أخيرا جاء "سجين أزكابان" إلى الإسكندرية، فقد أعلنت إدارة سينما "أمير" بالثغر عن بداية عرضها للجزء الثالث من سلسلة أفلام هاري بوتر "سجين أزكابان".
فهل قرأ مسئولو عروض الأفلام، أو مسئولو دور العرض السينمائي، مقالي السابق الذي أعلنتُ فيه عن خلو جميع دور العرض بالإسكندرية من "سجين أزكابان"، وأنه توجد دار عرض وحيدة في القاهرة ملحقة بالمجمع السينمائي للسوق التجاري (المول) التابع لأحد الفنادق الشهيرة بوسط البلد، تقوم بعرضه، وأنني اضطررت للذهاب إلى القاهرة لمشاهدة الفيلم، وبالتالي أخذوا قرارا بعرضه في إحدى دور العرض الكبرى بالإسكندرية؟
ربما ..!
عندما تكون قادراً على رؤية الأشياء كما هي، بوضوح شديد، وأنت تتجول في الوطن العربي الكبير؛ تكبر مأساتك، وتصبح معرّضاً أكثر من سواك للجنون.
البصيرة النافذة وبالٌ على صاحبها إذا كان من مواطني العالم الثالث، لأنه محاصر ويعرف أنه محكوم عليه داخل بلده بملايين العوائق التي تمنع ملكاته الفذّة من الانطلاق كي يتمكّن من إبداع العالم وفق رؤاه الشفيفة، وبخاصة أنه يقطن بلداً محاصراً بحيتان العالم الجديد.
القلم ترجمان القلب المعبر عما يعتلج فيه بمداد الكلم، وصوت العقل الناطق على صفحات الورق، يحكي ما تجيش به النفوس من مشاعر وعواطف، وما يعتريها من أحاسيس وانفعالات، ولذا فلا غرو ان كان القلم أحد اللسانين، وحظي بما حظي به من قصائد وخطب ومقالات تشيد به وتعدد فضائله الكبيرة وتستعرض محاسنه الجمة، غير ان للقلم بيانا لا يفطن له كثير من الناس، انه ضرب من البيان اللاشعوري تكشف عنه طريقة الكاتب في رقم كلماته وتحبيرها، فخلف خط كل منا دلالات ورموز تنطوي على أسرار قد يجتهد البيان المكتوب في اخفائها غير ان الأسلوب الذي يتبعه البنان عند خط الحروف والصورة التي يقبض بها على اليراع تظل سمة خاصة مميزة يصعب التخلص من سلطانها القاهر والتملص من تلقائيتها الصادقة.
جعفر عباس
كتبت الزميلة الشرق الأوسط وأختها في الرضاع "الاقتصادية" - ولابد هنا أن أشكر الدكتور فهد الدخيل مدير عام الشركة السعودية للتوزيع فقد قرأ في هذه الزاوية عن حزني لأنني لا أرى مقالاتي منشورة لأن صحيفة "الوطن" لا توزع في دولة قطر وصار يزودني بها يوميا، بل صرت أقرأها في بعض الأيام قبل القراء الذين يعيشون في شمال المملكة العربية السعودية - المهم أن الصحيفتين كتبتا يوم الأول من أمس عن كشف أثري مهم في شمال المملكة، حيث عثر علماء الجيولوجيا على هيكل عظمي لديناصور، وبكل ثقة تحدثت الصحيفتان عن كيف أن الديناصورات انقرضت قبل ملايين السنين، ولا أدري كيف توصلت الصحيفتان إلى هذا الاستنتاج الساذج، لمجرد أن علماء جيولوجيا أو آثار عثروا هنا أو هناك على عظام ديناصور.
تعيش الأنتليجانسيا العربية في الغرب حالة من الخيبة والتراجع شبيهة بتلك الحالة التي كانت عليه هذه الانتيليجانسيا في موطنها الأصلي , ورغم أن هذه النخبة غادرت موطنها الأصلي باتجاه عواصم المنفى بحثا عن الهامش الواسع للحريّة والإبداع إلا أنها أصيبت بخيبة أمل كبيرة بل الأكثر من ذلك أنه تعطّلت لديها حركة الإبداع وذلك يعود لأسباب عديدة منها فقدان النسيج الثقافي العربي حيث أغلب العرب الموجودين في الغرب تهمهم العملة الصعبة أكثر من الهم الثقافي والقضايا العربية , ومنها إنقطاع تواصل هذه النخبة مع المنابر الإعلامية والثقافية العربية الأمر الذي أدى بها إلى أن تعيش عزلة حقيقية انعكس كل ذلك على أدائها الإبداعي الذي انطفأ مع مرور الإيام والشهور.
لم يتطلب الأمر سوى أن يعلن "غوغل" أنه "يعتزم" زيادة سعة بريد Gmail التابع له - وغير المفتوح للتسجيل العام- إلى 1 غيغابايت، حتى تهب أريحية بقية مزودي البريد في خطوات استسباقية مضاعفين سعة صناديق البريد التي يقدمونها إلى أضعاف مضاعفة.
يبدو أن الليلة لا تشبه البارحة، فجميعنا نتذكر ما فعله "ياهو" في السابق حين خفض سعة بريده من 6 إلى 4 ميغابات للمشتركين الجدد بنطاق yahoo.com في حين بقيت ال 6 ميغابايت متوفرة للمشتركين في خدمات "ياهو" المحلية ك"ياهو" الفرنسي و "ياهو" المملكة المتحدة.. سبق ذلك خيبات أمل كثيرة و كبيرة سببها "ياهو" لمشتركيه منها طلبه رسوما لاستخدام بروتوكول POP الذي يسمح بنقل الرسائل من المزود إلى برامج مكتبية للبريد الإلكتروني ك"آوت لووك". اليوم "ياهو" هو أول الواصلين إلى ساحة الوغى التنافسية حيث رفع سعة بريده إلى 100 ميغابايت وأرفق معها تغييرات في تصاميمه.