يسمّون حاضرنا عصر التكنولوجيا . يقولون ان عصر الايديولوجيا ذوى مع أفول الاتحاد السوفياتي . يؤكدون مقولتهم بثقة تحاكي من يُجري عملية حسابية : واحد زائد واحد يساوي اثنين . ألم يطلق فوكوياما حكمه المبرم لهذه الجهة في " نهاية التاريخ " ؟
ما زلت أذكر تلك الأم التي أتتني منذ أسابيع وهي تدفع إلي بطفلها ذي السبعة أعوام وهي تبكي وتقول: لا أدري ماذا أفعل مع ولدي هذا، لا يكف عن الحركة طيلة النهار، لا يثبت على وضعية معينة، لا يهدأ، لا يستطيع تركيز ذهنه للحظات على أي شيء، معلمته تشكو أنه لا يركز أبدا، لا يستقر في مقعده، تباطأ فهمه، وكثر شروده، وأصبح أحيانا عدوانيا يضرب هذا ويؤذي ذاك.. ما العمل يا دكتور؟ قل لي ما العمل؟
الكتابة عن المرأة السعودية صارت وسيلة مضمونة للانتشار ولتسويق التقارير. هذه المقالة قد لا تكون استثناء لثمة افتراض، لكنها محاولة للفت النظر كذلك إلى مشاهد تستحق الإشادة في مسيرة هذه المرأة. فخلال الأسابيع الفائتة أسهبت مطبوعات ومواقع إخبارية أجنبية في الحديث عن الإنجاز المتمثل بفوز الفتاتين (مروة) و(رشا) بمواقع متقدمة في سباق للسيارات أقيم بدُبي مؤخراً.
من أفغانستان وحتى فلسطين.. يعلو ضجيج الغاضبين على ما جاء بمجلة أميركية من امتهان للمصحف الشريف وإلقاء نسخ منه في المراحيض كوسيلة لاستنطاق الأسرى بمعتقل (غوانتانامو) سيء الذكر.
ربما بدا الأمر وكأنه لقطة عابرة لواحدة من الخيبات المهنية التي تعانيها صحافتنا المحلية. لكن المتابع لتفاعلات قضية رسّام الكاريكاتور السعودي (ع.غ) عبر عوالم الإنترنت ستتضح له أبعاد أخرى للمسألة تتجاوز بها حدود السطو الفكري لتقيمها شاهداً على ثقافة تُبجِّل الانتحال، ومُنجز حضاري قائم على وضع اليد؛ فيما حديث نَصُه "من غشنا فليس منّا" يحفر ذاته في ذواكر صبانا.
لطالما شكّلت البعثات الدراسية أحد أهم أوجه علاقتنا بأميركا. وفي حين كان الهدف المعلن لتلك البعثات هو تزويد مواطني ممالك النفط النامية بالشهادات والخبرات الحديثة، فإن الدراسة بالخارج قد غدت كذلك بروتوكولاً تمارسه شرائح شتى أملاً في الارتقاء بوعيها الثقافي وقيمها الاجتماعية. تلك (الحجّات الأميركية) تركت بصمتها على أجيال من المبتعثين ناهيك عن أبنائهم وبناتهم الذين وُلدوا ونشأوا هناك قبل أن يعودوا لأوطانهم ليشكلوا ما عُرف بـ (أجيال البعثة).