امتلكت خيالا خصبا لرسم حكايات لاشخاص يفقدون بهائهم امام اصرارها لرسم الحكايات كما تتمنى.
كبرت القصص المحكية في خيال الحاجة هادية كما اشتهت ، وتتفتح لدى ذهنها الانثوي ، مشاعر متناقضة .
جلست تراقب صحن الدار الخالية بعد ان طارت ابنتها برفقة زوجها لدولة غنية تحمل فرحها .
تحركت على خط متعرج يتسع ويضيق مع انحناءات السلسلة الجبلية ، يجلس إلى جانبي رجل أشعث أكل عليه الزمن وشرب ، صوت المذياع يرتفع وينخفض مع ارتفاع أو انخفاض قدرته على التقاط موجات أثير المرح ، كما يحلو للمذيع أن يسميه ، علق الرجل بجانبي على جملة لم تعجبه من المذيع قائلا : -
- ما هذا ؟؟ .. يريدون أن يعلموننا أمور ديننا كأننا في أيام فتح مكة .
وأضاف :-
- من هذا بن لادن رجل ربته أمريكا لمحاربة أعدائها والآن تريد التخلص منه .
استيقظ السندباد من نومه بعد سبات طويل وشعر بتثاقل في أعضائه وارتخاء في مفاصله ودعا اليه حاشيته وقال: لا بد من رحلة ثامنة نستعيد فيها نشاطنا، ونجدد أعمالنا وتجارتنا. وأضاف: لقد اشتاقت نفسي لركوب الأهوال وامتطاء المخاطر ورؤية غرائب البلدان وعجائب الأمم . وبعد عدة أيام عاد اليه الحاجب وأخبره بأنه استأجر سفينة وهيأ البضائع وحمّل النفيس منها، مما غلى ثمنه، وخفّ حمله ودعاه إلى النزول إلى حجرته في السفينة ليبدأوا رحلتهم الثامنة.
إذا أراد الإنسان أن يصاب بارتفاع الضغط أو الجلطة فليس عليه سوى أن يحدق في التلفاز طوال اليوم، فقد أصبحت متابعة الأخبار في المحطات الفضائية مشكلة حقيقية، لا نرى سوى القتل والدمار، والمذابح، والحرائق والزلازل والعواصف. صار العالم مسرحا للعنف والشراسة، يتبارى البشر فيما بينهم من هو الأكثر وحشية، تعجز الحيوانات الكاسرة عن مجاراة البشر في هذه المباراة المرعبة.
1-الزعماء يغيرون الجغرافيا:
هربْتُ من السجن، حينما عبرتُ النفق الذي يمتد أربعة عشر متراً تحت الأسوار.
تخيّلتُ صديقي الناصري صبري عبده حينما يصحو ويكتشف هروبي، فيصرخ في أقرب جارٍ له في السجن:
ـ عثمان خائب وغرير .. لماذا هرب؟ .. سيجيئون به من تحت الأرض .. ويعذبونه!!
أتخيله يلحق بي، ويصرخ:
ـ لماذا هربتَ من السجن؟
ويحاول أن يشدني ليرجعني إلى السجن رأفةً بي وخوفاً عليَّ، فأوشك أن أفتك به.
جنزير يقترب من الأجساد الثلاثة فيلامس الموت الروح لتسارع الحناجر مطلقةً صرخاتها اللاهثة .
الدبابة تجوب شوارع المدينة فهي عبارة عن بناء فولاذي ضخم مؤلف من عدة طبقات يطل ساكنوها عبر نوافذ عدة فيما زرعت جدرانها المختلفة بالموت.
1- كريستوفر كولمبس ..
ما زلت أذكره جيداً حين عاد من رحلاته البحرية ، وقد سبقته الأنباء عن اكتشافه القارة الجديدة – في ذلك الوقت – دخل في أول حانة في طريقه ، جلس بين الرجال وهم يجرعون الكؤوس ، اصطدمت أذناه بصوت مترنح يقول :
- ماذا فعل كولمبس ! سوى أنه أبحر غرباً في امتداد المحيط حتى وصل إلي اليابسة .
عندها ابتسم باستخفاف ، ألقى الكأس من يده ، فانتبه إليه كل من في الحانة ، طلب من النادل بيضة ، وقال مستفهماً :
- من منكم يستطيع أن يوقف البيضة على أحد طرفيها ؟
ضحك الجميع ، حاول كل منهم أن يفعل ما بدا لهم سهلاً وبسيطاً دون جدوى ، حتى ارتسمت الدهشة على وجوههم .
أخذ كولمبس البيضة وضربها من طرفها المدبب في طاولة المنضدة ، فتهشم الطرف ، وقفت البيضة ثابتة .. فبهتوا وهم يوارون خجلهم بين الكؤوس ..
.. حقاً ماذا لو لم يبحر إليها أحد حتى الآن ؟!