حين كانت رحى الموت تطحن الصحفيين الجزائريين امتدت يد الإجرام الآثمة لتسكت للأبد أفواه ما يزيد على مئة وأربعين من الصحفيين والكتاب و المذيعين في الجزائر، وكان على الباقين أن يبيعوا أقلامهم أو يفروا بجلودهم ليستمروا في قول كلمة الحق وتنوير الرأي العام. أحد أبرز هؤلاء الصحفيين الأبطال الكاتب الصحفي يحي أبو زكريا يحدثنا عن اغتيال الصحفيين العربيين ضيف غزال وسمير قصير حديث من عايش هذه التجربة المرة.
من حلقة الدرس إلى ظلمة الحبس، ومن صحبة الكتب والدفاتر إلى ملازمة القضبان والعساكر! هكذا كان الانقلاب الذي تعرضت له حياة العالم الفقيه الشاب محمد الحسن ولد الددو العام الماضي في وطنه موريتانيا، فقد تمّ اعتقاله في أكتوبر من العام الماضي، ثم أطلق سراحه مؤقتاً ليعاد مرة أخرى الى المعتقل في مطلع نوفمبر، وكالعادة فإن مسوغات الاعتقال القانونية لا تختلف كثيراً عن نظائرها في بقاع الوطن الاسلامي، انها تتم تحت غطاء دعوى مكافحة الإرهاب،
إذا كانت العلمانية تقول:
1 ـ مصلحة الإنسان وكرامته فوق كل شيء.
2ـ تحرير الجانب الواعي من العقل ( تحرير الفكر).
3 ـ بناء دولة الديمقراطية والحقوق فهي والإسلامُ سيّان.
لا نبالغ، هنا، إذا قلنا: أن هذا المشروع، مشروع "قناة البحرين"، وقد دارت عجلته، سوف تكون له أهمية كبرى، توازي ـ ربما ـ أهمية إنشاء قناة السويس، التي ربطت البحرين الأبيض والأحمر.
ولعل قولنا، هذا، يتأكد إذا لاحظنا: أن المنتدى الاقتصادي العالمي (منتدى دافوس)، قد انعقد بشكل استثنائي في الأردن، وعند شاطئ البحر الميت بالذات؛ وأن الإعلان عن مشروع "قناة البحرين" قد تم عند نهاية أعمال المؤتمر؛ وأن الاتفاق الذي تم كان حول الشروط المرجعية لـ "دراسة الجدوى" التي أعدها البنك الدولي، والتي سوف تسمح له البدء في تمويلها، وإطلاق المشروع الاستراتيجي الكبير.
أكفان تمشي على الأرض كُتب على أحدها الحرية باللغات الثلاث وعلى الآخر الإنسانية، وعلى الثالث الأمل، وآخر المستقبل، وبينما حمل الآخرون كلمات كالأرض والحياة والشجر.
كل تلك الأكفان سارت بين عشرات المتضامنين الإسرائيلين والأجانب إضافة إلى أهالي قرية بلعين والقرى المجاورة للتنديد بجدار الفصل العنصري الذي شرعت سلطات الاحتلال قبل قرابة أربعة أشهر ببنائه في محيط القرية في محاولة لسرقة أراضيها ووضمها للمستوطنات الإسرائيلية القريبة.
إذا لم تكن أميركا قد فتحت رسميا جبهة تغيير النظام في دمشق فإنها على وشك أن تفعل . تغيير النظام في دمشق لن يحاكي في أسلوبه تغيير النظام في بغداد. فالحرب العسكرية ليست ضرورية . تكفي الحرب السياسية والحرب الإعلامية . غير أن الغرض المرتجى من التغيير في كلا البلدين واحد أحد : تصفية حال المقاومة لإسرائيل والممانعة لأميركا. أما الوسيلة أو الحجة أو الذريعة فهي – يا للمفارقة – واحدة دائما : الانتصار للحرية في وجه القمع والطغيان . هل أصبحت الحرية عميلة لأميركا ؟