لا شك في أن للكاتب اليومي فؤاد الهاشم شهرة واسعة داخل الكويت وخارجها ، فهو يعرض وينتقد مختلف قضايا الساعة بقلم ساخر وأسلوب ساحر ساهم بتنوير العقول تجاه العديد من الشخصيات والمؤسسات والأنظمة ، إلى جانب مساهمته في حل عشرات – بل مئات – المشاكل الإنسانية التي كانت تنتظر التفاتة المسؤولين وفاعلي الخير الكرام إليها.
ولأن الأستاذ الهاشم يمثل كل ما سبق للكثيرين كان لابد من متابعة ما يصدر عنه فزاويته أصبحت – وبلا مبالغة – من وسائل صياغة الرأي العام للعديد من القراء الأفاضل ، ومن هذا الباب كانت لي الملاحظات التالية لخطورة ما تضمنه مقاليه المؤرخين 19/11 و 21/11/2003 (1)
لا شك في أن ابتعاد الحياة المعاصرة من حولنا عن الإسلام في جوانبها الاقتصادية والإعلامية والاجتماعية وغيرها ، يحدث نوعاً من التناقض بين القيم والمبادئ التي يؤمن بها المسلمون و بين المخالفات التي توجد في تلك الجوانب من حياتنا .
والناس من حولنا ينقسمون في مواجهة هذا التناقض إلى الأصناف التالية :
كتب الأستاذ عبد الله المغلوث في "الوطن" السعودية مقالا خفيفا ولطيفا عن "خسارة" تكبدتها الأحساء، التي هي من أجمل مناطق المملكة العربية السعودية وأكثرها خصوبة وبحبوحة،.. والـ"خسارة" التصقت بحي يقع في قلب المبرز "أبرز" مدن الأحساء... يعني الحي اسمه "خسارة"... وأول ما لفت انتباهي بعد قراءة الموضوع هو أن الدكتور غازي القصيبي كتب عن المبرز آلاف المرات بوصفها مرتع صباه ومهد معظم ذكرياته، ولكنه لم يأت على ذكر "خسارة"، ولا شك عندي في أنه فعل ذلك عامدا متعمدا حتى لا يتحول ذلك الاسم إلى ذخيرة في أيدي من ظل يجلدهم بأشعاره الهجائية الإخوانية وعلى رأسهم الراحل المقيم يوسف الشيراوي والشاعر طويل اللسان والباع عبد الرحمن رفيع، على الجانب الآخر من جسر الملك فهد و"ضحاياه" العديدون من أبناء السعودية.
احدى المشاكل الكبيرة في مجتمعاتنا الاستهلاكية،حيث الاطفال يجلسون ساعات طوال الى التلفاز ،ويلتهمون ما وصل الى أياديهم دون وعي أو ادراك لما يأكلون وماذا يتناولون من الشيبز وهذه المشروبات الغازية المركزة بالمحاليل السكرية.
بعد جولةٍ محمومة من الصراع بين لاعبين متعددين ، محليين وإقليميين ودولييــن ، تمّ في الاسبوع الماضي ، بمعزل عن اللاعبين الدوليين ، " توافقٌ " جزئيٌ وغامض على مخرج لجانب من أزمة لبنان المزمنة والمستفحلة : التمديد للعماد إميل لحود ثلاث سنوات إضافية في رئاسة الجمهورية ، والتجديد للسيد رفيق الحريري أياما أو أسابيع أو شهورا أو سنين – لا أحد يـدري كمّ ! - في رئاسة الحكومة .
لا حاجة للإفاضة في الحديث عن واقعنا المؤلم والمزري الذي نعيشه منذ فترة ليست بالقصيرة، وليس ثمة ما يدعو الى تقرير حقائق المآسي المفزعة وبيان فداحة البلايا المدلهمة، فذاك أمر يدركه كل ذي عينين بما يغني عن سرد الدلائل واستنطاق الشهود! لكن ما يهمنا هو التعرف على الأسباب التي جعلتنا نتردى في هذه المهواة السحيقة، ومع اشراقة كل صباح نكتشف اننا نغوص في الوحل عميقا وتبتعد أيدينا أكثر فأكثر عن الإمساك بطوق النجاة المأمول، ذلك الطوق الذي لم نجد حتى الساعة من يتفضل بقذفه الينا! ورحلة البحث عن جذور البلاء وأسباب التدهور رحلة طويلة بلا ريب، فالانحطاط الذي تعيشه الأمة لم يحدث فجأة بين عشية وضحاها، ولكنها ظروف تكاتفت وآفات تآلفت وأمم تحالفت وكانت النتيجة ما نرى وما نسمع.