الإنسان لم يُخلَقْ للهزيمة. إرنست هينجواي
حينما ننظرُ إلى الوجودِ نجدُ أن الإنسانَ أكمل مخلوقاتِ الخالق، و لأجل كماله هذا جعلَ الخالقُ له في هذا الوجودِ كلَّ شيءٍ مُسخَّراً. كُلَّ شيءٍ طَوعَ إرادته إذا أراده صادقاً و جَدَّ في الحصولِ عليه. و هذا معنى التسخير. هذا المعنى لا يُمكن معه أن يكون الإنسانُ في حالِ هزيمةٍ أبداً. لا من حيثُ الإمكانيات المُسخَّرةِ ولا من حيثُ ما يبذله هو. فهزيمةُ الإنسانِ في هذا الوجودِ لا تكون بسببِ استحالةِ الأشياء، فالمُسخَّراتِ لا تكون مُستحيلاتٍ. و إنما هزيمته بسببِ ذاته هو. فلو كان قد بذل كلَّ شيءٍ أمكنَه أن يبذله، وقدَّمَ كلَّ ما يقدِرُ عليه لبلغَ ما يريده، و لا مستحيلَ في هذا الوجودِ مما هو مُمكِنٌ للمخلوقٍ، إذ المُستحيلُ على المخلوقِ ما كان من شأن الخالقِ.
كانَ منظرُها يجْلِدُ بصيرتي كُلما تعثّرتْ بيَ الخُطوات على أرصفةِ تِلك المدينةِ المنْسيّة، مدينةٌ تعْتاشُ على الجوع وتَتَسربَلُ بالفاقَةِ وتعايش الحرمان، مدينةٌ تَشهقُ الذُلّ وتزفُر الضَنَك، أراني أنقادُ جبرًا إلى حيثُ الزاوية المُتربة القذرِة التي تحتويها مع طِفلها العليلِ الشاحِب. ولستُ أدري سِرّ هذا الإقبال على تِلك المخلوقةِ البائِسة، ولا خفايا غَشَيانيَ الدائب لرُكنها التعِس، فالسلائِقُ جَرَتْ أنْ نَفِرُّ مِمّا يُنفّر، ونزوغُ عمّا يُؤثّر، وفي العادة نصُمّ آذاننا عن كلّ صُراخ يؤذي أسماعنا ونُغلق عيوننا دونَ كلّ مشهدٍ يجرَح أنفسنا.
إن رحمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تقف وحدها معجزة.. وليس أدل على ذلك من ذهابه ماشيًا على قدميه إلى الطائف التى تبعد عن مكة حوالى تسعين كيلو مترًا بعد وفاة عمه، فى شوال من السنة العاشرة من البعثة، ومعه مولاه زيد بن حارثة؛ ليدعو قبائلها إلى الإسلام، وهم لا يستجيبون له، وما كان من موقف سادة ثقيف وأشرافهم معه من رفضهم دعوته، ويأسه -صلى الله عليه وسلم- من خبرهم.
أقام صلى الله عليه وسلم بالطائف عشرة أيام يدعو أشرافها وأهلها إلى الاسلام حتى جابهوه قائلين: (اخرج من بلادنا)، وأغروا به سفهاءهموعبيدهم، يسبونه ويصيحون به، وقد قعدوا له صفين على طريق خروجه، فأخذوا بأيديهم الحجارة، فجعل لا يرفع رجله ولا يضعها إلا
في قصة نبي الله يوسف عليه السلام الكثير مما يُتذكر ويُذكر. هنا لمحات عن نساء كنّ حوله، نساء مختلفات، كنّ {... طرائق قددا}، منهن الصالحات، ومنهن دون ذلك.
أم يوسف، أين أنت؟
نجد غيابا شبه تام للأم في قصة سيدنا يوسف -عليه السلام- في القرآن الكريم رغم أن الأم أكثر من يُفجع بغياب الابن. لكن هذا لا يعني أنها لم تكن موجودة، بل التركيز في السورة كان على الأب وعاطفته وأمله ورجائه في أن يكون ابنه نبيا مثله، وترقبه للزرع أن يستوي، وللثمر أن يينع فينطلق بذكر الله والدعوة له. ويعقوب -عليه السلام- في سورة يوسف لا نراه أبا فقط، بل نراه نبيا يعول على استمرار النبوة من بعده. فالسورة لم تذكره فجيعته كي توثّق ألمه وحزنه على فقد ابنه، بل لتوثق فجيعة شخص رباني يتوجع لفقد فرصة لإصلاح البشرية وتنويرها.
أنت العيد يا وطني الحبيب.. حلفت بترابك الغالي.. بسمائك الشامخة.. بهوائك.. بمائك.. بأزاهيرك.. بأطيارك.. وبكل ما ينتمي إليك.. لا عيد إلا يوم خلاصك وتحريرك.. يوم تشرق على ربوعك شمس الحرية التي لا تغيب شمسها.. يوم يعود لك بهاؤك الذي اغتالته غربان الليل.. يوم تعود أطيارك تصدح فوق أفانينك اليانعة.. يوم تزهو أزاهيرك.. تعطّر المدى بأريجها الفوّاح.. يومها تكون أنت العيد.. ولا عيد إلاك أنت.
أنت العيد يا وطني الحبيب. مغناة أنت على فم الزمان. تشدوها الأطيار للأطيار جيلا فجيلا. موجة عطر أنت تنفحها الأزاهير عبقا يسافر في ارتعاشات نسائم ولدت في أحضان آصالك وأسحارك. شلال ألق أنت يلون المدى إباء وكِبرا. قصيدة عشق أنت يغازلها كل شاعر عساه يقطف بعض عناقيدها.. عساه يستمطر وحي مدادها على صفحات أوراقه البيضاء.. فتخضوضر وتزهر وتضيء الفضاء شعرا وحبا بين يديك.
تأملت كثيرًا فيمن أصبح رئيسًا ومن أصبح وزيرًا، كما تأملت فيمن أصبح غنيًا أو رجل أعمال وكذلك من أصبح مشهورًا في أي مجال سواء لاعب كرة القدم أو الممثلين أو العلماء، فعرفت أن هناك سرًا جعلهم يبدعون ويحققون أهدافهم، وأما من لم يحقق شيئًا في حياته رغم تمنياته فأدركت أنه لا يدرك السر، فبحثت بشبكة الإنترنت وفي كتب التاريخ عن العظماء لأعرف السر وراء نبوغهم وقدرتهم على تحقيق أهدافهم، فلم أجد أنهم يملكون عقلًاً خارقًا أو أنفًا طويلًا أو أذنيين
الصفحة 82 من 432