قال الأصمعي لصبي تبدو عليه مخايل الذكاء: أيسرك لو أن لك مائة ألف درهم وأنك أحمق؟ قال الصبي: لا. قال الأصمعي: ولم؟ قال الصبي: لأني لا آمن أن يجني علي حمقى جناية أضيع فيها هذا المال، ويبقى علي حمقي.
يعد الاهتمام برعاية الطفل وتنشئته أمر حيوي تحرص عليه الأمم في معرض تطلعها لمستقبل أفضل تشكل فيه التنمية البشرية المحور الرئيسي للنهوض بشتى مجالات التنمية والثروة الحقيقية لهذه الأمم فبقدر الإعداد السليم لهذه الشريحة من المجتمع يكون المتوقع منها النهضة فتحقق لهذه الأمة أمنياتها في التحديات التي تواجهها وكثيرًا ما يتردد على الأسماع أن أطفال اليوم هم شباب ورجال الغد، فكيف رعى الإسلام هذه الفئة من المجتمع ومتى بدأت رعايته لها؟
مستقبل العلاقات بين حماس وجماعة الإخوان
حقيقة إن حماس جزء أصيل من جماعة الإخوان فقد ولدت منرحم الإخوان واتخذت مبادئ وأهداف جماعة الإخوان طريقا للعمل الحركي منذ نشأتها ولا زالت. ففي العام 1987 ومع انطلاق الانتفاضة الأولى برزت حماس كتنظيم قوي مختص في فكرة تحرير فلسطين، وكان للجماعة الأم دور في دعم الحركة داخل فلسطين. وأما كبار السن المنتسبين لجماعة الإخوان داخل فلسطين فكانوا بمثابة رجال الدعوة والآباء الروحيين لشباب حركة حماس وبقي ذلك حتى تم الإعلام والتوضيح في التسعينات بأن حماس جزءٌ لا يتجزأ من جماعة الإخوان. وكان ذلك لأسباب تخص جماعة الإخوان لتثبت للكثير بأن لها دور كبير في جهاد فلسطين لتلقى الدعم الجماهيري من العالم الإسلامي في ظل تنامي أفكار التنظيمات الأكثر حراكاً في المجال المشاكس للنظام العالمي. وبالفعل نجحت جماعة الإخوان في إظهار الدور الكبير لهم في المقاومة الفلسطينية المتمثلة بحركة حماس. وبناء على ذلك تم ضخ الكثير من المال للحركة في الداخل الفلسطيني لبناء المؤسسات المختلفة، مثل جمعيات رعاية الأيتام وكفالتهم. وبقي ذلك مستمرًا إلى أن فازت حماس بالإنتخابات التشريعية داخل الأراضي الفلسطينية. وزاد فخر الجماعة الأم بتلك الحركة التي أنجزت خلال بضع سنين فوز كاسح على أكثر من مستوى. وكان إعلام الجماعة الأم يتغنى بهذه الإنجازات لما لها من دور كبير في ظهور الجماعة كتيار له دور في صناعة التاريخ وخاصة في بقعة ساخنة كفلسطين. وبقيت الجماعة تراهن على حماس حتى
تهميش أول
وَسْوِسْ حِينَ الهَمُّ يُقَلِّعُ كُلَّ أَزَاهِيرِ الرَّحْمَاتْ
يَجْثُ الجْسَدُ أَنِينًا تَتَقَطَّعُ مِنْهُ الأَنْفَاسْ
فَيُعِيرُ الأَسْمَاعَ مَسَالِكَهُ كَيْ تُهْلِكَ كُلَّ أَسَارِيرِ الأَحْلامْ
فَهُيَامُكَ حِينَ تَعُودُ مَآثِرُهُ أَخْبِرْهُ بِأَنَّ السَّهْمَ الْمَسْمُومَ أَصَابَ الْقَلْبَ فَأَهْلَكَهُ
واسْتَنْفَدَ فِيهِ الطَّعْنَاتِ فَأَقْعَى مَغْشِيًّا لِمَوَاتْ
لئن كانت الأرض بفجاجها لنا، نسلكها وغيرنا من خلق الله، إلا أن لأرواحنا فجاجًا ليست لهم، تُطل منها مسافات على الآخر، نراه كما هو، أو كما يحلو لنا أن نراه، فتنقلب المعاني والصور ببعد المسافات وقربها.
ومن ذلك قول شاعر المدينة وزاهدها "مسكين الدارمي" في القرن الثاني الهجري بشأن ذات الخمار الأسود:
قل للمليحة بالخمار الأسود... ماذا فعلتِ بناســـــــــــك متعبد
قد كان شّــمر للصلاة رداءه ... حتى خطرتِ له بباب المسجد
ردي عليه صلاته وصيامـــه... لا تقتليه بحق دين محمـــــــــد
بشكل عام قدم النموذج النظري للنظام الرأسمالي أو اقتصاد السوق الحر حلا للمشكلات الاقتصادية على أساس افتراض حرية الملكية الفكرية وحرية التصرف الاقتصادي في شتى مجالات الإنتاج والاستهلاك والادخار، وقامت هذه الحرية الاقتصادية على ثلاثة مبادئ رئيسية:حرية الملكية الفكرية، وسيادة المستهلك، وحرية العمل والإنتاج. ولكن اختلفت المدارس الفكرية في رؤيتها للحرية؛ حيث أيدت بعض المدارس فكرة الحرية الإيجابية، بينما دعت مدارس أخرى إلى فكرة الحرية السلبية. فلقد استندت مدرسة الليبرالية المحافظة في رؤيتها على فكرة الحرية السلبية، بينما استندت مدرسة الليبرالية الاجتماعية على فكرة الحرية الإيجابية. الأمر الذي يدعو البحث إلى محاولة تحديد أكبر لهذين النوعين من الحرية ولتحليلهما للوصول إلى مدى سلامة هذين المنطقين. ويعد John Stuart Mill أول من عبر وحلل مفهوم الحرية الإيجابية بشكل منفصل، ولكن Isaiah Berlin أبرز من تحدثوا عن مفهوم الحرية الإيجابية.
علم طريق الآخرة هو العلم الذي افتتح به الإمام الغزالي مشروعه الكبير في إحياء علوم الدين. فهذا العلم الذي عرفه السلف الصالح، وما سماه الله سبحانه في كتابه: حكمة وعلمًا وفقهًا وضياءً ونورًا ورشدًا قد أصبح دارسًا في أيام الغزالي، كما يذكر. [1] ومن المؤكد أن العلم المذكور مقدمة هامة جدًا في فهم فقه الباطن عنده، وتحديدًا صوم الباطن، محور البحث الحالي. والغزالي بعد أن رتب العلوم إلى أربعة أرباع: العبادات والمعاملات والمنجيات والمهلكات، أشار إلى أن الباعث على هذا الترتيب، هو أمران: نأخذ منهما الأول، وهو " ... أن العلم الذي يتوجه به إلى الآخرة ينقسم إلى علم المعاملة و علم المكاشفة، وأعني بعلم المكاشفة ما يطلب منه كشف المعلوم فقط، وأعني بعلم المعاملة ما يطلب منه مع الكشف العمل به، والمقصود من هذا الكتاب علم المعاملة فقط دون علم المكاشفة التي لا رخصة في إيداعها الكتب وإن كانت هي غاية مقصد الطالبين ومطمع نظر الصديقين، وعلم المعاملة طريق إليه لم يتكلم الأنبياء صلوات الله عليهم مع الخلق إلا في علم الطريق والإرشاد إليه. وأما علم المكاشفة فلم يتكلموا فيه إلا بالرمز والإيماء على سبيل التمثيل والإجمال، علمًا منهم بقصور أفهام الخلق عن الاحتمال، والعلماء ورثة الأنبياء فما لهم سبيل إلى العدول عن نهج التأسي والإقتداء." [2]
الصفحة 84 من 433