بإرادة وعزم وتصميم ، تمكنت سفينتا الحصار " غزة الحرة ، والحرية " من الوصول إلى غايتهما ، وهي غزة المحاصرة ، بغية كسر الحصار المفروض على قطاعها منذ ما ينوف عن خمسة عشر شهرا 15 ، أو على الأقل كسر بعض ما أتى به الحصار من ويلات ومصائب وكوارث . وقد استقبلت هاتان السفينتان بالود والترحاب ، والعناق ونشر أكاليل الزهور .
وأخيرا تحركت وبعد وقت طويل مساحة من الضمير الإنساني . وقد ظهر ذلك من خلال التعبير القوي الحازم الذي لا يدانيه أدنى شك ، عن الإرادة الإنسانية إلى فك الحصار عن أولئك المحرومين والمحاصرين في القطاع . إنه كان ولا يزال حصارا على مسمع الدنيا ومرآها . لقد كان حصارا من مؤسسات دولية ولا دولية ، حكومية ومدنية . إن الذين بدأوا هذا التحرك يستحقون كل تقدير في المعنى والمبنى . ويستحقون أن تتوج رؤوسهم بأكليل الزهور .
مع دخول شهر رمضان من كل عام يتجدد الحديث عن هذا الشهر الفضيل وعن هذه العبادة العظيمة التي جعلها المولى جلّ وعلا ركنا أساسيا من أركان الدين الخمس.
وابتدءا نقول إن العبادات في الإسلام ليست أوامر جافة ولا طقوس جامدة ولا حركات صمّاء تؤدى بنسق رتيب وممل ،ولاهي صور خاوية مجتزئة من هنا وهناك، وليست كذلك أعمال كيفية تتحكم فيها رغبات ذلك الشخص أو تلك الجماعة وكما هو حاصل مع كل أصحاب الديانات والفرق عدا المسلمين طبعا.
التحقيق الذي سوف تجريه السلطات المصرية في جمهورية مصر العربية ، ودعوة السلطات المغربية في المملكة المغربية لإقالة وزيرة الشباب والرياضة ، وذلك فيما يخص هذا " الإنجاز " الذي حققه الرياضيون على مستوى الأقطار العربية ، والذين شاركوا في ألومبياد بيجين 2008 ، له ما يبرره .
((إنني عدت من الموت لأحيا.. فدعيني أستعر صوتيَ من جرحٍ توهّج
و أعينيني على الحقد الذي يزرع في قلبي عوسج
إنني مندوب جرح لا يساوم
علمتني ضربة الجلاد أن أمشي على جرحي..و أمشي.. ثم أمشي .. و أقاوم! ))
الصفحة 181 من 432