يسألني العديد من الأهل والزملاء الذين ألقاهم عما سأكتبه في مقالي القادم ، وللأمانة فإن هذا السؤال يشغل بالي أنا أيضاً ، حيث يصبح حال الكاتب والشاعر وحتى رسام الكاريكاتير في هذه الأيام كحال ( خراش ) الذي خرج ليصطاد ظبياً في البرية فإذا بالظباء تتقافز أمام ناظريه ، فتارة يعزم على صيد هذا الظبي وتارة يصوب سهمه نحو ذاك حتى انقضى النهار ولم يصطد شيئاً ! فخلد الشاعر العربي حاله في بيت شعرٍ قال فيه :
تكاثرت الظباء على ( خراش ) ،،، فما يدري ( خراش ) ما يصيد
قتلته الآه
قتلته جوه الحانة شنابات الشاويش
قتلته الناس اللي غرقانة بهومها في النبيت
قتلته الدوسيهات في دواليب الحكومة
قتله الطفل اللي مش لاقى الفطار
عبد الرحمن الأبنودي
إن تاريخ الحركة الاشتراكية المصرية تاريخ طويل يمتد على مدى أكثر من 84 سنة وهو ملئ بالبطولات والشهداء ولكنني سأركز هنا على شهداء جيل السبعينات ، هذا الجيل الذي جاء في موعد مع القدر ، تفتحت عيناه على هزيمة المشروع الناصري واحتلال شبه جزيرة سيناء ، وكان له موقف من الناصرية كما كان له موقف من التحريفية السوفيتية والجمود العقائدي الصيني. إنه جيل شاب قبل أوانه ، بدء وجوده الحقيقي مع انتفاضة عام 1972 وميلاد اللجنة الوطنية العليا في جامعة القاهرة وبداية مرحلة جديدة من تاريخ الحركة الاشتراكية سميناها وقتها الحركة الثالثة لنميزها عن المراحل التي سبقتها وانتهت بحل الحزب الشيوعي المصري والانضمام لتنظيم الناصرية " الاتحاد الاشتراكي " والتي كانت تسمي الحركة الثانية أو الحلقة الثانية.
يعيش البيت العربي وضعا انفلاتيا في مشاهدة القنوات الفضائية التي اقتحمت البيوت دون استئذان وشاركت الأسرة في خصوصياتها وفي أدق علاقاتها الاجتماعية. وبدأت العلاقة بين أفراد الأسرة تأخذ شكلا مغايرا للمفاهيم الأسرية التقليدية فأصبحت القنوات الفضائية شريكا للأسرة والمدرسة في تربية النشء إن لم تكن هي الأول في هذا السياق. فهي تحدد للأسرة مواعيد تناول الطعام ومواعيد الزيارات والتواصل الاجتماعي. فمن أجل مباراة كرة قدم مثلا يمكن لرب الأسرة أن يلغي كل الالتزامات العائلية وكل المواعيد مع الأصدقاء. فما بالك بالأطفال الذين يقضون الساعات والساعات في التنقل بين القنوات الفضائية بلا حسيب أو رقيب ويشاهدون البرامج الغث والسمين منها. وفي أيام العطل والإجازات أو في رمضان يصلون الليل بالنهار في مشاهدة البرامج والمسلسلات بصورة مذهلة لا يتركون مهلة حتى لالتقاط الأنفاس.
في فيلم انجمار برجمان الذي بات علامة فارقة في تاريخ السينما العالمية : " الختم السابع " عندما يواجه البطل نهايته ، يدعو ملك الموت إلى مباراة شطرنج بلا أمل ..
أترى هل نحن نلعب الشطرنج في الرابع أم الخامس أم السادس .!؟ ومتى ستنتهي لعبة الشطرنج ونصل الاستواء السابع وتنتهي مسرحية الأسئلة العبثية !؟
رغم مرور أربعين سنة على استقلال الجزائر، ورغم أنّ كل الدساتير الجزائرية السابقة المنسوخة والراهنة تقرّ أنّ اللغة الرسميّة في الجزائر هي اللغة العربيّة إلا أنّ الطابور الخامس الفرنكوفوني الذي لا يؤمن بعروبة الجزائر وانتمائها العربي ظلّ يعرقل تكريس اللغة العربيّة في الواقع السياسي والتربوي والثقافي والإعلامي والاجتماعي. ومن المفارقات الجزائريّة أنّ الجزائر التي قدمت مليوناً ونصف مليون شهيد من أجل عروبتها وإسلامها يخرج منها كاتب كمولود معمري الذي كان يعتبر الفتح العربي للجزائر غزواً واستعماراً، أو كاتب ياسين الذي كان يطالب رسول الإسلام محمّداً صلى الله عليه وسلم بالخروج من الجزائر، أو وزير التربيّة الأسبق مصطفى الأشرف الذي كان يعتبر اللغة العربية أفيون الجزائر وعاملاً من عوامل نكستها.
هذا هو السؤال الرئيس الذي نجح الكاتب د.ساجد العبدلي مشكوراً في إيصال إجابته لي ولمجموعة من الزملاء والزميلات ، الذين شاركوني حضور دورة (المقال الصحفي ) التي ألقاها الدكتور الفاضل ضمن فعاليات موسم الدورات التدريبية للنادي الصحفي في الاتحاد الوطني لطلبة الكويت / فرع الجامعة ، والتي أقيمت تحت عنوان مميز هو : نحو صحافة طلابية قادرة وبرعاية كريمة من معالي وزير التعليم العالي د.رشيد الحمد .