طرح Osborne وGaebler مفهوم إعادة اختراع الإدارة الحكومية في أوائل تسعينيات القرن المنصرم، وقدما نموذجًا لدور الإدارة الحكومية؛ بحيث تكون: حكومة إنجاز مهام تركز على النتائج وليس القواعد، وحكومة مشروعات (حيث يكون الكسب أكثر من الإنفاق)، وحكومة حافزة تركز على التوجيه أكثر من التنفيذ، وحكومة تعمل بأسلوب الوقاية بدلاً من العلاج، وحكومة تنافسية تدخل المنافسة في تقديم الخدمات، وحكومة تضع الميزانية على أساس الأداء، وحكومة تتجه نحو التجديد والابتكار. ثم قدم Osborne مع زميله Plastric مفهومًا آخر يدعم مفهوم إعادة الاختراع وهو مفهوم "التخلص من البيروقراطية"؛ حيث كان منطقهم هو ضرورة تغيير العنصر الوراثي DNA للنظام وهو يشمل الهدف الذي يسعى وراءه أي نظام إداري ونظمه الخاصة بالمسؤولية وهيكل سلطاته وثقافة النظام. ذلك أنه تكمن وراء تعقد النظم الحكومية بعض الفعاليات الأساسية القليلة التي تجعل المؤسسات العامة تعمل بالطريقة التي تعمل بها، وأن هذه الفعاليات قد أرسيت منذ زمن طويل لخلق أنماط بيروقراطية للتفكير والسلوك، وأن تغيير الفعاليات -أي إعادة كتابة الشفرة الوراثية- يؤدي إلى التغيير الذي يتم عبر النظام بأكمله.
كتبت إلينا السيدة الفاضلة سها جلال جودت تسألنا كما سألت غيرنا من الكتاب أن نتحدث عن طفولتنا وعن البيئة التي نشأنا بها وظلال الأسرة والمطالعات الأولى تمهيدا لنشرها في كتاب
خاص ستصدره الكاتبة بعنوان" الأدباء يتحدثون عن طفولتهم" وربما أستبق الحدث فيما يخصني ولأنني لا أحتفظ بأشياء لنفسي فإنني أنشر ما أرسلت به إلى السيدة الفاضلة ليطلع عليه القراء الأكارم.
إبراهيم مشارة
لقد أسماها الراحل جبرا إبراهيم جبرا "البئر الأولى" وقيل" الإنسان طفل كبير"، ربما تتحدد مصائرنا في طفولتنا ففيها قبسة الذكاء أو تبلد الفكر، نبالة النفس أو خستها، شجاعة القلب أوجبنه ،عشق الجمال أو عدم الإحساس به ،حب الحرف أو عشق الدرهم، الوحدة أو الاجتماع، التفكير أو التسليم ،نبش بطون الألفاظ أو التسليم بحرفيتها.
يعد سفر القضاة من أهم الأسفار التي تجسد فكرة الخلاص في العهد القديم، كما يرسم سفر القضاة صورة واضحة المعالم لشخصية المخلص، من الناحيتين الدينية والسياسية.
ويعد الخلاص من أهم الأفكار التي بنيت عليها الديانة اليهودية كما يعكسها العهد القديم، وترتبط فكرة الخلاص بفكرتي الاختيار والعهد؛ فقد اختار يهوه إسرائيل شعبا له دون سائر الشعوب، وعلى الشعب المختار أن يلتزم بالعهد المقطوع بينه وبين الرب، وهذا العهد ينص على التزام هذا الشعب بوصايا يهوه وعدم الشرك به من جانب، ومن جانب آخر يتعهد يهوه بحماية شعبه من جميع المخاطر ويمكنه من الاستقرار في الأرض التي أعطاه إياها ميراثا.
لكن إذا ترك الشعب يهوه وهجر وصاياه سوف يحل به العقاب الإلهي، ويظهر العقاب الإلهي إما في صورة كوارث بيئية طبيعية أو عن طريق عصا الرب المؤدبة لشعبه وهى باقي شعوب الأرض حيث يدفع الرب شعبه ليد تلك الشعوب فتتسلط عليهم.
لطالما إشتهرت مصر بإستتباب الأمن ووجود الأمان فيها عبر قرون من الزمان بجذور ضاربة فى عمق التاريخ المصرى والإنسانى منذ آلاف السنين.
فدائماً ماكان الأمن والسلم والتضامن الإجتماعى سمة أساسيًة، وصفة جوهرية تميًز بها مجتمعنا فى جميع الأوقات، بل وفى أحلك الظروف والأزمات التى مررْنا بها.
فحين أعودُ بذاكرتى إلى الوراء متذكراً كارثة الزلزال المروًعة التى حلًت بمصر فى عام 1992, وكنت لم أتجاوز العقد الأول من العمر وقتها؛ أسترجعُ ما حدث للمواطنين من قسوة المعاناة بعد إنهيار منازلهم وضياع أمتعتهم، وإفتقاد ذويهم تحت أنقاض البنايات المحطمة، وتشرد قطاع عريض منهم مما ساق كثير من الأسر والعائلات إلى إفتراش الشوارع والميادين العامة بل واللجوء إلى المقابر فى بعض الحالات، بحثاً عن الأمان والإستقرار المفقود بعد الكارثة.
ما من شك أن ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر قد أحدثت تغييرًا كبيرًا -وإن لم يكتمل بعد-، بل وانقلابًا فى المفاهيم العامة للسياسة وإصطلاحاتها المعروفة لدى الساسة المخضرمين محترفى اللعب بالألفاظ من أجل توجيه الرأي العام إلى ما يصبون إليه من أفكار لحساب مآربهم الخاصة وغير المعلنة. من يتصور أن الثورة قد انتهت أو أن ما تم إنجازه هو ذروة ما يمكن لها أن تحققه؛ فهو واهم وغير مدرك تمامًا لما يطفو على سطح المشهد السياسي والاجتماعي في الشارع الآن، والذي يمكّن لمن لديه ولو قليلاً من القدرة على قراءة المشهد الراهن واستقراء الأوضاع، وإلقاء نظرة سريعة على التاريخ الثوري للشعب المصري، وماذا كان يفعل بمن كان يستبيح حقوقه عند نفاد صبره المعهود.
الساحة العربية في حالة غليان واضطرابات مقلقة .وكأنّها على بركان حانق ,لايعرف الخمود , أو استيقظ بعد نوم مديدعلى جنباتها التي أدمنت الثبات والسّبات.استيقظ ليقذف حممَه فوق ملايين العرب وأسرّتهم التي ضجرت من ركونهم,لقد استولت عليهم الغفلة ولعقود وقرون طالت , استسلموا فيها للتّنظير والبكاء على الماضي والتغنّي به . راحوا فيها بعيدا بحثا عن آراء وخلافات ولّدت اختلافات زعزعت العقل الذي أصبح معتقلا . ليت النقاش والخلاف والتنظير ولّد أو أنجب حالات فاعلة منتجة ومنشّطة , فقد انعكست الحالة وتحوّلت إلى صيغة قاسية وأحكام قطعيّة جائرة من تكفير وتخوين وزندقة وعمالة وآخرها الإرهاب والسّلفية .كلّ هذا دون تأكّد ودون دراية لطبيعة هذه التّهم وما تجرّ على المجتع, وذاكرة أبنائه الذين اكتفوا بعناوين الصّحف والأخبار ورؤوس الموضوعات , فأنتجوا ثقافة الخبر المتداول . واحترق معنويّا وحقيقةً الكثيرون ممّن ظنوا المناخات مناسبة ومعافاة وحدّث عن النتائج ..
الصفحة 99 من 432