انسحب الأكراد من مؤتمر اسطنبول بحجة أنهم يطالبون بإزالة كلمة "العربية" من اسم الجمهورية العربية السورية، هذا أغرب موقف يصدر عن الأكراد السوريين والعرب برأيي! فالأكراد نسلاً وعرقا هم مشوبين بالعروبة، وهم مخطئون، إنهم يقلدون أكراد العراق الذين فصلوا العروبة عن مناطق تواجدهم في الشمال، لكن العروبة شرف ورفعة حتى للأكراد جميعهم ونخبرهم بأنهم بحاجة للعروبة أيضًا، وسوف يكتشف بعضهم صحة ما أقوله بعد عقود أو قرون.
تولى قبل أيام الدكتور نبيل العربي وهو مواطن مصري منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، وهو المنصب الذي شغر بانتهاء ولاية عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية، والذي وصفت سنوات ولايته الست بأنها عجاف جراء سوء الأوضاع العربية على كافة الصعد المختلفة.
ليس من نافلة القول الحديث عن عقم مؤسسة جامعة الدول العربية في شكلها الحالي. لقد فقدت هذه المؤسسة مصداقيتها أمام الشعوب العربية التي تطالب بإصلاح جذري لها، وإعادة هيكلتها بما يخدم مصالح الأمة العربية التي تضررت كثيرا جراء حالة الجمود التي ابتليت بها. إن الجماهير العربية تسأل الله العلي القدير أن تكون ولاية أمينها العام الجديد فيها صلاح هذه المؤسسة.
عرفته، فأحببته، فتغير كل شيء!
نعم بكل بساطة، تعرفت إليه حديثًا، لم أكن أعرف كم جميل وحنون وعظيم هو، لم أكن أعرف كم تعب وصبر ليوصل إلي وإليكم أثمن الهدايا، لم أعرف يومًا مدى حبه لي ولكم، ما عرفت يومًا أنه كان أكثر الناس تبسمًا حتى أن صاحبه عبد الله بن الحارث يقول: "ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم." أما عرفتم من هو ذاك العظيم الذي أحدثكم عنه؟ هو أحب الناس إلى قلبي، هو رسولي ونبيي الكريم محمد عليه صلوات الله وسلامه.
عندما كنا صغارًا كانوا دائمًا ما يسألوننا: "من أكثر من تحبين؟" وكان الرد الذي يجب أن نرد به والذي حفظناه عن ظهر قلب: "أحب الله ورسوله أولاً ، وأحب ماما وبابا..." وهلم جرّا. لم أعي يومًا ذاك الجواب، أو بالأحرى الكلمات الأولى من ذلك الجواب، إلا بعدما عرفت -محمد صلى الله عليه وسلم- ومن يكون، هو ذلك الرجل الخلوق الكريم، هو ذلك النبي الشجاع الحليم، هو ذلك الأب القائد العظيم.عزيزتي الثورات، جلست أحصي فوائدك العظيمة وأتأمل مزاياكِ الفريدة وأمحص معانيكِ الجديدة فوجدت ما وجدت!
- في الأمس يا عزيزتي، كنا نتهامس ونقول: انتبهوا "للحيطان آذان"، واليوم يا عزيزتي، أصبحت "الحيطان" تتكلم وتقول: اصدحوا ولتسمع "الآذان"!
- في الأمس يا عزيزتي، كان أهلنا يتذمرون من طول جلوسنا على "النت"، واليوم يا عزيزتي، أصبحت أمي "فيس بوكية" وأبي يتساءل: "ما جديد الثورة في النت؟"
- في الامس يا عزيزتي، كان يحكي الرجال في الديوانيات عن أخبار المباريات وأحدث السيارات، والنساء في التجمعات يحكين عن آخر الموضات والصرعات، وأنت اليوم أيتها الثورات وحّدتِ حديث الساحات، غريبٌ ما صنعتِ!
كنّا صغارًا ونحن على مقاعد الدراسة ننهل من ينابيع العلم الصافية، عودنا طريٌّ، ضحكاتنا ربيع يزيِّن البيوت وينعش النفوس، أحلامنا إشعاع نوراني شفاّف، أفراحنا حقول مفروشة بالورود والرياحين، ولما شبَّ عودنا وانتفضت قاماتنا، اكتسبنا الكثير من المقولات والمفاهيم، اكتسبنا زادًا يفوق سنَّنا، اكتسبناه من البيت والحي والمدرسة والشارع، التقطنا كالطيور كلَّ كلمة تلامس أسماعنا، لتعبُر عميقًا وتمضي بخيلاء كي تجد مستقرّا لها في قلوبنا وعقولنا. كنّا نُقبل على الحياة بنهم رغم صخبها وقساوتها، لا ندير لها ظهرنا بل نتحصَّن بها، ولكن عندما وقفنا أمام مهمات الحياة ودخلنا معتركها -ومعترك الحياة يدعوك لتوظيف ما اكتسبته وادّخرته- بحثنا عن تلك المقولات التي مازالت تشع في أعماقنا، بحثنا عنها دون كلل، نقبنا عنها في مسامات الصحف والمنابر والأرصفة، استعرنا مواقف مَن درسونا وأعطونا بسخاء وحب، وجدنا متعة لا تجاريها متعة، وشعرنا بنشوة الوقوف والوجود أمام كل المعوقات التي تُرمى في طريقنا.
الصفحة 98 من 432