراد وجماعات مبدعة من أبناء وطننا الإسلامي الكبير ، فنرى بعضهم يضيء شمعة هنا وبعضهم ينير مشعلاً هناك ، وهكذا حال المسلم في دنياه الفانية ... عمل دؤوب حتى آخر ساعة من عمره ، ولذلك رأينا الإمام أحمد بن حنبل يجيب على سؤال القائل : متى يجد المؤمن طعم الراحة ؟ بقوله رضي الله عنه : عند أول قدم يضعها في الجنة ، جعلنا الله وإياكم من ساكنيها ، ولنبدء جولتنا العاشرة من هذه السلسلة والتي تشمل موقع إلكتروني وبرنامج تلفزيوني وقارئ مميز لكتاب الله عز وجل :
المشروع الأمريكي للشرق الأوسط:أيهما يأتي أولاً.. فدرلة العراق (والسودان)، أم دولة فلسطينية في غزة؟
لعل المتابع المهتم بشؤون المنطقة العربية، وبملامح المشروعات التي يتم صياغتها من أجل "إعادة هيكلة المنطقة"، ومحيطها الجغرافي، وعلى رأسها المشروع الأمريكي، الذي أطلق عليه "الشرق الأوسط الكبير"، ثم "الموسع" بدلاً من "الكبير".. لابد له أن يلاحظ: أن اصطلاح "الشرق الأوسط" ليس بالاصطلاح الجديد؛ فهو اصطلاح يمتد إلى العقود الأولى من القرن العشرين الفائت.
إذ، لم يكن هذا الاصطلاح، والمفهوم الذي يؤشر إليه، سوى تعبير عن المنظور الاستعماري في العصر البريطاني، عبر رؤية العالم ومناطق النفوذ من زاوية المركز الأوروبي؛ وفي الوقت نفسه، ترسيخ التوجه إلى نفي لأية تسمية، أو: مشروع، لتوحيد الوطن العربي؛ ومن هنا، كان تعبير "الشرق الأدنى" مرادفاً لـ "البلدان العربية" الواقعة في ما يسمى بالهلال الخصيب؛ هذا، فضلاً عن اختلاف دلالة مفهوم "الشرق الأوسط" قبيل وأثناء الحرب الأوروبية الثانية (1939-1945)، عن دلالته بعد الحرب.
الأيام ظروف للأحداث ووعاء للوقائع، ولا يحسب طولها او قصرها بعدد الساعات ودقات الدقائق كما يظن عامة الناس لأنها حين تقاس بذلك تغدو جميعا سواسية كأسنان الحمار (!) لا فضل لواحد منها على آخر، فرب يوم أيوم يفضل سنين خامدة واعواما راكدة كبركة الماء الآسنة التي تنتظر حجرا ثائراً ينفض عنه غبار السكون الثقيل واديم الرتابة القاتلة، ولست بواحد حقا اذا سرحت طرفك فيما تعايش من الايام اطول من هذا اليوم الذي يتمطى بطيئا كئيبا مذ ثلاث سنين عجاف اكلت الشحم واللحم والعظم، ونجهل حتى الساعة افي مسائه نحن أم في ضحاه!
كنت مشاركا في وضع بذرة هذا الكتاب، قبيل اكتماله على هذا النحو الذي بين يدي الآن، حيث كان من المفروض أن أقوم بكتابة دراسات عن بعض الأعمال القصصية للأدباء السعوديين، ويقوم الكاتب الصحفي الصديق صالح خيري (مراسل جريدة الأهرام بالرياض) بعمل حوارات معهم حول إبداعاتهم القصصية، ويخرج الكتاب محتويا على الدراسة والحوار معا في مجال القصة القصيرة.
صحراءٌ كبطن شحيحةٍ ملساء و تكونُ السُرّة جذعُ شجرةٍ تالفة تيبّسَ في عروقِها الهواء، جفاف جحيمٍ يشوي الأعناق. من الممكن قدراً أن يشغلَ تلك البُقعة فتاةٌ في العشرين بشعرٍ طويل تقفُ حافيةً على ضفةِ مياه تخرقُ مرجاً اخضر لاينتهي.