فاطمة المرنيسي إحدى الباحثات المغربيات التي لا تخشى أن تنبش في الطابوهات لتحريتها والكشف عن خباياها تعمدت تجاوز مختلف العتبات المفروضة قسرا لتسليط الأضواء على كل ما تعتبر أنه يكنفه ظل ما. فاطمة المرنيسي أكدت نفسها كباحثة بجرتها إلى أن تجاوزت شهرتها حدود المغرب، وحصلت مؤخرا على الجائزة الإسبانية " أمير أستورياس للآداب" في أكتوبر 2003.
الحمَل كائن وديع مسالم لا يضمر شرا لأحد ولا يحمل في قلبه ضغينة ولا حقدا,هذا مع أنه مبتلى بأعداء كثر من أجناس شتى, فالإنسان يستطيب لحمه ويتفنن في طبخه وشيّه ,والسباع والضباع تجد فيه صيدا سهلا ,فحينما يفتك بها القرم – شهوة اللحم – فإن أول ما يخطر ببالها صورة الحمل المسكين! وللحمل قرنان صغيران معقوفان هما للزينة لا للنطاح,غير أنهما مع ما بهما من صغر وقلة الجدوى صارا موضع جدال وسجال,ففي النظام العالمي الجديد الذي يسيطر عليه الذئب الأكبر لا مجال للتغاضي عن الاحتمالات النادرة التي قد تهدّد الأمن
- الشرارةُ الأولى
بدأ بقراءات متعدّدة و لعلّ أكثر من أثّر في انطلاقته ،
الايطالي برونو ؛ وحدة الوجود و أنّ كلّ شيءٍ واحد في العلّة و العنصر و الأصل .. العقلُ و المادةُ شيءٌ واحد .. ذروة المعرفة لهذه الوحدة هي محبة الله .
ديكارت ؛ أنا أفكّر إذاً أنا موجود .. العقلُ هو الأصلُ به تُدرك الأحاسيس و وجوب معرفة العقل جيّداً قبل كلِّ شيء ، و الوجودُ ينحلُّ الى عنصرين عقلٌ و مادة. كلُّ العالم يفسّرُ بطريقةٍ آلية ميكانيكية ما عدا النفسُ و الروح ..
لاقت مقالتي السابقة التي حملت نفس هـذا العنوان أصداء طيبة ولله الفضل والمنة عرفتها ممن حرصوا على نقل وجهات نظرهم ، وقد أبرزت هذه الآراء مؤشرا هاما واستوجبت تنويها رئيسيا ، أما (المؤشر) فهو السعادة بتعدد الشخصيات والمؤسسات وجوانب الإبداع في عالمنا المعاصر وسط الكم الهائل من أخبار الحروب والكوارث والصراعات التي امتلأ بها إعلامنا المقروء والمرئي والمسموع ، وأما (التنويه) فهو بأن لفظ (وطني) الذي تضمنه عنوان مقالتي الحالية والسابقة إنما عنيت به الوطن بمفهومه الواسع سعة أراضي الدول الإسلامية جمعاء بل إنه يمتد لكل أرض وطأتها قدما مسلم أو مسلمة .
تشاء الأقدار أن يعرف الصراع بين جناحي حزب "جبهة التحرير"-وهو الحزب الحاكم- ذروته القصوى عشية الإحتفالات برأس السنة الميلادية الجديدة ،كما لو أنه بات ينذر بشرر كبير ستتطايرأجزاؤه في الأيام القادمة من العام الجديد، لتلقى به هنا وهناك، صانعا المزيد من "التراجيديا" في المشهد الجزائري ..
بعض الضالعين في معرفة خبايا البيت الجزائري يعتبر المشهد كله ، مجرد فعل مسرحي حبكت لعبة إخراجه بإمتياز،،ويعترف أنه قد حقق أهدافه النفسية والتكتيكية والسياسية،وشغل الناس حينا من الدهر، لينتهي وضع الحزب -كما خطط له- الى حالة تصالح وإلتئام ، ثم آداء وظيفة واحدة ، وهي مبايعة بوتفليقة لـ"عهدة ثانية" ليس إلا ..
كان قرار تجميد أنشطة جبهة التحرير الوطني بكل أرصدتها المالية من طرف القضاء الإداري في30 ديسمبر من العام الماضي ، صاعقة لبن افليس وللمراهنين على حزب جبهة التحرير كحصان طروادة من أجل كسر طموحات عبد العزيز بوتفليقة في الاستحواذ على الساحة السياسية وامتلاك الزعماتية المطلقة باسم جبهة التحرير . وقد تزامن هذا القرار الإداري مع انتخابات تجديد ثلث أعضاء مجلس الأمة .. مما فهمه الملاحظون على أن القضاء الإداري كان يحسب لهذا الموعد حسابه حتى يربك حواريي ابن افليس،ويظهر البوتفليقيين الحقيقيين من البن افليسيين الحقيقيين أيضا.قرار القضاء الإداري اخلط حسابات ابن افليس ومن معه كما أظهر التصحيحيين بقيادة وزير الخارجية عبد العزيز بلخادم أنهم يتحكمون في زمام القضاء.