- 1-
أهمّ ميزة ملازمة للنظام الرسمي العربي هي الإستئصال , حيث يتعاطى هذا النظام في تعامله مع كافة تفاصيل الواقع بمنطق الإستئصال و الإستئصال فقط .
ومثلما يستأصل هذا النظام الرسمي العربي الفرد يسـتأصل المجموع أيضا ولا يستسيغ وجود أيّ تيّار مغاير أو فكرة مغايرة أو برنامج سياسي مغاير أو مدرسة ثقافية مغايرة أو نخبة مغايرة . وعلى الرغم من أنّ التغاير سنّة كونيّة طبيعية حيث تعدد الفصول والأعراق و الطبائع والنفوس و الجمادات والعجماوات إلاّ أنّ النظام الرسمي العربي يسير في إتجّاه معاكس لهذه الخصيصة الكونية و الفطريّة الأمر الذي جعله عرضة للإهتزازات والإرتدادات السياسيّة وغيرها , والأمر الذي جعل عوامل الثورة والعنف في كل دولة عربية في إضطرّاد ونماء مستمّرين .
طوال نصف القرن الماضي انشغل العالم انشغالا مرضيا بزيادة السكان نتيجة طفرة في الشمال أعقبت الحرب العالمية الثانية كرد فعل طبيعي للخلخلة السكانية التي أحدثتها الحرب، وأخرى في الجنوب نتيجة ارتفاع مستويات الرعاية الصحية بشكل ملحوظ فتقلصت معدلات الوفيات وارتفع متوسط الأعمار. غير أن هذا الانفجار أدى إلى حالة من التشاؤم دفعت للواجهة مقولات النظرية المالتوسية عن الفجوة بين معدل نمو السكان ومعدل نمو الموارد فأصبحت قضية تخفيض معدل الزيادة السكانية تشغل الغرب والشرق وحدثت طفرة كبيرة في انتشار وسائل تحديد النسل.
بعد مرور ثلاث سنوات على الحادي عشر من سبتمبر وإعلان الإدارة الأمريكية الحرب على "الإرهاب"، ما يزال الرئيس بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير يصران على أن العالم أصبح أكثر أمناً بعد غزو أفغانستان والإطاحة بطالبان وغزو العراق واحتلاله والإطاحة بصدام حسين وإطلاق يد الكيان الصهيوني في فلسطين تنكيلا وتشريدا وتهديما وتقتيلا بشعب أعزل إلا من إرادته الصلبة في الحياة وعدم الركوع والرضوخ والاستسلام. لقد خاض بوش الابن حربين منذ أن تسلم سدة الرئاسة في يناير 2001 وما زال يصر، في حملته الانتخابية، على أن سياساته العدمية والحروب الاستباقية سوف تجعل العالم وأمريكا أكثر أمنا على حد قوله أثناء حملته الانتخابية في أيوا:"أمريكا مكان أكثر أمنا.. وأربع سنوات أخرى ستجعل أمريكا والعالم أكثر أمنا وسلاما." وفي شبكة التلفزة إن بي سي قال:"العالم أكثر أمنا لزوال صدام حسين." فهل أصبح العالم اليوم حقا أكثر أمنا واستقرارا من ذي قبل؟
نجح الأطراف المتصارعون في لبنان وعليه في تحويل أزمته السياسية – الاقتصادية – الإجتماعية مفاضلةً شخصية بين الرئيس اميل لحود وخصومه : أنت مع لحود او ضده ؟
حتى بعد أن تمّ التمديد للحود ثلاث سنوات إضافية ، فإن السؤال المطروح هو: أنت مع التمديد للحود أو ضده؟
يكاد التمديد للرئيس اللبناني أو رفضه يصبح غاية بذاته وليس وسيلة لغاية او غايات اخرى.
من حكايات جدتي التي كنا نتلهف لسماعها ونحن صبية..على رغم أكثرية الحكايات الجميلة والمشوقة .. كحكاية الغول والغولة.. وحكاية الغربال.. وحكاية العنزة والذئب.. وحكاية الرجل الذي توضأ باللبن فمسخه الله لقلقا.حكاية الغراب وما اقترفه من جرم في حق العرب.هذه الحكاية وأنا صغير كانت تخلق لدي حالة من الكره حيال هذا الغراب الذي أخطأ الحساب في ما قد كلف به.وكنت أتصور وضعنا الأسري المزري نتيجة طيش هذا الغراب الأرعن.بل كنت ألعنه كلما رأيته وأكلمه على علم أنه لا يسمعني لأنه بعيد ولعلمي أيضا أنه طائر أبكم.
يبدو أن خطب الإسلاميين العرمرمية التي كانت تشغل الدنيا بطولها وعرضها .. وتملأ سماء الجزائر وآذان الجزائريين صخبا ..وتحث على وجوب العمل بكد، والتهيؤ لإقامة المشروع الإسلامي .. ودولة الحق والعدل قد اندثرت من قاموس العمل الإسلامي نهائيا.حتى مستوى الحماسة قلَّ إلى حدود الصفر ولم يعد يرقى حتى إلى مجرد أضعف