يتحدث من يحسن اللغة الإنجليزية، والفرنسية، وغيرهما من اللغات الأوربية عن السهولة في قراءة نصوص تلك اللغات، وأنَّ الطفل الذي درس تلك اللغات لا يتردد، ولا يتلعثم في قراءة نصٍّ من نصوص تلك اللغات، بل يقرؤه كما يقرؤه غيره من الأساتذة، بفضل علامات الترقيم.
وهذا بخلاف قارئ النصِّ العربيِّ، فإنه يقرأ، دون أن يعرف أين يقف، ودون أن يكون هناك اختلاف في نبرات صوته، غير مفرق بين نصٍّ إنكاريٍّ، وآخر استفهاميٍّ، وآخر تعجبيٍّ، وكثيرا ما يصل رأس الجملة التالية بذيل الجملة السابقة.
لا حديث في الكويت هذه الأيام إلا عن تعديل الدوائر الانتخابية، فالاقتراحات تتأرجح بين جعلها خمساً أو عشراً أو إبقاء ما كان على ما كان، وهناك سجال من التصريحات المتبادلة بين أنصار كل وجهة، وندوات خطابية بأقلية، ومسيرات راجلة محدودة، ومقالات تعجز العد والإحصاء، ولا يزال الأمر متفاعلاً الى درجة الغليان من سب وشتم وشطح ونطح الى أن يحسم إن كان هناك نية أصلاً لحسمه!
إن قوات الاحتلال الصهيوني تصول وتجول وتعيث في الأرض الفلسطينية فسادا. وتمعن في تقتيل البشر وتهديم البيوت وتجريف الأرض والاستمرار في بناء الجدار العنصري وصرخات الشيوخ والاطفال والنساء تتعالى وسط الركام. إن منظر ذلك الشيخ في أريحا وهو يبكي على تدمير مصدر رزقه الوحيد من الزراعة لن يمحى من ذاكرتي ما حييت. وأركان سلطتنا الموقرة في واد غير ذي زرع يتنازعون سلطة ليست لهم فيها حيلة.
إيران تدرك المأزق الذي تجد إدارة بوش نفسها فيه. فهي غير قادرة على فتح جبهة جديدة بالإضافة الى العراق حيث تتعثر وتتلوّى، وغير مستعدة للمغامرة بحرب جديدة من شأنها ضرب صناعة النفط وإمداداته.
بداية أود ان اطرح مفهومي لما يسمى المجتمع الدولي انطلاقا من صفة الدولي التي ينعت بها. في اعتقادي أنه من المفترض أن يشتمل على كل دول العالم، وأن تكون قراراته – أوامره ونواهيه، قبوله ورفضه، إقدامه وإحجامه – حائزة على غالبية الاصوات المشاركة في هذا المجتمع، والمفترض انها كل دول العالم، لا فرق بينها، ولا هيمنة لفريق على الآخر. وقد يبدو هذا طرحا مثاليا، إلا أنه يظل هو المفترض، وما عداه تجاوز لحدود المنطق.
تزامن تدهور الخلافة العثمانية الذي انتهى بإلغاء الزعيم التركي (مصطفى كمال) لتلك الرابطة الإسلامية الجامعة عام 1924، مع قيام الحدود القطرية التي وضعها المستعمر الغربي ممثلاً بالبريطاني (مارك سايكس) والفرنسي (جورج بيكو) في 1916 بين الدول المسلمة.