لم تكن فرنسا في مسألة لبنان ذيلا لأميركا كما كانت بريطانيا في مسألة العراق . فرنسا كانت المبادرة ، هذه المرة ، وأميركا هي الملتحقة بها قبل ان تُضطر فرنسا الى التخلي عن الصدارة في محاولة يائسة لإنقاذ رهينتيها في العراق.
معروفة أغراض أميركا في الشرق الأوسط ، اذْ يمكن إختصارها بثلاث كلمات : إعـادة هيكلة المنطقة . ترى ، ما أغراض فرنسا ؟
قدرات فرنسا ونفوذها ومصالحها أدنى وأقل من تلك التي لأميركا . لذا فهي تعارض إنفراد أميركا بالمنطقة وسعيها الى احتكار خيراتها بمعزل عن أوروبا. ما تريده ، اذاً ، هو مشاركة اميركا وليس مزاحمتها.
ما أكثر ما تشكو الأمهات الى أطباء الأطفال من أن أولادهن لايأكلن.. وتؤكد بعضهن أن ولدها لايأكل أبداً .. ولقد اتتني مرة أم وأقسمت أن ابنها لايأكل بتاتاً.. رغم أن لديه خمسة كيلو غرامات زيادة عن وزنه!!!...
إذاً أين المشكلة يا ترى؟
نشأ المسرح العربي بصيغته الراهنة (( العلبة الإيطالية )) على يد التاجر مارون نقاش المولود في صيدا عام 1817 م ، الذي كان كثير الأسفار ، فقد سافر إلى مصر أواخر أيام محمد علي ، ثم إلى ايطاليا و هناك شاهد العروض المسرحية فخطر له أن ينقل التجربة إلى بلده . يصف الرحالة الانكليزي ديفيد أوكيوهات العرض المسرحي الذي أنجزه مارون النقاش في بيته . يقول :
عبد الله المغلوث زعلان لأن هناك حيا في مدينة المبرز في المنطقة الشرقية بالسعودية يحمل اسم خسارة، وفات عليه أن الكثير من مدننا وبلداتنا مجرد وجودها على الخريطة "خسارة" لأنها أقيمت بدون دراسة جدوى تماما مثل الدول التي نجمت عن تفكك الاتحاد السوفيتي، وتحمل كل واحدة منها اسم جمهورية في حين أنها في واقع الأمر إقطاعية.. في أول زيارة لي لمدينة جدة أحسست بأنني أستطيع أن أتعرف على جغرافيتها بسهولة لأنها في معظمها حسنة التخطيط، ومن نوع المدن التي تحبها من أول نظرة، وتحبها أكثر عندما تتعرف على أهلها.
فجأة تصدر لفظ "الجنجويد" المشهد الإعلامي العربي والعالمي بغرابته التي احتاجت التفسير فجاء التفسير ليكرس الإحساس نفسه، وانطلاقا من الأجواء المثيرة نفسها أطلق موسى هلال زعيم الجنجويد تحذيرا ينبغي التوقف عنده طويلا(حوار بجريدة الاتحاد 3 – 8 – 2004)، إذ قال: "دار فور ليست الأندلس". وهو بذلك إنما يشير إلى شعار يرفعه بعض المتمردين يدعو لطرد العرب "الغزاة" من أفريقيا ليعودوا من حيث جاءوا وهو أحد أدبيات عديدة يطمح مروجوها لطرد العرب من أفريقيا كما طردوا من الأندلس، فطالما أمكن طردهم منها بعد ثمانية قرون فلا يوجد ما يمنع من طردهم من السودان – أو القارة كلها – بعد خمسة عشر قرنا!!!
يخطئ من يتصوّر أنّ حالة الإنقلاب صفة ملازمة للفعل السياسي في المشهد العربي العام , حيث درجت العادة أن تنقلب زمرة من الجنرالات على زمرة أخرى , أو زمرة من الضباط ورجال المخابرات على السلطة السياسية .
هذه الإنقلابات أو العسكريتاريّا التي طبعت حياتنا السياسية منذ أزيد من نصف قرن تقريبا , فغير الإنقلاب العسكري والسياسي هناك ما يسمى بالإنقلاب الثقافي حيث ينقلب المثقّف أو شبيه المثقّف أو المثيقّف على منطلقاته الإيديولجية و الفكرية و المفاهيمية وأسسّه المعرفية . وهذا و إن دلّ على شيئ فإنمّا يدلّ على هشاشة المبنى الفكري لقطاع كبير من مثقفينا الذين تأرجحوا في آرائهم وأفكارهم وإنتقلوا من النقيض إلى النقيض , كما تفسّر هذه الهشاشة عدم إنتصارنا في المعارك الحضارية الكبرى التي خاضها وما يزال يخوضها واقعنا العربي .