الإنسان هو الثروة الحقيقية على سطح الأرض، وهو أغلى ما تملكه الأوطان والأديان، إذ يكفيه شرفاً أن سجدت له الملائكة بأمر مليكها الرحمن، قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (البقرة:34).
والدول المتقدمة تدرك ما نقول، ولذلك كثيراً ما تسهل هجرة العقول المبدعة وأصحاب التخصصات العلمية النادرة إلى رحابها، وتقيم من تلك العقول الوافدة رافداً لها، ودعامة من دعائم التقدم والرقي الحضاري.
ولكن ثمة سؤال هنا، وهو: لماذا تهاجر الطاقات والعقول من البلدان النامية باتجاه الدول المتقدمة؟ وهل من مصلحة الدول النامية أن تحرم من خيرة أبنائها؟
بين المطامح والاماني فارق جوهري يجهله كثير من الناس، فذو الطموح عندهم هو كل حالم بتحقيق امانيه، فتتسع بذلك دائرة التعريف لتشمل الخلق كلهم اذ لا يخلو احد من احلام مستقبلية متفائلة تداعب مخيلته وتدغدغ عاطفته، والحق ان الطموح اعظم من ان يكون على هذ النحو المغرق في التسطيح، انه مشروع انساني معقد يقوم على المواءمة بين حجم قدرات الفرد من ناحية، وما يتناسب معها من مشاريع عمرية جليلة من ناحية اخرى، ولما كان السواد الاعظم من المتمنين لا يحسن ضبط هذا المعيار فمن البدهي ان تقتصر دائرة الطموح على افراد قلائل يحسنون رسم خرائطهم الاستشرافية.
يخيل إليَّ أن ارتفاع معدلات الطلاق، يعزى إلى حد كبير إلى أن الكثير من الرجال يجعلون "الجمال" العنصر الحاسم في اختيار الزوجة، ولو كانت الفتاة تجمع بين الجمال والمال فإن فرص فوزها بعريس تصبح عالية منذ أن تبلغ الثانية عشرة، وتأتيك أختك أو خالتك وتقول لك إن زارادا (وهو اسم فبركته الآن ولن يدهشني أن هناك من سيختاره اسما لبنته المقبلة لأن أسماء البنات صارت مجرد تجميع حروف لتوليد كلمة بلا معنى، لأن المطلوب فقط هو أن يكون الاسم غريبا وله جرس وموسيقى)
للحكايات الواقعية ذات الدلالات التربوية أثر حميد في بناء القناعات الايجابية وتصحيح التصورات الخاطئة خصوصا ما اتصل من ذلك بالجوانب النفسية والاجتماعية، ويمثل السعي الجاد نحو تحقيق الطموح بلا كسل ولا ملل قيمة سلوكية جليلة يحرص المربون على غرسها في نفوس الناشئة منذ الصغر، غير ان الكثيرين من السائرين على الدرب تتعثر خطواتهم وتتسرب الى نفوسهم مشاعر اليأس والقنوط بمجرد ان تصطدم سفينة طموحاتهم بأمواج الواقع وصخور الاخفاق، فتنحل عرى عزائمهم وتخبو شعلة هممهم ويستولي عليهم شعور الاحباط الى درجة يغدو معها الخطاب الوعظي (لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس) قليل الجدوى ضعيف التأثير
يتولع بعض المترجمين بتحويل التاء على طاء اثناء ترجمة الاسماء ترجمة حرفية transliteration . ف توم Tom يصبح طوم، و اوثيلو Othello يصبح عطيل، و تومسونThomson يصبح طومسن، و "واتسن" Watson يستحيل الى واطسن و هكذا. و بعد ان وضعت حرب السوبر ستار زعيقها، لم لا نجرب ترجمة اسم البرنامج Super Star على انه ( سوبر سطار) و نرى ما يحدث؟
شكّ أنّ الحكام العرب قد لعبوا أدوارا مصيريّة وعملاقة في تكريس التخلفّ الذي يلفّ الحالة العربية الراهنة و الذي سيستمّر مميزا لها في المدى المتوسط وربما البعيد ما لم تنتف مبررات التخلّف , والحاكم العربي عندما وصل إلى سدّة صناعة القرار بفضل الإنقلاب والدبابة و المؤامرة لم يكن من جملة تخطيطه أن ينهض بالأمة , بل قصارى ما كان يحلم به أن يجمع الدنيا من أطرافها وقد تحققّ ذلك لمعظم حكامنا الذي يطالبون زورا وبهتانا بضرورة إحترام إرادة الجماهير وهم فرضوا أنفسهم على هؤلاء الجماهير بالحديد والنار.