تمهيد
ليست الكتابة عن “الطيب صالح” بالشيء الهين أو اليسير، هذي قلعة عالية الأسوار، منيعة الجدارن. لا يبرز لها المغامر برماح قصار أو أسياف عقار، إلا أن يكون رأس الغنم عنده، تقريض الخصم، قَعيرُ الرأي أحسنه – كما هو حالنا هنا- أما الكسب فهذا أبعد من أن تهذي به أقلامنا.
من “كرمكول” بل من دبة “الفقراء” برزت عبقرية عربية – أفريقية فذة، بزت الأقران، وبلغت في عتبات الرّواية والأقصوصة وفن السير حد الجمال والإتقان، فحازت بذلك الامتنان والعرفان من كل منصف وعارف بأصول الحرفة، وأغراض المهنة.
“الطيب صالح”: (1928- 2009) ذلك السّوداني النّموذجي في هيئته وتواضعه ولباسه وثقافته الواسعة، والإستثنائي في عبقريته وإبداعه وشخصه. إنّ الحديثَ عن “الطّيب صالح” .. ليس حديثًا عن شخص بعينه .. ولكنه ذلك التّوصيف لنتاج تمازج مذاهب الثّقافة الإنسانيّة بشرقها وغربها، شمالها وجنوبها. وإذا كان من غير الممكن أن نبدأ مقالة ما، عن “الطيب” من غير هذا التّمهيد المتواضع عنه .. كذلك يكون الأمر عند الحديث عن الكاتب النّمساوي – الألماني الكبير “روبرت موزيل”: (1880- 1942)، الذي ولد بمدينة “كلاكنفورت” النّمساويّة.
من الظواهر التي تبعث الأسى في مجتمعنا الإسلامي نشاط المتخيل الجمعي المذهبي في تشكيل صور نمطية تحمل عناصر الضدية للآخر فتفرض ذاتها على الذاكرة الجمعية بثقل الشغف لا تهتم بها إن كانت صائبة أو خاطئة فتحل الصورة محل الواقع وتندرج ضمن سياق الصراع على المواقع والمصالح والرموز، وهو صراع يحركه رجال يدعون الدين وينفذه جنود وإعلام دعائي تهويلي مكرور، أو يحركه ويحرسه بهلوان الساسة من أجل تلك المصالح؛ فتتمدد رموز وشخصيات من الماضي البعيد أو الحاضر المرهون للماضي بالصور المضادة للحقيقة على الاختلافات والمتناقضات تؤكد مشاعر النفور والاستبعاد ومن ثم اللجوء للعنف.
يملك الشباب طاقة كبيرة في القدرة على العمل، والإنجاز، وتحمل الضغوط، ومواجهة الصعاب والتحديات، ونرى في واقعنا المعاصر همة الشباب وسواعدهم تسهم في تنفيذ وتطوير العمل الخيري والتطوعي، مما أدى إلى نقلة نوعية في هذا المجال فبدءًا بإدارة وتخطيط العمل، أصبحت المؤسسات الخيرية والفرق التطوعية التي يديرها الشباب تعمل وفق خطة إستراتيجية، تحتوي على رؤية، ورسالة، وأهداف واضحة، تواكب العصر. ثم تقييم الانجازات والمشاريع بشكل دوري، وكذلك على المستوى الإعلامي حيث توسع العمل الخيري فأصبح هناك قسم خاص بالعلاقات العامة يعمل على بناء جسور التواصل مع المؤسسات الحكومية والخاصة والخيرية والأفراد، كما ابتكر الشباب قسم تسويق المشاريع الخيري من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والهدايا الإبداعية التي يقدمونها للمتبرعين، وكذلك عملية الانتساب للجمعيات الخيرية والفرق التطوعية أصبحت سهلة في ظل وجود شباب واع يؤمن بالطاقات البشرية والتخصصات العلمية، حتى من أراد أن ينشأ مشروعًا أو فريقًا خيريًّا أصبح بإمكانه عمل ذلك بكل سهولة من خلال اختيار أعضاء الفريق بشبكة الإنترنت أو الملتقيات والمعارض الشبابية، كذلك وسائل التواصل الاجتماعي أعطت اليوم فرصة للشباب للتواصل فيما بينهم لتنفيذ المشاريع الخيرية، وحضور الاجتماعات، وقراءة المقترحات، حتى وصول المعلومة أصبحت اليوم سهلة للشباب، وهنا لا بد من الإشادة بالدور الكبير والمهم الذي يقوم به المركز الدولي للبحوث والدراسات (مداد) حيث يختص بالعمل الخيري ونشر كل ما يتعلق في هذا المجال، ويرى القارئ الكريم التطور الواسع للعمل الخيري والتطوعي، في ظل إدارة الشباب وحضورهم المخلص في هذا العمل الخيري المبارك.
واليوم نرفع نداء عاجلًا إلى باقي الشباب الفاعل الذي لم ينخرط بالعمل الخيري: أن العمل الخيري والتطوعي أصبح من أهم القطاعات، والذي تقاس به نهضة الأمم وتقدمها؛ لما فيه من وفرة وآثار اجتماعية واقتصادية وسياسية؛ فحريٌّ أن يكون لكم بصمة خيرية واضحة في مشروع أو فريق يخدم المجتمع بأحد المجالات المتعددة.
التدقيق اللغوي: سماح الوهيبي.
إذا أردنا أن نصف المسرح التجريبي فلن نصل إلى مصطلح جامع مانع لتعريفه، لكننا من خلال ماتفضل به المسرحيون من ثرثرة طوال العقود الماضية قد نحدد ـ كلٌّ من وجهة نظره ـ مفهومًا ينطلق منه إلى ساحة الجدل حول المسرح التجريبي، وأعتقد أن تفكيك هذا المصطلح خطأ فادح يرتكبه من يريد الوصول إلى تعريفه؛ لأنه بكل بساطة سبق توصيف الحالة ولم يأت بعدها.
لقد ذهب الكثير من المسرحيين الأساتذة والزملاء والمجتهدين إلى تكوين صورٍ ذهنيةٍ متناقضةٍ ومتقاطعةٍ حول مفهوم المسرح التجريبي مما أربك العمل تحت مظلة هذا النوع، وتفاقمت الإشكالية بتشويهٍ خَلقي نفَّر المتلقي وصنع فجوة معه وكاد يُفقِدُ مسرحَنا ركنًا هامًّا في العملية المسرحية وهو الجمهور.
يشارك الكاتب حمد المطر في معرض الكتاب في الكويت بكتابين هما:
"ليتهم يعلمون" وهو مجموعة قصصية فانتازية ، فيها اسقاطات على الواقع، وتحقيق لأمنيات البشرية، وكشف عن حقيقة تاريخنا الذي لا نعرفه. والكتاب من منشورات دار نوفا بلس.
أما الإصدار الثاني فبعنوان "الشيطان مبعوث الجحيم"، وهو رواية من عالم الرعب مكونة من 842 صفحة، ذات ثيمة فلسفية، يسودها الغموض، تناقش علة خلق الشيطان من الناحية الروحية والفلسفية والدينية والتاريخية والنفسية.
شاهد الناس كثيرًا مسلسل الزير سالم أبي ليلى المهلهل، وما تزال بعض القنوات الفضائية تعرضه بين حين وآخر، ذاك المسلسل الذي قام بتمثيله ممثلون سوريون بارعون. وعلى الرغم من أنّ القصة التي يعرض لها المسلسل شعبية معروفة في أوساط المثقفين والعامة، غير أن عرضها منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية وحتى زمن الثورات العربية يحمل في طياته دلالات كثيرة وعبر نستلهمها في الصراع العربي مع إسرائيل، وصراعنا مع أنفسنا من وجهة أخرى .
إنّ قصة الزير سالم ليست أسطورة من محض الخيال، وضعتْ من أجل التسلية؛ بل هي قصة حقيقية تحدّث عنها المؤرخون، وثبتت أشعارها في كتب الأدب، وفي الشواهد النحوية التي اعتمد عليها نحاة العصر العباسي. لكن أصاب القصة ما أصاب قصة عنترة بن شداد ، وأبي زيد الهلالي /pa، وقصص الشعراء العذريين من الزيادة والتحريف والخلط والتكرار، أما الزير سالم فهو عدي بن ربيعة من قبيلة تغلب بن وائل بن قاسط من ولد ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان، وهو أخو الفارس المغوار وائل بن ربيعة الملقب بكليب الذي قتله جساس بن مرة بن ذهل من بكر بن وائل بن قاسط من ولد ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. ولُقّب بالزير؛ لكثرة مجالسته النساء، ولُقّب بالمُهَلهِل؛ لأنه أول من أرقّ الشعر وقصّده في بكاء أخيه كليب، وكان الشعر قبله مقطوعات قصيرة وأبيات، فلما قُتل كليب رثاه أخوه الزير بقصائد طويلة حزينة رائعة منها التي مطلعها :
الصفحة 71 من 432