شهدت فترة أواخر القرن العشرين عدة متغيرات دولية من أبرزها: أزمة اقتصاديات شرق آسيا عام 1997، ثم أزمة اقتصاديات أمريكا اللاتينية عام 1998، كما جاء صعود أحزاب يسار الوسط إلى سدة الحكم في العديد من دول أوروبا مثل بريطانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة؛ للإعلان عن تيار الطريق الثالثة التي جاءت لأخذ طريق وسطى بين النموذجين الرأسمالي والاشتراكي.
ولقد تعمقت أزمة الرأسمالية الليبرالية عندما لوحظ أنه بعد مرور ما يقرب من خمس عشرة سنة على فرض برامج التكيف الهيكلي على دول أفريقيا ما تحت الصحراء الكبرى، فإن هذه البرامج لم تحقق النتائج المنشودة، ثم جاءت الأزمة المالية العالمية عام 2007، وما صاحبها من كساد اقتصادي عالمي. كما شهدت هذه الفترة تراجعًا عن العولمة من: تعثر مفاوضات تحرير التجارة العالمية، وتعثر جولة الدوحة، وتراجع ريادة نموذج اقتصاد السوق الحر؛ حيث أخذت الانتقادات تتصاعد للعولمة وما جلبته للاقتصاد العالمي ولاقتصاد الدول.
لم يأتِ اختياري لهذا الموضوع اعتباطًا أبدًا، بل جاء من شعوري بأهمية هذا الموضوع، فالتربية البيئية: عملية مستمرة مدى الحياه تبدأ مع الطفل في الأسرة حيث يغرس الوالدان الأخلاقيات وآداب السلوك وبذور الاتجاهات التي تتكون في الأسرة تجاة البيئة، ثم تقوى هذه الاتجاهات في المراحل الدراسية المختلفه، غير أن البدء بالتربية البيئية في الأسرة يشكل أهمية كبيرة وذلك لطبيعة هذه المرحلة حيث يكون الطفل سهل التشكيل ولديه القدرة على الاستجابة للمفاهيم الجمالية لكل ما يحيط به من نبات وحيوان مما يؤثر على سلوكة نحو البيئة في المستقبل.
أحببت أن أعلق على هذا الكتاب الهام للشاعرة جمانة حداد لسببين: أهميته، وكونه يسلط الضوء على جانب مظلم في الشعر المعاصر خاصة الشعر العربي، حيث تبقى حياة بعض الشعراء طلاسم يصعب على قارئ الشعر فك خيوطها، وفي ثقافتنا العربية ميل كبير إلى التعتيم حتى لقد ألفنا حياة العتمة وتعودنا عليها فأصبحت قيمة من قيم حياتنا الفكرية. وكتاب جمانة حداد من الكتب التي تضيف رصيدًا إلى مكتباتنا، فلقد بذلت الكاتبة الشاعرة جهدًا مميزًا، وحسبك أنها أتت على قرن كامل من الشعر في الشرق والغرب تترجم لحياة الشاعر وتثبت نتفّا من أشعاره من لغتها الأم وهو جهد مضاعف قامت به مع بكل تقدير.
وهؤلاء الشعراء من القرن العشرين قد اختاروا أن يرحلوا بإرادتهم لأسباب عدة خاضت الكاتبة في تفاصيلها، فكشفت الستار عن كثير من الغامض والمبهم، واصطنعت عنوان قصيدة لشاعر إيطالي رحل بإرادته كذلك، وهو "تشيزاري بافيزي" 1908/1950 عنوانًا للكتاب، وعنوان قصيدته: "سيجيء الموت وستكون له عيناك"، وكنت في إحدى مقالاتي في كتاب "وهج الأربعين" قد عرجت على هذه الظاهرة وتحديدًا في مقالة "بيدي لا بيدك عمرو" كنت قد عرجت على ظاهرة الانتحار في أدبنا الحديث، وذكرت في جملة من ذكرت الشاعر أحمد العاصي وصالح الشرنوبي من مصر، والشاعر الكبير خليل حاوي من لبنان.
تسير في الطريق الفسيح، وتتمتع بالمناظر الجميلة على جانبيه. تتوقف قليلا لتلوح بيديك لمن تراهم على الجانب الأيمن. فجأة، تحس بأن شيئا يتحرك أسفل قدميك. إنه خُلْد مزعج ظهر من حفرة على جانب الطريق. يطل من الحفرة تارة، ويختبئ تارة أخرى بشكل يفقدك أعصابك ويفسد عليك الاستمتاع بالمنظر. تكتشف أن لديك مطرقة خشبية كبيرة في يدك. تهوي بها عليه، فيرتد إلى حفرته مذموما مدحورا.
تكمل السير، وإذا به يظهر مرة أخرى على جانب الطريق الأيسر، فتعامله كما عاملته من قبل. ثم تكمل مسيرتك ظانا أنه ارتدع. يبدو أنه ارتدع فعلا، إذ لم يظهر منذ مدة. تسير مزهوا بانتصارك عليه، فتجد نفسك تهوي على الأرض متعثرا بشي ما. تعسا! إنه الخُلد المزعج مرة أخرى، لقد ظهر هذه المرة من بين قدميك دون أن تنتبه له، فأسقطك سقطة موجعة.
كم هو محزن أن تجد مسلمًا لا يحفظ سورة الفاتحة، لا يعرف معناها ومعنى آياتها، لا يتدبر حروفها، لا يتفكر في معانيها! سورة الفاتحة، تلك السورة التي تقرأ في اليوم 17 مرة، لو وقفنا عند معنى واحد من المعاني الكثيرة التي تحويها سورة الفاتحة، هذه السورة القصيرة، لكان لنا شأنًا في هذا العالم.
القرآن الكريم مليء بالقوانين التي تنظم الحياة، حياتك أنت يا أخي، القرآن هو دستور الحياة، منهج الحياة، خارطة الحياة، بالقرآن نفهم الحياة، بالقرآن نسعد، بالقرآن نحيا، بالقرآن نرتقي.
الصفحة 93 من 432