يهدف المشروع الحداثوي عند أبي حامد الغزالي إلى إعادة صياغة الشخصية الإنسانية الإسلامية كونها العامل الأساسي في البناء الحضاري، ولذلك أعطى اهتمامًا كبيرًا لتربية الإنسان وتزكية أخلاقه، والاعتناء ببناء المؤسسة الاجتماعية بوصفها الفضاء العقائدي والأخلاقي والمعرفي الذي يحيا به الإنسان والذي يحقق فيه رقيَّه الروحي والأخلاقي الذي يرفعه إلى مقام (الإحسان) والذي ينقسم على قسمين :-
إن التشاور واحد من السنن التي أقام الله تعالى عليها علاقات خلقه بعضهم ببعض، وإن صلات الجماعات المختلفة أو فشيما بين الشعوب والقبائل قائمة على التعارف، ولذلك أثر إيجابي في عمارة الأرض وإشاعة الأمن والوئام والسلام بين الناس، وعلى الحوار وخاصة بين المسلمين ومَن عداهم من أصحاب الديانات السماوية وعلى دعوتهم ودعوة مَن سواهم بالحكمة والموعظة الحسنة قد يتم اتباع الدين الحق. وإن من شأن هذه المرتكزات الثلاثة، أي التعارف والحوار والدعوة، أن تفتح الباب واسعًا أمام بني البشر من أجل أن ينعموا بحياة هنية تقوم على التعاون وتفهم الآخر واحترام اختياراته من غير أن ينجم عن الحوار وعن الدعوة إلى الطريق الحق ما من شأنه أن يولّد التقاطع والتنابز بين المكونات الاجتماعية المختلفة، أو أن يزرع بين أفراد هذه المكونات وأولئك الذين يخالفونهم في الرؤية أي نوع من أنواع الحقد والتباغض والانقطاع. وإن ما يمكن أن نراه من هذه الصور السلبية في حياتنا المعاصرة أو في تاريخنا الاسلامي مردود إلى التنكب عن تنفيذ التوجيه الاسلامي الواضح الصريح تنفيذًا صادقًا والاستعاضة عن ذلك بمحاولة قمع الآخرين وفرض الارادات عليهم وإحلال مبدأ "التناحر" محل "التعاون" في التعامل مع شؤون الحياة وما نجم عن ذلك، وما ينجم الآن ومستقبلا، من تنمية القوة من أجل البطش بالآخرين وتعطيل قدراتهم وإراداتهم والاستفراد بالرأي والقرار.
تُحصي قاعدة البيانات : "إثنولوج" "Ethnologue" ما مجموعه : 6909 لغة في أكثر من 220 بلد [1]. 96% من تلك اللغات يستخدمها فقط 4% من سكان العالم، والمكتوب منها لا يتعدى عدده 200 لغة. وهي موزعة جغرافيا على القارات الخمس على النحو الآتي : آسيا 2322 لغة (33.6 %) ، إفريقيا 2110 لغة (30.5 %) ، أوقيانوسيا 1250 لغة (18.1 %) ، أمريكا 993 لغة (14.4 %) ، أوروبا 234 لغة (03.4 %) .
المقدمة
تعد هيئة الرقابة الشرعية من الهيئات المهمة في المصارف الإسلامية، كونها تمثل القرار الشرعي بكل أبعاده الإقتصادية والاجتماعية والفكرية، الذي يحدد شرعية المعاملات المصرفية، لاسيما وأن معظم تخصصات العاملين في هذه المصارف ليست تخصصات شرعية .
تتكون هيئة الرقابة الشرعية من أعضاء متخصصين في الشريعة والقانون والإقتصاد والمحاسبة والمفترض أن يضاف اليها عضو في الإدارة، كي يكون قرارها محكما و حرا وموضوعيا .
الشمس هي المصباح المنير الذي أشعله ملكُ الملوكِ ومالكُ الملكِ، وأرسل ضياءه ليكون للعالمين سراجًا وهاجًا، يطرد به وحشة الليل فيهتدون نهارَهم بنهارِها، وينتشرون بانتشارها، فيسعون ويأكلون ويشربون ويأنسون في ضيائها، ويصلحون من شؤونهم في صباحها ومسائها، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا. وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا. وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا﴾[1]، وقال تبارك اسمه: ﴿أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا. وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا﴾[2]، وقال سبحانه: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ﴾[3].
قاعدة أنّ ما قام على باطل فهو باطل تفسّر أمورًا كثيرة حتى الأمراض. أثبتت الدراسات والتجارب أن الإنسان إن عاش حالًا لا يطيق التكيف معه آمادًا بلا فكاك سيؤدي به يأسه إلى أعراض وشكاوى يردونها غفلة إلى أمراض جسدية وعصبية ونفسية، حتى يحصل المرض ويتشبث بعضو أو بالجسم فلا يعود في حياة صاحبه أحداثًا غير الآلام والأمراض والعلاجات والمستشفيات وقصصها، بعد أن كانت البداية أعراضًا مؤقتة فيها هروب من الواقع.
الصفحة 78 من 432