تحدثنا في القسم السالف من هذه المقالة عن طرف من الدلالات التي تكشف عنها الطريقة التي نرسم بها كلماتنا على الورق وما تنطوي عليه من بيان صادق للحالة النفسية لكاتبها لحظة الكتابة، ومن الطريف فعلا اننا نستطيع بشيء من الحدس والتبصر ان نتعرف من شكل الخط على العديد من صفات كاتبه، فقد يكون الكاتب مثلا مبتلى بالوسوسة والحساسية العالية المتمثلة في حرصه الشديد على ألا تفسر أفعاله بخلاف ما هي عليه من قبل الآخرين، أو أن يساء فهمها ولو في أضيق الاحتمالات واندرها، اذ يتجلى أثر تلك الوسوسة في التأني والبطء في رسم الكلمات ووضع النقط في حاقّ موضعه خشية ان ينتقل نظر القارئ من حرف لآخر فيشكل عليه فهم مقصود كاتبه، وربما كلف ذلك الكاتب التضحية بقواعد الخط المتبوعة، فقد وجدت ان بعض من يكتبون بخط الرقعة يرسمون السين والشين بطريقة النسخ التي تظهر أسنانها الثلاث وذلك خشية ان تقرأ على غير وجهها السليم، بينما تجد على النقيض من ذلك كتّابا لا يقيمون كبير وزن لقراء خطوطهم فتجد أحدهم يرقم الحروف كيفما اتفق دون تأنق أو تثبت أو مراجعة، ولسان حال خطه يقول: ان تلك هي مشكلة القارئ التي يتوجب عليه ان يتصرف ازاءها بفطنته وحدسه، والا فلا حاجة به لقراءة ما كتبه!.
منذ تم تكليف الدكتور احمد نظيف بتشكيل الوزارة الجديدة كثر الحديث عن الحكومة الإليكترونية وبدء الجميع في العزف على لحن الحكومة الاليكترونية التي ستنقل الإدارة الحكومية من عصر الملفات والأضابير وورق الكربون إلي عصر الكمبيوتر والديجيتال ( النظام الرقمي ).ورغم أهمية اللحاق بروح العصر وتطوير الإدارة الحكومية إلا أنه توجد مقومات لازالت مفتقدة في مصر فالحديث عن التطوير من خلال إضافة الأجهزة فقط هو حل جزئي ومسكن سيضيع مفعولة بعد فترة وجيزة.
قضيت أمسية الاثنين الماضي ضيفا على مايكل مور، وفيلمه المثير للجدل، فهرنهايت 11/9، وكنت أعرف سلفا الكثير عن محتوى الفيلم لفرط ما قرأته عنه في الصحف العربية والأجنبية، وكان المهم بالنسبة لي أن أحاول فهم السؤال: كيف يستطيع إنسان أن يجعل فيلما وثائقيا، عملا يحظى بإقبال جماهيري، يتفوق على ما تحظى به أفلام هوليوود التي تكلف مئات الملايين،.. ففيلم فهرنهايت خرج عن كل الأطر المتعارف عليها في صناعة السينما الجماهيرية،.. مثلا ليس فيه حسناء واحدة، بل ربما كان أجمل وجه نسائي يظهر خلال الفيلم هو وجه كوندوليسا رايس (فتأمل!)
الإصلاح والتغيير في العالم العربي، إشكالية استقطبت اهتمام الكثيرين. إلا أن الجدال حول هذه الإشكالية قام بمعزل يكاد أن يكون كليا عن تطلع المواطن العربي واهتماماته وعن دور الفعلي وإمكانية انخراطه في تفعيل آليات التغيير لتكريس الديمقراطية وحقوق الإنسان على أرض الواقع المعيـش.
زال العديد من الآباء والأمهات العرب يرغمون أولادهم وبناتهم على دراسة الطب، من منطلق "البرستيج"، يقول الواحد منهم: الولد بيدرس طب،.. ويحس ساعتها أنه صعد عدة درجات في سلم المجد الاجتماعي، ليس مهما عنده أن الولد كان يريد أن يدرس المحاسبة أو علم النفس، بل المهم أنه رفع رأس العائلة عاليا بدخول كلية الطب، ولهذا صار عدد كليات الطب عندنا أكبر من عدد رياض الأطفال، وصار القبول فيها أسهل من دخول الحمام في الأسواق العامة،.. بالطبع فإن دراسة الطب تضمن للدارس مستقبلا محددا وشبه مضمون، وإن صار الأطباء عاجزين عن توفير أساسيات المعيشة لعائلاتهم قبل انقضاء 12 سنة على دخولهم الحياة العملية.
لا غرابة في أن يزداد الاهتمام الفرنسي أكثر فأكثر بالشأن الجزائري هذه الأيام..بعد تبدد الغيوم التي كانت تحجب الرؤية عن الأفق السياسية والاقتصادية لأكثر من عشرية من الزمن.فالانتخابات الرئاسية الأخيرة التي نصبت للمرة الثانية مرشح المصالحة الوطنية الشاملة عبد العزيز بوتفليقة .يبدو أنها زادت من جرعة هذا الاهتمام وهذا الانشغال المفرط فيه.وبعد أن تبين للفرنسيين بأن مشروع الأصوليين في غلق الباب أمام الاستعمار القديم قد ولى وللأبد...