الأدب العربي و عالم التدوين الإلكتروني 1: مدخل إلى عالم التدوين
لطالما كَتبَت أقلام الباحثين عن بداية التدوين البشري و أول نقش على الحجر، و أول قصيدة مُدوّنة، و بداية تدوين القرآن الكريم... و غيرها من العناوين التي أثرَت المكتبة العلمية و الأدبية في موضوع التدوين الورقي أو ما شابهه من تدوين على الحجارة و تدوين على الجلد... و غيره. و ها نحن الآن نعيش نقلة نوعية و كمّية في عالم التدوين الذي دخل مرحلته الجديدة في ظل تطور التكنولوجيا، و تحكّم الشبكة العنكبوتية في جزء كبير من حياة البشرية، لنجد أنفسنا مضطرين إلى مواكبة العصر و استغلال الجديد لفائدة القديم، و بهذا نكون قد أمسكنا العصا من النصف، في محاولة جادة لإثبات هوية اللغة العربية و آدابها. و السؤال المطروح هنا : ما هي محفزات و مزايا التدوين الإلكتروني (Blogging) للغة العربية و آدابها؟ و هل في ذلك خطورة على مسيرة التدوين الورقي؟ و ما هي عيوب هذه الظاهرة الجديدة؟ و هل من الممكن تفاديها؟
حي الميدان بعاصمة سورية (دمشق) هناك حيث بدأت قصة والدتي الغالية وحياتها ....
بين الأزقة كانت أمي تمرح وهي صغيرة
كبرت بين أطراف هذا الحي البسيط
كلما تذكرته ونظرت إلى صور ذلك الحي أعيش أجمل لحظات العمر.
تخيّلوا –فرضا وجدلا أو حتى عبثا- أننا في يوم ما قررنا، أو حتى أننا أُجبرنا ألاّ نتخيّل؛ أن ننزع قابس الخيال من حوائط عقولنا وأن نكتفي بالتفكير المباشر والواقعي والحَرْفي. تخيّلوا معي ماذا سيحدث حينها.
حينها، سنرتاح من أحلام اليقظة، ومن التفكير في العوالم الوردية المجيدة الحافلة بحياة أكثر حقا وخيرا وجمالا، وهذا يعني أننا نكون فقدنا وقودنا المحرّك، لكن إذا تفاءلنا سنجد أن هذا سيوفّر علينا الكثير من الوقت الضائع.
كما أننا سنتوقف عن الالتزام بالقانون –بداء بقانون الجنايات وانتهاء بقانون النظافة في الشوارع- لأننا نكون فقدنا مقدرتنا على تخيّل العواقب التي تحملها أفعالنا.
لو لم نكن نتخيّل، سنتوقف عن التخطيط، فالتخطيط في مجمله تفكير في المستقبل وتخيل لأحوالنا فيه، مما يعني أننا -أفرادا ومجتمعات- لن نحسب حساب الغد لأننا فقدنا مقدرتنا على تخيل وجوده.
في الثاني والعشرين من شهر آذار / مارس 1945 أعلن عن تأسيس جامعة الدول العربية والتي بدأت بسبع دول عربية آنذاك هي المملكة الاردنية الهاشمية ، المملكة العراقية الهاشمية، المملكة العربية السعودية ، المملكة المتوكلية اليمنية ، المملكة المصرية ، الجمهورية السورية، الجمهورية اللبنانية . وفي هذه الأيام وتحديدا في الثاني والعشرين من آذار / مارس 2010 تبلغ الجامعة العربية من العمر خمسة وستين عاما .
إستهلالا ، لا بد من الحديث عن دور بريطانيا التي كانت تستعمر معظم الأقطار العربية آنذاك في تأسيس جامعة الدول العربية . لقد كانت الحرب العالمية الثانية في أيامها الأخيرة ، وكان العرب يتوقون كغيرهم من الشعوب المستعمرة الى جلاء القوات الاجنبية عن بلادهم والتحرر من الاستعمار ، والاستقلال . وقد ناضلوا بشتى الوسائل من أجل تحقيق هذه الاهداف .
شغلني كثيرا اختلاف البعض من المشايخ فيما بينهم، ولكن ليس الاختلاف ما يشغل بالي، فهذا طبيعي عند البشر، ولكن أسلوب الاختلاف والإعلان عنه، فلا أحب أن أرى طوال القامات ينحنون للمد الإعلامي السلبي، ولا أود أن أراهم إلا في اتفاق بين العامة وانسجام، وإن كان لابد من الإعلان عن هذا الاختلاف أو ذاك لسبب أو لآخر، أود أن أراهم كبارًا في رأيهم، رحماء فيما بينهم، عقلاء في طرحهم، وإحسان الظن في بالهم، والموضوعية في رأسهم، وغير متبعين هواهم، ويحومون حول الألفة الدينية، ومبتعدين عن اللمز والهمز والسخرية غير المباشرة وهكذا.
الصفحة 128 من 432