حينما يبكي طفلك؛ خائفًا أو جائعًا أو متألمًا من أيّ شيءٍ كان؛ فإنّكَ تودّ لو أن تفتديه بكلّ ما تملك؛ فقط كي يزول عنه ذلك الألم الذي لم يتعدى الدقائق!
تخيّل طفلك هذا وقد سكن الرعب قلبه؛ متشرّدًا يفرّ من الموت؛ لا مأوى ولا ملجأ له؛ ولا قدرة لك في مساعدته، فيُباد من بطش العدو، حينها ماذا ستفعل؟ تخيّل؛ ترى أختك؛ مكسورة مجروحة؛ وقد هُتكت كرامتها وجُرحت براءتها، كنت تتمنى أن تموت ولا يُمَسّ شرفك؛ وقد مُسّ الآن حقًّا، حينها ما كنتَ تفعل؟ تخيّل أمك؛ زوجها شهيد؛ ابنها أسير؛ ابنتها مكسورة؛ طفلها جائع عليل، ترتجي عدوًّا فيضربها، حينها ما كنتَ تفعل؟
ليس هذا بحثًا تاريخيًا، ولكنه رصد لواقع مشين عند أهل الغرب عموماً، وتحسّب لمشكلات قادمة؛ حيث إنَّ الهند والصين في انتقالهما من مجتمعات أمية متخلفة إلى مجتمعات حضرية متعلمة تتبنيان الحضارة الغربية في الغالب، وتتحولان إلى الثقافة المسيحية، وتأخذان ما فيها من علم ومن خرافة. وما عند الغرب عن رسول الله صلى عليه وسلم ليس سوى خرافات عجيبة –إلا ما ندر- تعبّر عنها الرسوم الكاريكاتورية المسيئة –التي ظهرت قبل سنوات في الدانمارك وغيرها- خير تعبير.
المتابع للأحداث السياسية وتطوراتها على مستوى المنطقة العربية او اقليميا او على المستوى الدولي يرى قيادات وشخصيات سياسية مختلفة المشارب والتوجهات لكنها تشترك – حاليا - في شيء واحد جميعها تبدو كلاعب بوكر سيء الطالع ، فنوع اخطائهم وسوء اختياراتهم هو الامر المشترك بينهم ويمكن ان نبدأ بكاميرون رئيس وزراء بريطانيا الذي يبدو انه اساء فهم المزاج العام للشارع البريطاني وراهن على تمرير مشروع ضربة عسكرية لسوريا على خلفية استعمال الاسد لأسلحة كيماوية ضد مدنيين ، ويبدو انه تناسى المقدمات المتشابهة بين هذه الحاله والتي سبقتها من وقوف بلير الى جانب بوش ودعمه سيء السمعة للحرب في العراق
يرفعني نظري متلهفًا؛ وتشدني رقبتي وخواطري فأسكن أترقبك أيها البدر العالي فأستبشر لبزوغ حاجبك ثم جفنك؛ وابتسم لظهور خدك، أنتشي وتبيَضّ أيامي عندما يكتمل وجهك في السماء، تذُر من لؤلؤ حضورك على عباءة محيطي السوداء فإذا ليلي بك يجاري نهاري والأشياء لا تنتظر الشمس.
وبعد ذلك تحتجب يا صاحب التاج وأديم العاج، يمضي موكب إطلالك عن الطبيعة والوتر والغمام والسحر، تغيب كي أعود لحركتي ولليل حياتي البهيم، تحتجب أيها البدر مشفقًا على كوكب أرضي بائس أن يذهل عن واجباته، تمضي مثلما بزغت؛ ببعض وجهك ثم بخدك ثم يختفي جفنك ثم هلال حاجبك؛ رويدًا رويدًا لئلا يزيغ كوكبي جزعًا ويضيع أسى إن ذهبت بغتة.
قد تجتهد بعملٍ ما؛ معتقدًا أنّكَ سَتُريحُ بهِ غيرَك، فتكون مشاعرك ممتزجة ما بينَ السّعادة والترقّب؛ فأنت سعيدٌ بعملكَ؛ مُترقبٌ لِردة الفعل مِمّنْ حولك، تعمل بصمتٍ وخفاء وجلّ همّك هو أن ترى الراحة والسعادة عليهم، وما أن يحينَ ميعاد ولادةِ ذاك العمل؛ وملامح الفرح قد بانت على مُحياكَ؛ تجدُ مَن يقولُ لك بكلّ بساطة (لِمَ فعلتَ كذا؟ من ذا الذي قد طلبه منك؟)، هنا فقط لا تستطيع النطق بكلمة؛ أنتَ واثقٌ بعملك؛ لكنك صعقت من ردة الفعل المُحبّطة، بادرت لأجلِ راحتِهِ ويقابلك بكلّ برودٍ بِردٍّ أقلّ ما يقال عنه أنّه بشع! نيّتك سامية توّد إسعاده؛ لكنه بردّهِ لم يسعدك؛ فتبتعد شيئًا فشيئًا عن هذه الصفة وتوَد الانتقام من كلّ شخصٍ قال لكَ (بادر).
إن المتابع للأحداث في مصر ؛ ولتصريحات وتحليلات الشخصيات السياسية والإعلامية والمثقفين المحسوبين على التيار الليبرالي فيها؛ يصاب بصدمة وهو يجد البون الشاسع بين أصوات المناضلين عن الحرية ومثاليات الديمقراطية من تداول سلمي على السلطة؛ ودورية الانتخابات ونزاهتها وحياد القضاء والفصل بين السلطات وبين مواقفهم على الواقع عندما يوضع على المحك.
من المعروف أن معظم التيارات المعارضة والشخصيات البارزة قد دعمت احتجاجات 30 يونيو؛ باعتبارها موجة مكملة لثورة 25 يناير؛ والتي تمحورت حول سحب الثقة من قيادة سياسية منتخبة وهي شخصية رئيس الجمهورية محمد مرسي، والتاريخ الحديث يزخر بأحداث مماثلة، ومن المعروف أن المبادر لهذه الاحتجاجات هي حركة تمرّد الشبابية التي عملت على جمع توقيعات من مختلف أنحاء ومحافظات الجمهورية وحظيت دعوتها بقبول واهتمام شعبي وإعلامي.
الصفحة 74 من 432