الجريمة البشعة التي عاشها حي الزمالك الراقي بقاهرة المعز،والتي ذهب ضحيتها رهط من القوم يشار إليهم بالبنان،كما تقول عنهم أوضاعهم الاجتماعية.. وراءها الحب.. بل الحب الكبير.هكذا قيل عن أسباب هذه الجريمة التي بطلها رجل أعمال كبير يدعى أيمن السويدي.
فالجريمة على بشاعتها لأن الذين ماتوا هم من بني البشر ومن بني جلدتنا..فهي تمثل أنموذجا حيا لمجتمع مهزوز البنيان،معتوه العقل والتفكير. فالعاقل لا يمكن له أن يصدر هذا الحكم الجائر في حق ثلاثة ليقتل نفسه فيما بعد.ولو كانت المصيبة كبيرة والمصاب جلل .
لا شكّ و أنّه في عصر إنحسار القراءة و تدنّي سقف المقروئيّة بشكل مذهل في العالم العربي أصبحت الفضائيات العربية تشكّل عاملا بارزا في صناعة الرأي والتوجه الفكري والسياسي للمجتمع العربي , و أصبحت الملقي الوحيد على كمّ هائل من المتلقين بمختلف توجهاتهم ومستوياتهم , و إذا كانت القراءة في وقت سابق تشكّل الجسر الأساس نحو الوعي السياسي والثقافي وحتى الفهم الدقيق لتطورات المجتمع في تفاصيله كافة , فإنّ الفضائيات اليوم و التي دمجت بين الكلمة والصورة باتت المرجع الذي يصيغ الرؤية بإعتبار أنّ المعلومة هي المكوّن الذرّي للفكرة والرأي وقد أصبحت هذه المعلومة تأتي في الغالب عبر القنوات الفضائية
الشماتة بالموت والموتى ليست من شيم أرباب المروءات ولا من أخلاق العقلاء الأسوياء ,فللموت رهبته التي لا تتزعزع في النفوس التي تعي حقيقته وتقدر له قدره,وإذا لم يكن المقام والحال كذلك مقام شماتة أو تشفٍّ فهو بلا ريب مقام اعتبار واتعاظ ,وقد قيل قديما:كفى بالموت واعظا!. تلك توطئة لا مندوحة عنها إن رمنا أن نستشف درسا مفيدا من تلك الجريمة المروعة التي جرت وقائعها فجر الجمعة الماضية التي أسفرت صبيحتها عن مجزرة دامية راح ضحيتها المطربة التونسية ذكرى وزوجها الذي انتحر عقب قتلها وقتل مدير أعماله وزوجه ,وهي الجريمة التي صدمت بهولها الكثيرين ممن اطلعوا على تفصيلاتها الحزينة ودقائقها المخضبة بالدماء والأشلاء .
انهالت عليَّ التهاني بمقدم عيد الفطر المبارك، حتى فكرت في تعيين شخص يتولى استقبالها والرد عليها نيابة عني! وإذا فهمت من الجملة السابقة أن أبا الجعافر صار مغرورا ويدعي "الأهمية"، فإن مخك تخين، مثل مستر بين، ما أقصده هو أنني استقبلت التهاني بالريموت كونترول... من بعيد لبعيد... بريد إلكتروني ورسائل قصيرة عبر الموبايل... ومكالمات هاتفية... وشوية بطاقات بريدية.
العصاميّ في عصرنا هو الشخص الذي يحصّل تعليمه وثقافته بالاجتهاد الشخصي معتمداً في ذلك على نفسه وعلى قوة إرادته وعزيمته الصادقة في الوصول إلى هدفه المنشود .
وكلمة عِصَامِيّ أصلها من اسم حاجب النعمان بن المنذر ، وهو عِصَام بن شَهْبَر الجَرْميّ ؛ وفي المَثَل : كُنْ عصاميّاً ولا تكن عظاميّاً ؛ يريدون به قوله :
جاءتني إحدى بناتي وقالت لي في عبقرية ملفتة : لقد اكتشفت هذا الرمضان اكتشافا خطيرا, ولما استفسرت منها , قالت انها اكتشفت أن سوء خلقها المعتاد أمر لاعلاقة للشيطان فيه!! أختها التي لاتقل عبقرية عنها اكتشفت كذلك في هذا الرمضان أن "عمرو خالد" داعية استثنائي , ولكنها طلبت الي – وكأنني رئيسة مجلس الدعوة العالمي – أن أطلب اليه أن يغير من أسلوبه في الدعاء نهاية كل حلقة من حلقاته التي دعت البنت الى ترك صلاة التراويح في المركز الاسلامي والجلوس في البيت للاستماع اليه في قناة اقرأ , ابنتي الثالثة قررت أن لاتنقطع عن حضور صلاة القيام في المسجد السعودي في مدريد كل سَحر ومهما كلفها ذلك حتى لو كان تضييع محاضرات البروفسور " فنخول" أستاذ اللغة العربية في جامعة الأوتونوما في مدريد
عندما يشرّح الباحث مفردات الخطاب العربي والإسلامي يجد أنّ هذا الخطاب في معظم أبعاده يحمّل الآخر وتحديدا الغرب والحركة الصهيونية وغيرهما مسؤولية تراجعنا الحضاري.
ولعلّي أتفق مع الأستاذ مالك بن نبي الذي يرى أنّ العوامل الداخلية هي التي أجهضت نهضتنا و أنّ العوامل الخارجيّة إستثمرت هذه العوامل الداخلية و إستغلتها لصالحها .
وقد حضرت ذات يوم محاضرة دينية في مسجد يقع في دولة غربية وكان المحاضر قادما من العالم الإسلامي ولم يحمّل نفسه عناء قراءة الواقع الذي جاء إليه ليدعو الناس فيه إلى الطريق القويم , و تعامل مع الواقع كما لو أنّه يقع في الجغرافيا العربية أو الإسلامية , ومما قاله هذا المحاضر بالحرف الواحد وبدون نقيصة من كلامه :