إن تنشئة الطفل وتربيته على الاعتزاز بالهوية وعلى الشعور بالانتماء الحضاري والإنساني مع التشبع بثقافة التآخي والتسامح واحترام وحب الآخرين والانفتاح على المجتمعات الأخرى ونبذ التعصب بجميع أشكاله الدينية والمذهبية والطائفية والعرقية هي مسؤولية الحاضنة الأولى للطفل أي الأسرة ومن ثم المدرسة والمجتمع بصورة عامة.
ولتحقيق هذا الهدف ينبغي على الأسرة والمدرسة بصورة خاصة والمجتمع بصورة عامة التركيز على تكوين شخصية استقلالية معتزة بنفسها وصادقة وواثقة ومتواضعة وبعيدة عن التعصب بجميع أشكاله.
أظهر استطلاع مشترك للرأي العام الفلسطيني والإسرائيلي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (رام الله) ومعهد ترومان لأبحاث السلام في الجامعة العبرية ونشرت نتائجه اليوم أن الفلسطينين والإسرائيليين يختلفون حول كيفية المُضِيِّ في المسيرة السلطية في المرحلة القادمة.
وهدف هذا الاستطلاع الفريد من نوعه إلى فحص آراء الفلسطينيين والإسرائيليين حول كيفية المضي في المسيرة السلمية ومواقفهم تجاه المصالحة بعد وفاة الرئيس ياسر عرفات، وهو الحادي عشر الذي يجريه المركزان ضمن مشروع بحثي حول الرأي العام لدى الطرفين، حيث تم إجراء الاستطلاع الأول في تموز (يوليو) 2000 عشية الانتهاء من قمة كامب دافيد.
إن النباتات تتميز عن الكائنات الحية الأخرى بخاصية نمو أجزاءٍ بديلة لما يقطع أو يحرق أو يذبل منها، فما أن تمسك غصن شجرةٍ ما وتكسره، حتى ترى خلال فترةٍ قصيرةٍ نسبيًّا برعمًا أخضر يانعًا ينمو من حيث قطع سلفه أو كسر! فسبحان الله العظيم وبحمده.
وإذا كان للناس نصيبٌ من أسمائهم فإنني أجزم بأن للبلدان كذلك نصيبٌ من أسمائها وألقابها، فها هو لبنان الشقيق يُرمز له بشجرة الأرز الشامخة في مرتفعاته والراسخة في ترابه، وها هم اللبنانيون يختارون ذات الشجرة شعارًا رسميًّا لبلدهم المعطاء، والنتيجة؟ أن البلد والشعب على حدٍّ سواء أخذوا من خصائص "الأرز" خاصة والنباتات عامة أحلى الصفات وأحسنها.
في يوم الأحد 12 فبراير الفائت مرت علينا بكل هدوءٍ ذكرى حدث كبير هو اغتيال مؤسس جماعة "الإخوان المسلمون" ومرشدها الأول الشهيد/ حسن البنا – رحمه الله، فقد تم اغتياله في ذات اليوم من العام 1949 ميلادي بمدينة القاهرة على أيدي مخابرات النظام الملكي السابق، وسبقت ولحقت تلك الجريمة محن عديدة مرت بها تلك الجماعة في بلد منشئها وخارجه، حتى وصلت الحال بقانون الجزاء السوري – الحالي – إلى النص صراحة على المعاقبة بالإعدام لكل من ينتمي إلى جماعة "الإخوان المسلمون" وبالحبس المؤبد لمن يعلن انشقاقه عنها وتبرؤه منها!
عندما وضع ابن خلدون أسس علم الاجتماع وضع – دون أن يدري – أسس "علم المستقبليات"، فمحاولة تجريد قواعد للعمران البشري كانت تعني بالضرورة اضطراد بعضها على نحو يتسم يقدر من الثبات، ومع الوصول لقوانين من هذا النوع يصبح التوقع في مداه القريب والاستشراف في مداه البعيد متاحًا. وبقدر ما تعد السياسة مواءمة بين متعارضات ومفاوضة بين خصوم يعد "التخطيط السياسي" للمستقبل مسعى للتحكم في العوامل التي تتفاعل على نحو حر لو تركت دون تدخل، وهنا نصبح أمام سبيكة من الإدراك الواقعي والخيال المحسوب والطموح إلى استباق الآتي.
لا شيء يبدو في الأفق القريب أو البعيد يستطيع حمل ولو قليلٍ من رذاذ الأمل، شبه المفقود لبقية الشعوب العربية التي ابتليت من غير أن تدري بحكم غريب الأطوار، غريب البنية، موبوء بفيروسات أيديزية، بعد أن ظنت نفسها هذه الشعوب المستضعفة قد حطمت قيود الاستغلال، واستنشقت عبير الحرية، بزحزحة آخر جندي من جنود الاحتلال، خارج الديار العربية. كما لا شيئ يعبر عن استقامة الأوضاع العامة لهذه الشعوب العربية رغم تبني "حكومة العالم"الشرطي "أمريكا" لمشروع الإصلاح الكبير داخل بيت الأنظمة العربية، و الذي تنكر لهذا الإصلاح زعماء العرب، وعدّوه إلى وقت قريب جدا ترفا فكريا، و أحلام يقظة تتلهى فقط بها الشعوب العاطلة والمقعدة.