لعل المتابع المهتم بأمور المنطقة العربية، لابد له أن يلاحظ مدى ما ينتاب هذه المنطقة من محاولات للتغيير في عدد من بلدان المنطقة.. منها: العراق ولبنان والجزائر ومصر وفلسطين والسعودية، ولا نستثني سورية. وهي أمثلة تختلف في ما بينها اختلافاً جوهرياً، في الشروط التاريخية أولاً، وفي شكل التطور، وفي آلياته وأدواته، وفي مضامينه وفي اتجاهاته.
ولعل الأكثر وضوحاً والأكثر تعقيداً والتباساً، من بين هذه الأمثلة ـ وهي مفارقة مثيرة للدهشة والجدل في آن ـ هو المثال العراقي.. خاصة أنه مجتمع متعدد في مكوناته الدينية والمذهبية.
اسمح لي أن أخاطب فيك "صاحب القضية" الذي أراه ويراه معظم المصريين رمزا مشرفا لـقضية عادلة تحتاج – بجانب كفاءة الدفاع عنها – أن تتوفر في وسائل هذا الدفاع مشروعية أخلاقية من مسوغاتها أن يحميها أصحابها من ألاعيب الاستغلال السياسي المتسترة وراء القضايا النبيلة لتحقيق مستهدفات "غير نبيلة" بالمرة.
تحفل الحياة بنماذج بشرية عجيبة الافعال متناقضة الاحوال، فكثيرا ما يغرنا من يحسن الحديث عن الفروسية وشرائطها إما بالكتابة على صفحات الورق او بالخطابة على صهوات المنابر، وربما صورت لك روعة بيانه الفروسي انه حري حقا بشرائط الفرسان وجدير بأن يكون واحدا منهم وربما مقدّمهم الاول، ولكن تبقى ساحة السبق وميدان المعركة المحك الحقيقي الذي يثبت على مدارجه الفرسان الاصيلون بينما يزلّ عن صهواته الدخلاء عند اول كرّة وقبل اتمام الشوط الاول من اشواطه الطوال!
خرج آلاف العمال الفلسطينيين في الاول من أيار يصرخون بأعلى صوتهم منادين بالحياة الكريمة التي حرموا منها وكانوا يرددون شعارات تنادي بتوفير العمل الكريم قائلين: "نريد أن نأكل". ومن قبل ذلك خرج الآلاف في شهر آذار (مارس) هاتفين "لا للجوع" ممسكين بالأواني وأرغفة الخبز بأيديهم منادين "أبو مازن احنا جوعانين"
متتابعة هي الأحداث المحلية والدولية التي تتطلب من رجال القانون وقفات متأنية، تذكر الغافل وتبين للجاهل الرأي القانوني الصحيح بشأنها، ومقالي هذا هو الثالث من اجتهاداتي الشخصية في هذا الصدد، راجيًا المولى سبحانه أن أوفق للصواب فيها ويتحقق الخير منها:
إن المراقب للحياة السياسية الكويتية في المرحلة الأخيرة يلاحظ أن التيار الليبرالي في المرحلة الأخيرة قد عاد مجددا في ترتيب صفوفه ومحاولة تلميع خطابه السياسي رغبة منه في كسب الرأي العام الشعبي بعد الهزائم الصعبة التي تعرض لها ممثلوا هذا التيار في الإنتخابات الأخيرة مما دفعهم إلى مجموعة من الإجراءات لتصحيح الوضع المتدهور التي تعيشه هذه التيارات كالتحالف كتيارات ليبراليه مع بعضها البعض كما هو حال ولادة التحالف الوطني الديمقراطي من أبويه المنبر الديمقراطي الكويتي والتجمع الوطني الديمقراطي رغبة منهم في إعادة القوة المفقودة للتيار الليبرالي ، كذلك محاولة هذه التيار العودة إلى الساحة السياسية وطرح الآراء المختلفة بكل جرأة سواء خلال المهرجانات الخطابية أو المقالات الصحفية أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة .