ماأزال أذكر تلك الحملة الهائلة التي قادها أحد أهم مساجد دمشق الحديثة قبل ثلاثين عاما، والذي كان محاطاً بالمراكز الثقافية والحضارية في منطقة سكنية مرموقة تخلى معظم أهلها عن كثير من المظاهر الموروثة من "ثقافة" البلد – ولاأقول دينه ، والثقافة غير الدين!- ، أو بعبارة أوضح: من أولئك الذين كانوا قد هاجروا من "باب الحارة" أو قرروا بناء حارة لاباب لها ولابوّاب!
كنت على موعد مع "حودة" بلا سابق موعد ولا إنذار، رفع الستار عن "حودة" بمسرح مكتبة سوزان مبارك بالمعادى فى تمام الساعة الخامسة مساء فى يوم من الأيام الفائتة التى أصبحت وراءنا، إلا صورة حودة وأبيه التى كلما التفتت وجدتها أمامى. ضمن فريق أطفال الروضة للتمثيل كان "حودة" أو "محمود" الصغير الذى لا يتجاوز عمره الـ5 سنوات ولا يزيد طوله عن 5 أشبار بحجم كف يد متوسطة.
الصفحة 32 من 78