استشهد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، ولحق برفيق دربه الشيخ أحمد ياسين، وانفتحت صنابير التنظير ونصبت سرادق العزاء، وكان الكلام الرسمي الذي قيل في استشهاد الرنتيسي أكثر إثارة للحزن من فقده فقد دخل الشهيد ساحة النزال وهو يعرف أن رأسه مطلوبة، ولكن مناضلي الصالونات الذين يزلزلون "المايكرفونات" قالوا كثيراً مما مثير للشفقة والسخرية: شارون قتل الرنتيسي بعد عودته من واشنطن وكانت العملية بمباركة من الرئيس جورج بوش... يا للعبقرية وسرعة البديهة! هل كنا بحاجة إلى دم الرنتيسي لنعرف كم أمريكا والغة في دمائنا؟
ما كاد الغبار ينقشع عن مسرحية الاستفتاء حول خطة الانسحاب الأحادي من قطاع غزة سرعان ما "عادت حليمة إلى عادتها القديمة" وانطلقت تصريحات المسؤولين الفلسطينيين يدعون شارون للعودة إلى طاولة المفاوضات. فرئيس الوزراء الفلسطيني أعرب عن أمله أن يؤدي رفض حزب الليكود لخطة الانسحاب إلى تحسين فرص التوصل إلى اتفاق سلام عن طريق المفاوضات. مستشار الرئيس الفلسطيني دعا الكيان الصهيوني إلى "العودة إلى طاولة المفاوضات لتطبيق خارطة الطريق". ودعا الدكتور صائب عريقات الولايات المتحدة الأمريكية إل سحب وإلغاء رسالة الضمانات التي أعطتها لشارون وطالب الرئيس الأمريكي، الغارق إلى أذنيه في العراق وفي الانتخابات، العمل على عودة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والكيان الصهيوني من أجل تنفيذ خارطة الطريق.
أخي القارئ وأختي القارئة : أتابع معكم اليوم جانباً آخر من الذكريات الجميلة التي قضيتها في رحاب مكة المكرمة بصحبة وفد عمرة الاتحاد الوطني لطلبة الكويت / فرع الجامعة السنوية التي تمت في شهر فبراير الفائت ، بعد أن تطرقت لأسباب نجاح مثل هذا المنشط السنوي في المقالة الأولى سأستعرض بعضاً من محتواها الممتع والمفيد ، عبر استعراضي لمجموعة من الأسماء الكريمة التي شاركت في هذه العمرة المباركة :
1- الشيخ أحمد القطان : الذي يقوم حفظه الله مشكوراً بالمشاركة في عمرة الاتحاد السنوية منذ عام 1980 وحتى الآن ، وتراه طوال أيام العمرة شعلة من النشاط والهمة - نسأل الله أن يبارك فيها - والتي تحرجنا نحن الشباب !
كلما قرأت عن سيرة اليهود على كثرة جرائمهم وتقززي منها ..شأني شأن أي مسلم له خلفية مسبقة حول مسار حياة اليهود على مر العصور .. إلا ووجدت نفسي محتارا بين خطنا كأمة تدعي أنها خير من الناس وان لها منهج رباني متميز عن كل المناهج وبين خط اليهود الذين أوصلوا الفكرة إلى قاع الفعل ومازجوا بين النظرية والتطبيق.. فسادوا ثم سوَّدوا حياة الآخرين.وعلى تلفيقات هذا الجنس الذي عوّم
يجمع العرب والمسلمون الذين يجاوز عددهم المليّار على أنّ الكيان الصهيوني يصرّ على إذلالهم وتحطيم كرامتهم والدوس على مقدساتهم و ذبح رجالهم ونسائهم وأطفالهم و إحراق قراهم وإستئصال زيتونهم وأسر قبلتهم الأولى و تهويد هويتها و سرقة مياههم وأرضهم .
وأمام هذه الغطرسة الصهيوينة يتوزّع المنطق السياسي العربي والإسلامي في كيفية التعاطي مع الكيان الصهيوني الغاصب على محورين:
كثير من القرارات التي تصدر في هذا البلد تجعل الحليم حيران حقا! فلا يستطيع ان يستوعبها ليعرف مسبباتها ومسوغاتها، والظروف التي اقتضت صدورها على هذا النحو وفي هذا التوقيت بالذات، ولذا فإن المشكلة لا تكمن في قرار ارتجالي بعينه بل بالآلية التي تتم عبرها صناعة القرار بصفة عامة، وفي بعض الاحيان تسير الامور في صورة منكوسة معكوسة تشبه التفكير ببناء الدور الرابع من مبنى قبل التفكير بوضع اسس الدور الارضي!! وما القرار الصادر بإغلاق كلية الشريعة ودمج ما يمكن دمجه من اقسامها العلمية بكلية الحقوق إلا نموذج معبر عما نعيشه من قرارات فطيرة غير نضيجة لم تختمر تصوراتها بعد في اذهان صانعيها!